اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تعقيبا على مقترح فضائية " الفيحاء " الغراء: حان وقت التغيير، قبل أن تغرق السفينة بمن فيها !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو

مقالات اخرى للكاتب

تعقيبا على مقترح فضائية " الفيحاء " الغراء

حان وقت التغيير، قبل أن تغرق السفينة بمن فيها !

طرح الدكتور محمد الطائي ، صاحب فضائية الفيحاء الغراء ، في يوم 30/ نيسان/ 2012 ، وضمن برنامج " فضاء الحرية " ، مشـــروع نقل وقائع المؤتمر الوطني المزمع عقده ، مباشرة على الهواء وبحضور الفضائيات ، وإن رفضت الكتل السياسية هذا المقترح ، فأنه يدعو الى الأعتصامات والأحتجاجات ، ومقاطعة اعمال هذا المؤتمر !

ويبدو ان هذا المقترح قد لاقى الترحيب الكبير من المواطنين ، والعديد من منظمات المجتمع المدني وممثلي العشائر، التي عبرت عن تقديرها لهذا المقترح، خاصة بعد ان طفح الكيل عند المواطن العراقي مما يجري على الساحة السياسية والعلاقة بين الكتل وقادتها . لكن فات على الأعلامي المخضرم ، د. محمد الطائي الدخول في الأسباب التي ادت بالوضع العراقي للوصول الى هذه النهاية المستعصية والمغلقة، والبحث في مسبباتها ، فيما سلط الأضواء على نتائجها وتفصيلاتها فقط.

إن المشكلة ليست في المؤتمر الوطني ، الذي اضحى الشماعة التي تعلق عليها اخفاقات الحكومة العراقية ورئيس وزرائها ، المشكلة الحقيقية تكمن في ايفاء هذه الوزارة بألتزاماتها للمواطن بعد سنتين ونيف على الانتخابات ، في توفير الخدمات وتخفيف معاناة المواطن ، ان كان بتوفير مفردات البطاقة التموينية، او تلبية حاجاته في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصحة ، او في التخفيف من نسب البطالة وأيجاد فرص عمل لائقة للخريجين الجدد، وفي الملف الأكثر اثارة للجدل ، ملف محاربة الفساد الأداري ، ومزوري الشهادات وتقديمهم للعدالة، وأعادة الأموال المنهوبة لميزانية الدولة .

هـذه هـي القضية والملفات الأسـاسية التي تهم المواطن، اما الدعوة لنقل وقائع المؤتمر علنا من عدمها .... فمــاذا تعني المواطن؟

وإن لم يـوافقوا على نقله مباشــرة فســنلجأ الى المقاطعة والأعتصام ....وأسأل مـــاذا سيؤثر ذلك على المؤتمرين ؟

اليس الأحرى بالأحزاب والكتل ( الفائزة) ، والتي ائتمنها الشعب العراقي عندما منحها أصواته، ان تقدم البديل ؟

أليس من اولى واجبات البرلمان ، وهو الرقيب على اداء الدولة والحكومة ان يقدم البدائل ؟؟

إن طرح فكرة الأعتصامات دون وجود هدف محدد وواضح لهذه الأعتصامات ، ســوف لن يكون الا تشـتيتا للجهد الجمعي العراقي في احداث التغيير المنشود والحقيقي، والمتمثل بقيام حكومة عراقية فاعلة تؤدي واجباتها وفق برنامج واضح .

أن مبادرة قناة " الفيحاء " ، وهي القناة العراقية المستقلة ، هي مبادرة جيدة ، وتحاكي مشاعر الشارع العراقي ، وربما تلتقي مع احاسيس المواطن العراقي ،لكن المواطن مـّل انصاف الحلول وبات على مقربة من الأنفجــار !

وبالعودة لفكرة الأحتجاجات ( على افتراض ان القوى السياسية سـوف لن تغامر بسمعتها امام المواطن وبشكل علني ) ، فأني على يقين تام من ان الشرطة والجيش والمخابرات والأمن الوطني ستكون على اهبة الأستعداد للتصدي لها وأفشالها ، وأن تطلبت الحاجة الى استعمال القوة في تفتيتها قبل ان تأخذ مداها ، خشية على العروش من ان تتساقط ، اما التهمة فهــي جاهزة منــذ اليوم الأول : بعثيون ، ويريدون استهداف العملية السياسية في العراق الجديد ، وهم معادون لحكم الأغلبية ، التي تمثل المظلومية!!!

انا لست من الطارئين في متابعة المشهد السياسي العراقي ، خاصة بعد استيزار حزب الدعوة ورئاسة المالكي للوزارة ، وأعتقد جازما ، بأن حل المشكلة العراقية ليس في المؤتمر الوطني ، الذي هو استمرار للأزمات التي خلقتها الأحزاب الفائزة في الأنتخابات ، لأنها بنت العملية السياسية وفق معايير المصالح الحزبية والطائفية والقومية الضيقة ، على حساب المصلحة الوطنية . فلا هذا المؤتمر ، ولا العشرات من امثاله ستحل مشكلة العراق . الحل يكمن في ادانة النهج الطائفي المقيت ، والتهيئة لأنتخابات مبكرة يسبقها تشريع قانون عصري للأحزاب ، وتعديل قانون الأنتخاب بأعتماد الدائرة الواحدة والتمثيل النسبي ، ثم في اقرار مبدا فصل الدين عن الدولة ، وتحريم عمل اي حزب على اساس طائفي او ديني ، بل ان تكون القاعدة ، الوطن ثم الوطن ثم الوطن ، ودون ذلك الى المزبلة .

بودي تذكير الدكتور محمد الطائي بالسؤال الذي طرحه قبل اكثر من ســنتين ، حول الآلية التي يجب اتباعها في محاسبة عضو البرلمان ، أو الوزير المقصر ،...وأنا اعيد السؤال عليه وأقول : ماذا اكتشـــفت بعد هذه السنوات ؟ هل هناك آلية لمحاسبة عضو البرلمان ، او الوزير المقصّر ؟ وأين حدث ذلك ؟

الحقيقة أننا امام جماعة من ، عتاة الساسة الذين تسلقوا العملية السياسية بخداع الناخب العراقي ، ولسنا مجبرين على تحملهم طوال الدورة الأنتخابية . فالعراق يســتحق اكثر ، العراق يستحق قادة وسياسيين مخلصين ، العراق لا يستحق مزورين وسراق وراهني مصالحه للأجنبي ، وقد حان الوقت للتغيير ، حان الوقت للمخلصين ان يقدموا المسيئين للعدالة ، وأن يكونوا هم من يديروا دفة هذه السفينة ، قبل ان تغرق بمن فيها !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.