اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين..! (2-3)// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب

هل قدّر شعبنا العراقي تضحيات الشيوعيين..! (2-3)

أمير أمين

 

في 14 تموز عام 1958 قامت ثورة وطنية في العراق, أطاحت بالنظام الملكي ورموزه, ساند الحزب الشيوعي الثورة والزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم منذ اللحظة الأولى وذهب الشهيد سلام عادل بنفسه الى دائرة البريد ليحرر برقية تهنئة للزعيم ورفاقه على نجاح الثورة التي استبشر بها الشيوعيون وجماهير الشعب خيراً , لكنه للأسف وبعد أقل من سنة بدأت تحاك لها المؤامرات والدسائس من قبل البعثيين والقوميين وأذناب الاستعمار والذين لم يأخذ الزعيم أعمالهم التخريبية بجد بل صب جام غضبه على الشيوعيين وجماهيرهم وضيق من الخناق عليهم وعلى المنظمات الديمقراطية التي كانوا ينشطون فيها كالشبيبة والطلبة ورابطة المرأة وكذلك النقابات والجمعيات الفلاحية ولم يسمح للشيوعيين بحرية العمل العلني وبدل عن ذلك منح حق العمل العلني لجماعة داود الصايغ باسم الشيوعيين, ومع كل هذا ظل الحزب الشيوعي يدعمه ويصون الجمهورية الفتية الى آخر لحظة من عمر الثورة وخلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ العراق قدّم الحزب الشيوعي عشرات الشهداء في بغداد والموصل وكركوك وغيرها وتم زج العديد منهم في السجون بدعاوى كيدية ونتيجة لنشاطهم الحزبي او المهني.. الى أن إستطاع البعثيين من إجهاض الثورة وهي في سنوات عمرها الأولى يوم 8 شباط عام 1963 وتأسيسهم لعصابات إجرامية مارقة سميت حينها بالحرس القومي الذي جعل من مدن العراق حمامات دم للشيوعيين قادة وكوادر وأعضاء وأصدقاء للحزب ومن الرجال والنساء وفي المقدمة منهم الزعيم الشهيد جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجوية العراقية والذي كان مقتله نقطة الصفر لنجاح الانقلاب الفاشي ثم تتابعت الاحداث الدامية للبحث عن الشيوعيين في كل مكان وقتلهم من خلال بيان 13 الذي أصدره الانقلابيين والذي يخص تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي بالذات في عموم العراق ..وساعدت هذه العصابات قوى عربية وأجنبية خارجية ومنها مصر جمال عبد الناصر وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وكل الحاقدين على الشيوعيين وحزبهم ..فتم قتل المئات من أعضاء اللجنة المركزية والكادر المتقدم للحزب وفي طليعتهم الشهيد البطل سلام عادل الذي تم القاء القبض عليه في بغداد ليلة 19 شباط مع عدد آخر من الشيوعيين والشيوعيات وجرت عملية بشعة ودنيئة في استجوابه وتعذيبه على يد زمر مجرمة من قادة البعث والحرس القومي وتم قتله بعد أن قاموا بالتلذذ في تقطيع جسده وفقأ عينيه وجرى إخفاء مكان جثته ولم يتم التعرف على مصيرها من أي جلاد من هؤلاء القتلة لحد الآن من الذين كانوا يمارسون هواية الذبح للشيوعيين في قصر النهاية كما وانتشرت المسالخ البشرية في عدد من الأماكن في بغداد والمحافظات مثل سجن رقم واحد ومعتقل الهندية ومعتقل أبو غريب ببغداد ومعتقل الشعيبة في البصرة ومعتقل سعد في بعقوبة ومعسكر الرشيد والنادي الجمهوري وملعب الإدارة المحلية والنادي الأولمبي ومحكمة الشعب وغيرها أيضاً في بغداد وفي الناصرية استخدموا للتعذيب والقتل مدرسة خالد بن الوليد وبيت آمر اللواء وفندق سومر وغيرها وخلال أيام قليلة تم القاء القبض على أكثر من 29 ألف مواطن عراقي بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي من المدنيين, ومن العسكريين القي القبض على 1500 ضابط بمختلف الرتب العسكرية و8000 من الجنود وضباط الصف