اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أيها العراقيون : إرسوا على بر قبل فوات الأوان !

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

أمير أمين

مقالات اخرى للكاتب

أيها العراقيون : إرسوا على بر قبل فوات الأوان !

 

ترافقاً مع العد التنازلي لرحيل القوات الأمريكية من العراق وتفاقم المخاطر الخارجية وحدّة الصراعات والمشاكل الداخلية وبشعور عالي بالمسؤولية الوطنية , تقوم قيادة الحزب الشيوعي العراقي بتوجيه دعوات لجميع السياسيين العراقيين أحزاباً وشخصيات ومن كبار المسؤولين وأصحاب القرار من أجل تعزيز الوحدة الوطنية المنشودة والتي لم تلتحم عراها المنفصلة لحد الآن بعد الفترة  الزمنية التي سقط بها النظام الشمولي والتي جاوزت الثمانية أعوام , لكنني أرى أن الساسة العراقيين لا يشبهون نظرائهم في أي بلد من بلدان العالم فهم متناقضون ومعادون لبعضهم البعض ومختلفون في كل شيء ولا يتفقون على أي شيء حتى داخل الحزب الواحد والكتلة الواحدة تنخرهم الخلافات ولدى كل واحد منهم مصلحة معينة يفكر بها دون غيرها وهي لا تخص طبعاً مصلحة الشعب العراقي  فمثلاً  بعضهم  يريدون  إقليم للبصرة وآخرين يفكرون بإقليم خاص لمحافظة صغيرة وبسيطة مثل صلاح الدين وآخرين  يفكرون ويعملون على   إستقلال كردستان وفصلها عن جسد العراق بعد أن يكونوا قد إستولوا على محافظة كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها مثل خانقين وجلولاء وغيرها الكثير والممتدة لعدد من المحافظات المحاذية لإقليم كردستان  وآخرين يحلمون  بإقامة حكومة تؤمن بولاية الفقيه الشيعية على النمط الإيراني على كل مساحة العراق وإن تعذر ذلك فعلى الإقل لبسط نفوذها وسيطرتها على تسعة محافظات أغلبية سكانها من الشيعة  ويناظلون بشدة من اجل تحقيقها في عراق متعدد الاديان والقوميات والأعراق  ! ولو أن هذه القضية بدأ يخفت الإهتمام بها مع مرور الزمن لكن أصحابها لا زالوا متواجدين على الساحة السياسية الراهنة و نجد آخرين  لا زالوا  يرفعون العلم العراقي القديم بنجومه الثلاثة ومع عبارة الله أكبر أو بدونها في بعض المحافظات وآخرين يرفعون العلم  الحالي  ولا يفكرون بإستبداله بعلم آخر يجسد الوحدة الوطنية العراقية بحجة الخوف من إزاحة كلمتي الله أكبر منه وهم يدركون  أن ذلك غير جائز لشعب العراق الذي هو  متعدد الأديان وآخرين يفكرون  بعقلية وهابية تعتبر غيرهم من نفس الدين روافض وتحلل قتلهم وآخرين يحترمون  الأديان والمعتقدات ويعتبرونها شأناً شخصياً..ويناظلون من أجل فصل الدين عن الدولة رافعين شعاراً مفاده ..الدين لله والوطن للجميع وهؤلاء كثر في مجتمعنا وهم نخبة من الكتاب والأدباء والشعراء والعلماء والفنانين والسياسيين الديمقراطيين لكنهم مشتتون ولا تجمعهم الوحدة في العمل وخاصة أثناء الإنتخابات فتذهب أصواتهم أدراج الرياح أو تحسب لآخرين يختلفون مع توجههم وأفكارهم وبرامجهم بشكل عام وهم يحرصون على وحدة العراق ويحترمون فيدرالية كردستان  وآخرين يناظلون ضد العلمانية  ويعتبرونها الحاداً وكفراً بالأديان ويؤمنون بهيمنة الدين الإسلامي وخاصة الطائفة الشيعية على المجتمع ويقيمون أوثق الروابط مع الجارة إيران وآخرين يستقوون بأمريكا وحلفائها ضد أبناء وطنهم  ويعتبرونها هي المنقذ للعراقيين من أنفسهم وليس من التدخلات الخارجية وحسب وآخرين يزعقون ليل نهار ويطالبون بطرد الإحتلال وتخليص البلاد من شروره وهم بدواخلهم يتشبثون به بأسنانهم وأظافرهم  لأنه مصدر رزقهم والذي عمل على نقل حياتهم من التهميش الى المليونيرية  وأصبحوا من  نجوم التلفزيون  الدائميين نراهم كل ليلة يتفلسفون بعبارات مبهمة كهندامهم غير المتناسق على الرغم من كونه جديد ..!! وآخرين ينسقون مع تركيا ضد المعارضة الكردية في بلدها بحجة أن تركيا دولة قوية وتتحكم بالمياه وتحجيم هؤلاء هو إرضاء لها وآخرين يقيمون علاقات قوية مع سوريا بحجة أنها لازالت دولة الصمود العربي بوجه الصهيونية ويسبحون بحمدها ليل نهار كونها كانت ملاذاً للمعارضة العراقية في زمن النظام المقبور وربما  يحتاجونها في المستقبل في النكبات التي قد يتعرض لها العراق وتقوم بإحتضانهم مجدداً  وآخرين يشنون عداءاً ضد الكويت ويتوعدوها شراً بسبب بنائها ميناء مبارك وعلى أراضيها بينما يجد آخرين بأن موقع هذا الميناء لا يضر بالمصالح العراقية ويقولون أن لدينا موانئنا الخاصة في البصرة ولا يؤثر علينا ميناء مبارك بشيء  وغيرها الكثير من الأفكار التي يتبناها كل واحد أو كل مجموعة بمفردها ولهؤلاء قنواتهم الفضائية وصحفهم ومرتزقتهم في العراق وخارجه ويقوم الكثيرين من قادة وأعضاء مجالس المحافظات بالتحليل والتحريم حسب أهوائهم وميولهم الفكرية والدينية دون الرجوع الى الدستور فترى التباين الصارخ واضح جداً بين عدد من محافظات العراق والذي إنعكس على هندام النساء وطرق المعيشة وهذا ما نجده حتى في مناطق بغداد المتعددة حيث يتم التعدي على الحرية الشخصية بشكل صارخ دون تدخل الدولة لحماية المواطنين , والحصيلة هي دمار العراق وتخلفه وعدم إستفادة بنات وأبناء شعبه من ثرواته الطائلة والإبقاء على المعادلة التي تقول  : أفقر شعب  يعيش في أغنى بلد..ولا يوجد أفق لحل هذا الإشكال لا سيما وأن الرموز نفسها تأتي في كل إنتخابات وتتسيد المشهد السياسي العراقي مع تبدل طفيف لبعض الوجوه وهنا نجد غياب الروح الوطنية وعدم تقدير حجم المخاطر بسبب أزمة الثقة المستفحلة والتي لمسنا تجلياتها خصوصاً بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة وتمسك رئيس الوزراء بعدد من الوزارات الحساسة والتي يخشى على تسليمها للطرف الآخر الفائز بصوتين أكثر من كتلته أو للمستقلين الوطنيين  المهنيين وما أكثرهم  ويمنحها لعدد من مريديه كوزارة الداخلية مثلاً بالإضافة الى تمسكه بملف المخابرات  العامة والعراق يبقى يراوح بمكانه دون ماء نقي وصحي وإنقطاع شبه دائم لشبكة الكهرباء والخطف والإغتيالات بكاتم الصوت والقنابل اللاصقة  والمفخخات على قدم وساق وهروب السجناء والمحكومين بالإعدام لا زال جارياً وخاصة مع سجانيهم وفي جنح الظلام ولا زال الرئيس جلال لا يوافق على توقيع عقوبات الإعدام بحق الإرهابيين -- بحجج واهية كونه نائب رئيس الإشتراكية الدولية والتي وقعت أحزابها على رفض عقوبة الإعدام ومن ضمنها حزب الطالباني وهو الإتحاد الوطني الكردستاني..! ) الذين تم تجريمهم بمحاكم عراقية وأمام شهود النفي والإثبات وأمام قضاة عراقيين مشهود لهم بالنزاهة وهم بالمئات , ولا زالت الأمية تفتك بالشعب وخاصة بين الإناث والتسرب من المدارس وفي جميع المراحل الدراسية للعمل في الشارع لسد رمق العيش صار ظاهرة متعارف عليها ولا زالت البنية التحتية مهدمة ومشلولة ومعها الإقتصاد والصناعة والطرق والمواصلات تعيدنا الى العراق ما قبل الإستقلال ولا زال الفساد المالي والإداري يستشري كالسرطان في جسد المجتمع العراقي ويمارسه أغلبية المسؤولين دون أن ينالوا العقاب الذي يستحقونه ويجري التستر على أفعالهم المشينة أحياناً ! ولا زالت المحسوبية والمنسوبية هي السائدة في التعيينات وفي إسناد المسؤوليات بحجة فوز هذا الحزب أو تلك الكتلة وهي الأولى بالمسؤولية دون المراعات للنزاهة الوطنية وبغض النظر عن الشهادات الجامعية والعليا وشمل هذا تعيين عدد من كبار الضباط ومن رتبة مقدم الى فريق دون أن يتدربوا على السلاح ودون أن يخدموا في الجيش العراقي في أي وقت من حياتهم التي أمضوا معظمها في