اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الجمعية المندائية في مشيكان: رحلة عطاء مستمر عمرها 16 عاما -//- كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

الجمعية المندائية في مشيكان: رحلة عطاء مستمر عمرها 16 عاما

كمال يلدو

" طوبى لمن عمل خيرا" ، بهذه العبارة المؤثرة افتتح السيد اسعد السيفي الحفل التكريمي الخاص الذي احيته الجمعية المندائية في مشيكان يوم السبت 15/12/2012 احتفاءا بأعضاء الهيئات الأدارية التي ادارت وبنجاح شؤون الجمعية في السنين ال 16 من عمر هذه المؤسسة الفتي .كانت اجواء القاعة تنبئ بالسعادة والسرور ، والأفتخار ليس فقط بالمنجز من عمر الجمعية وصمودها امام الكثير من الصعوبات المالية والأدارية ، انما لهذه الألتفاتة التي تعبر عن عمق الفهم للعمل الطوعي ، والشكر لكل من ضحى بوقته وماله الخاص من اجل انجاح مشروع اجتماعي وثقافي في بلد الغربة ، مشروع سيساهم مستقبلا في ايجاد خيمة ، أو فئ لأبناء الطائفة المندائية التي اضطرتها ظروف العراق الصعبة لركوب موجة الهجرات والوصول الى هذه البقاع البعيدة عن موطن الآباء والأجداد .

رحب السيد اٍسـعد بالحضور الكريم ، مبتدأ برجال الدين الأفاضل ، الكنزبرا فوزي – رئيس الطائفة في الولايات المتحدة وكندا – والشيخ خلف عبد ربه ، ثم الحضور ، والمحتفى بهم على حد سواء ، شاكرا وممتنا لهذه الطليعة التي كانت قدوة للآخرين في تضحياتها وعملها لتأسيس هذا الوطن الصغير الذي جمع ابناء الطائفة في افراحها وأتراحها ، مؤكدا ، ان هذا اليوم هو يوم متميز لأننا نتذكر كل الذين عملوا وأثمر عملهم هذه الشجرة الوارفة بظلالها وناسها .ثم طلب من الشيخ "فوزي" ان يلقي كلمته والتي استهلها بالشكر لكل من ضحى بوقته وماله الخاص من اجل ان ترتفع راية " الدرفش" عالية ، في اشارة الى الراية التي يقدسها ابناء الطائفة المندائية .ثم قال: رغم اننا في بلاد بعيدة ، الا اننا ومن خلال هذه البناية ، وهذه المؤسسة ، نقطف ثمار كل الذين عملوا للسنين المنصرمة ، بعدد اعضائها المزدهرة ونشاطاتها والمناسبات المتميزة ، بجهود الهيئات الأدارية السابقة ، وبجهود المؤسسين الأولين .ثم قال :" أحتموا ببعضكم ، كما العيون بالأقدام" ، واردف قائلا: ان قوتنا بوحدتنا ، وأننا ثمار حقل واحد . ثم دعاهم الى مزيد من المحبة والأنسجام والتكاتف والتآزر والتعاطي بأيجابية ، ثم انهى كلمته بالأشارة الى الشجرة المثمرة وضرورة رعايتها!

عقب ذلك القى السيد هيثم عبد الكاظم رســن ، رئيس الهيئة الأداريةكلمة " وفاء" لمنجز الهيئات الأدارية السابقة ، مشيدا بما ارسوه من اساس في النشاطات الثقافية والأجتماعية ، والدينية ، وتقوية اللحمة الأجتماعية وصولا لما تتمتع به هذه المؤسسة ليس في حال ابناء الطائفة في مشيكان ، بل لما تحمله من دلالة رمزية لكل الصابئة المندائين في الولايات المتحدة وكندا .تلتها كلمة طيبة القيت بالنيابة عن المحتفى بهم ، ثم بدء حفل التكريم بقرأة الأسماء ( 54) اسما ، ووزعت على الحاضرين منهم شهادة الشكر والأمتنان والتقدير .

بعد هذه المراسيم التقديرية ، استمر الحضور في الأستمتاع بالجو الأجتماعي والحضور العائلي المتميز حتى وقت متأخر من المساء .

تأسـت الجمعية في العام 1996 ، نتيجة لشعور ابناء الطائفة الموجودين في مشيكان بالحاجة لمؤسسة يستطيعون من خلالها التواصل الأجتماعي والثقافي وأحياء المناسبات الدينية ، رغم ان عددهم آنذاك كان يعد بالعشرات . لكن مع استمرار تدهور اوضاع العراق ، انعكس ذلك على زيادة الهجرة ، مما جعل اعداد الطائفة في ولاية مشيكان تصل حوالي (750) مندائيا لحد هذه السنة ، ناهيك عن مئات ، وربما الوف اخرى متوزعة في ولايات امريكية وكندية اخرى .

ساهمت هذه الجمعية بتعزيز اللحمة الأجتماعية عبر اللقاءات والنشاطات ، والتواصل بصلات القربى ، والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية ، كما كان لها دورا كبيرا في تعزيز التعارف والتقارب العائلي ، لانها قربت بين المندائين الذين كانوا موزعين في محافظات العراق الكثيرة والأهواز ، ليجتمع معظمهم في بناية تتميز بالمحبة والسلام .

بعد ازدياد شعبية الجمعية ، وتكاثر نشاطها ، خصص مكان منها لتأسيس ال " مندي" وهو دار العبادة لأبناء الطائفة ، حيث يساهم بتعزيز النشاطات الدينية ومنها ، صلاة الأحد ، والمواعظ ، والأجابة عن الأسئلة والأستفسارات المتعلقة بالعقيدة ، وكذلك في تعليم اللغة المندائية ، وأجراء الطقوس المندائية ومنها طقوس التعميذ .

لم يكن في حساب احد منّا ان تأخذنا الغربة بعيدا هكذا ، لكنها والحق اخذتنا ، ورغم صعوباتها ومراراتها ، الا ان الأصالة والوطنية تبقى البوصلة التي تهدي ابناء الطائفة للتكاتف والتعاضد والتعبير عن حب الوطن عبر اية وسيلة ممكنة ومتوفرة .

16 عاما تبدو للبعض قصيرة ، لكنها طويلة جدا حينما تكون مكتنزة بالعمل الطوعي ، رغم كل ما يعتري حياتنا من ظروف اقتصادية صعبة . لكن كل شئ يهون حينما يتعلق الأمر بالمجموع .

كمال يلدو

كانون اول 2012

 

 


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.