وإستشهد من بين هؤلاء أكثر من 5 آلاف شيوعي مدني وعسكري وأزهقت ارواحهم بدون محاكمة كما تم قتل الزعيم الفريق الركن عبد الكريم قاسم في يوم 9 شباط الموافق السبت 15 رمضان مع عدد من رفاقه الضباط ومنهم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب كما إستشهد مرافق الزعيم الاقدم الشهيد وصفي طاهر وعدد آخر من الضباط الوطنيين الشرفاء المحبين لوطنهم وشعبهم العراقي.. ولا يوجد قبر للشهيد سلام عادل ولا للزعيم قاسم وضاعت جثث الكثيرين في السجون والمعتقلات ولم تسلم لذويهم ..وخلال الشهور القليلة والشاقة جداً على جماهير شعبنا والتي حكم فيها البعثيين وحرسهم القومي من 8 شباط عام 1963 الى 18 تشرين الثاني من نفس العام, حصلت مواجهات عنيفة بين أبناء شعبنا وخصوصاً من العسكريين الوطنيين مع هؤلاء وكان أشد شكل للمقاومة المسلحة ما قام به الشهيد البطل الشاب حسن سريع ورفاقه من حركة في 3 تموز عام 1963 لقلب نظام الحكم الفاسد الدموي وتأسيس حكومة شعبية لكن الحركة أجهضت وتمت محاكمة بعض رموزها ففي يوم 31 تموز 1963 إستشهد حسن سريع بعد قرار المحكمة الصورية بإعدامه وكان بعمر 26 عاماً فقط وهو من عائلة فقيرة من السماوة والذي كان عند تنفيذه للحركة الباسلة قد توجه من كوخه الصغير في منطقة كمب سارة ببغداد والذي احتضنه ورفاقه الثوار, حيث أقسم الشهيد حسن بما يلي نقسم بتربة هذا الوطن أن نحرره من رجس المجرمين..!/ وقابل قرار إعدامه بعد فشل الحركة , بشجاعة نادرة تاركاً خلفه زوجته الشابة وطفلته الصغيرة وهي بعمر ستة شهور.. إنه خالد وسيبقى إسمه محفوراً في ذاكرة كل الشرفاء من بنات وأبناء شعبنا العراقي... وفي 17 الى 30 تموز عام 1968 عاد البعثيين للحكم مرة ثانية في انقلاب أسموه الثورة البيضاء وقاموا في البداية بإطلاق سراح عدد من الشيوعيين ثم حينما بدأت مواقعهم في السلطة تستقر تدريجياً قاموا بتنفيذ عمليات إغتيالات للكوادر الشيوعية الشبابية النشطة حيث اغتالوا محمد أحمد الخضري وشاكر محمود وعبد الأمير سعيد وستار خضير وآخرين, ثم انعقدت الجبهة معهم من قبل الشيوعيين في تموز عام 1973 بعد قيامهم بسلسلة إجراءات إعتبرها الشيوعيون تقدمية أو وطنية بشكل عام وأيضاً تمت بضغط من القادة السوفييت, وخلال الجبهة وسنواتها الى نهاية عام 1978 وبداية عام 1979 وفشلها, لم تخلوا السجون والمعتقلات الحكومية ودوائر الأمن من الشيوعيين الذين تم هدر دماء عدد منهم وبمختلف الطرق والوسائل البشعة المستخدمة لديهم على أجساد الضحايا, وفي أيار عام 1978قام النظام بإعدام 31 عراقي متهم بالانتماء للحزب الشيوعي غالبيتهم الساحقة من الجنود المكلفين بالخدمة الاجبارية بحجة أن لديهم نشاط محظور داخل المؤسسة العسكرية فتم إعدامهم على وجبتين في يوم 17 أيار ويوم 27 أيار ما عدا الشهيد سهيل شرهان الذي تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه يوم 24 أيار أي ما بين الوجبتين..! ومن الشهداء المعدومين تلك الفترة المؤلمة اللاعب الدولي المعروف بشار رشيد والذي كان مفوض شرطة حينها وكان عمره 29 سنة فقط.. ينقل عنه رفاقه في ساحة الإعدام وعند تنفيذ الحكم أنه كان نموذجاً للمناضل الصلب المؤمن بقضيته حيث أنه تقدم الى ساحة الشرف بقوة وإرادة لا تعرف الوهن , رافعاً رأسه شامخاً مثل الطود, هاتفاً بأعلى صوته.. عاش الشعب العراقي البطل.. عاش الحزب الشيوعي المناضل.. الموت للطغاة المجرمين ..تسقط الدكتاتورية وأعوانها.. وكان وسيظل رفعة راس وفخر لكل شرفاء شعبنا.

..............

ملاحظة .يتبع في الحلقة الثالثة والاخيرة 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.