بقـلم  أكرم يوسف تمرو

قصـة قصـيرة: الرحمة بالأطفال ؟  رجاء

جئنا من حيث لا ندري ونذهب إلى حيث لا ندري أيضا. .  بين الحالتين فترة يعيشها الإنسان يكبر ويعمل ويتزاوج وينجب أطفالا يحبهم ويرعاهم كما هم يرعوه ايضا في أخر أيامه , قال احد الشعراء  أولادنا أكبادنا  أولادنا بيننا وأكبادنا تمشي على الأرض , كلنا كنا أطفالا  وكبرنا برعاية الوالدين ...

كان جون يعمل موظـفا في احد معامل تصـنيع الحلويات وقد أحب جوليا وهي عاملة في نفس المعمل, بعد حب دام أكثر من سنتين قررا الزواج  

وحدد اليوم والشهر من تلك السنة , في ذلك اليوم أقاما حفلا كبيرا واستدعيا كل العاملين في المعمل مع الأحبة والأقارب .. سكنت جوليا مع جون في بيته المتواضع الصغير ولأكنه جيد الأثاث والأسرة..

صـباح كل يوم يذهب جون مع جوليا إلى العمل سوية ويخرجان سوية وكانت المحبة بينهما كبيرة جدا, بعد سنة من زواجيهما أنجبت جوليا طفلا جميلا كأنه ملاك صغير قاما برعايته والسهر عليه , أصبح عمر الطفل اقل من سنتين , لكن الأيام تخبىء لنا ما لانعرفه , في احد الأيام شحب لونه وضاق نفسه أسرعوا به إلى المشفى   ؟                 

وبعد فحص الطبيب المختص ادخل إلى العناية المركزة ولكن بعد ساعات قليلة فارق الحياة هذا الملاك الصغير, بكيت جوليا وجون كثيرا لهذه المأسات التي حلت بهم. تقدم جون من الطبيب مستفسرا عن سبب ألوفاة, قال الطبيب في تقريره إن ما حصل هو ورم في الرئة ؟

مرت سنتان أنجبت جوليا طفل أخر كما حدث لاخيه حدث له ايضا, لم يكمل السنتين من العمر أصابه نفس المرض وفارق الحياة في المشفى تقرير الطبيب المختص يقول بأنه مرض وراثي يصيب جهاز التنفس للطفل؟  

بعد كل هذا اتفقا على تبني طفل من الميتم لكونه لا يصيبه المرض لأنه من أبوين مختلفين, أخذا طفلا بعد إكمال الأوراق الخاصة بذلك وقاما برعايته إلى أن كبر وبلغ السنة ألثالثه من عمره, أكد لهم الجيران بان هذا الطفل سوف يعيش لأنه بلغ ألثالثه وتجاوز سن الخطر الذي يموتون فيه أطفال جوليا.

في احد الأيام تمرض هذا الطفل ايضا وهرعوا به إلى المشفى وادخل إلى العناية المركزة لكنه فارق الحياة. ذكر الطبيب المختص في تقريره بأنه كان يشكو من ضيق التنفس لوجود ورم في الرئة أو الانتفاخ الرئوي وأنها ناتجة من مرض وراثي سببه الأبوين ؟

اقترح عليهم بعض الجيران بتبديل المسكن لوجود فيه بعض الرطوبة يمكن أن تكون هي السبب. انتقل جون وجوليا إلى منزل جديد في حي أخر, وانه منزل جميل لا وجود للرطوبة, وفيه كل متطلبات الحياة الظرورية

أنجبت جوليا طفلا أخر في هذا المنزل الجديد لكن بدون جدوى لأنه ودع أمه جوليا في المشفى بنفس المرض ولم يبلغ السنتين من عمره, أنجبت جوليا طفلين آخرين في سنين متفرقة ولكنهم فارقوا الحياة بنفس المرض وفي عمر متقارب جدا ؟ بعد ذلك منعها الأطباء من الإنجاب بسبب وجود مرض وراثي الذي يصيب الأطفال بورم في جهاز التنفس وانه السبب في موتهم.

يوجد لجان طبية متخصصة تبحث في ملفات الوفيات لكل المشافي وتدرس الحالات المرضية الو راثية والجرائم من القتل أو الاختطاف وغيرها من الأمور, في احد الأيام فتح ملف جوليا وبعد الإطلاع عليه من قبل اللجنة المختصة في هذه الأمور ودراسة حالات الأطفال وكيف ماتوا وما هو المرض.

شغل بال اللجنة الطفل الذي جلبوه من الميتم ( جون وجوليا ) كيف مات بنفس المرض الذي أصاب أطفالها أرسلت اللجنة بطلب ( جون وجوليا ) لعمل بعض الفحوصات, وبعد إجراء الفحص الطبي لم يوجد الأطباء أي مرض وراثي في الزوجين يسبب موت الأطفال بالورم الرئوي أو الانتفاخ في الرئة..

حولت القضية إلى الشرطة وبعد جلسات طويلة من الاستجواب والأسئلة اعترفت جوليا بأنها هي السبب في موت الأطفال ؟ قال لها المحقق كيف يتم ذلك وهم يموتون في المشفى. قالت جوليا بأنها كانت تضع الوسادة على وجه الطفل وترفعها قبل أن يموت ثم تأخذه إلى المشفى ويلقي حتفه بعد ساعات قليلة ؟

قال المحقق ل( جوليا ) لماذا تقتلينهم وهم في عمر الزهور ولا يستطيعوا الدفاع عن نفسهم ؟ قالت ( جوليا ) أنها كانت تريد كسب عطف الناس لها وحبهم ؟ كما أنها تكره الأطفال حين يكبرون ؟ حكمت المحكمة على جوليا بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة ؟