المنافي والناس في مجتمعنا تعرفهم بالإسماء  وخاصة في سلك الشرطة علماً أن عدداً منهم لا يحمل أية شهادة لإجتيازه المرحلة الثانوية أو الجامعية . ويظل الدستور العراقي غير منقح وتملؤه الثغرات والمطبات.. ولا زالت قوانين الإنتخابات لم تجري عليها أية تعديلات ولا زال العراقيين لا يعرفون عددهم الفعلي في كل محافظة بسبب عدم وجود تعداد عام لكل سكان العراق. ولا زال خطر نقص المياه والتصحر ماثلة للعيان بشكل تصاعدي وفي عدد من المحافظات دون حل منطقي مع دول الجوار.. ولا زال ضحايا النظام السابق لم يرد اليهم الإعتبار وخاصة من ضحايا عوائل الحزب الشيوعي والأكراد الفيلية وغيرهم  ولا زال أكثر من أربعة ملايين عراقي وعوائلهم يعيشون الغربة والإغتراب في بلدان الجوار واللجوء في منافيهم الباردة وعيونهم تتطلع الى اليوم الذي تتكحل به في رؤية بلدهم والعيش فيه بسعادة وأمان وهم بين أهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم...!.الخ والشعب تعب جداً من كثرة الوعود فهل سنجد ضوءاً ساطعاً في نهاية النفق المظلم ..! أم سنشهد هجرة جماعية أخرى أكثر حزناً ومرارة من سابقاتها مثل كل منعطف خطير ! .هذا غيض من فيض المشاكل الحادة التي تؤرق بنات وأبناء شعبنا وتجعل مصيرهم ومستقبل حياتهم مهدد بالضياع فهل يستطيع الحزب الشيوعي العراقي بدعوته هذه من تضميد الجراح   ! وهل تسعى القوى والأحزاب المتناثرة وبكثافة على الساحة السياسية العراقية من إنتشال المواطنين من مأزقهم والتفكير بحرص وجدية على إعلاء روح المواطنة فوق كل إعتبار والجلوس والتحدث بأخوية صادقة لحل جميع الإشكالات دون النظر للقومية والطائفة والدين والمحافظة والحزب  والعشيرة إلاّ بما يصب في المصلحة الوطنية لعموم العراقيين. وهل يستطيعوا برفع الحيف عن المرأة العراقية بدل تهميشها وعدم سماع معاناتها التي بلغت عنان السماء وخاصة الأرامل والثكالى واللواتي يفترش  بعضهن الطرق والساحات لطلب المعونة من إخوتهن لعدم وجود معيل وعدم وجود عمل أو أية مستلزمات للمعيشة ..والى متى يبقى بعض العراقيين منسيين ومهمشين وتلتفت اليهم عدد من القنوات الفضائية مانحة إياهم بعض الأثاث والقليل من النقود كهدايا رمضان أو ما شابهها !! في بلد ستكون ماليته للسنة القادمة 112 مليار دولار ونسبة الفقر حسب الإحصائيات  العالمية تبلغ 23 بالمئة ..! بينما نجد في كل سنة أن الوضع المعاشي لطبقات الشعب المسحوقة  ومنهم جمهرة المتقاعدين ما زال يراوح في مكانه  دون بصيص من الأمل المرتجى...أيها العراقيون النجباء..قادة بلدنا الجدد .. تذكروا أين كنتم أيام النظام السابق وبماذا كنتم تحلمون.. وبماذا كنتم تفكرون ..! ألم يكن طموحكم لا يتعدى  سوى اللقاء تحت جدارية جواد سليم الشامخة في ساحة التحرير وأن تلتقوا بعدد من أهاليكم وأصدقائكم..! من كان منكم يحلم بمنصب وزير أو سفير أو محافظ أو عضو برلمان وتكون لديه أموال لا يعرف أين يذهب بها ..! أما والآن صار الوطن كله بين أيديكم فلا تضيعوه بهذه السهولة في الشتم للآخرين وبالمهاترات والعداوات وتأجيج نزعة الكراهية وسياسة التهميش والغدر والإقصاء ...إن وطننا الجميل والعزيز أمانة بأيديكم فحافظوا عليه كحفاظكم على حدقات عيونكم وإرسوا على بر وستنجحون في تجاوز المحن والمآسي والنكبات..إنها فرصة ثمينة لإستغلال الوقت قبل فوات الأوان وشبيبتنا كانت صادقة حينما أنشدت للشاعر كريم العراقي.  بهمة  وعزيمة وإصرار على التلاحم والوحدة الوطنية الراسخة .... التاريخ شاهد كم عبرنة محن..ياما صبرنا وإحنة نصبر لمن...لوما عزيز تراب هذا الوطن ..وحدة شعبنا ألنة  شمس ودليل ..   فلا تخيبوا أملنا ورجائنا بقوة عزيمتكم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.