اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا سقطت الموصل؟ وماذا بعد ذلك!// ناظم ختاري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

لماذا سقطت الموصل؟ وماذا بعد ذلك!

ناظم ختاري

 

يعد سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 اثر حرب الإطاحة به، سقوطا لنظام حكم مركزي طائفي، سيطر عليه العرب السنة منذ نشوء الدولة العراقية، وعلى أثر ذلك تشكلت على أرض الواقع دويلات طائفية وقومية كانت الغلبة فيها للعرب الشيعة، بعكس طموح الشعب العراقي الذي كان يتطلع إلى بديل وطني ديمقراطي وإقامة نظام حكم قادر على تحقيق المواطنة العراقية الحقيقية، حيث قدم الشعب العراقي بكل مكوناتهمن أجل ذلك أنهارا من الدماء وخصوصا في عهد الدكتاتور صدام حسين .

وعندما أقول إن العرب الشيعة تصدروا العهد العراقي المرتبك الجديد، ففي نفس الوقت أقول إنهم أخفقوا في اختيار ممثليهم الحقيقيين لإيصالهم إلى قمة السلطة  بهدف بناء دولة المواطنة المنشودة التي كانت كفيلة لأقناع العرب السنة في العيش بشراكة حقيقية في كنفها، ولكنه ومما يؤسف له فقد اختارت القوى الإسلامية الشيعية الطائفية وهي تصدرت المشهد السياسي وتعمدت على اقصاء الآخرين كالعرب السنة عن ذلك المشهد، حتى ولو كان من يمثلهم هي أحزاب طائفية على نفس النمط في الجانب الشيعي، حيث عملت تلك القوى على تعميق وتوسيع الفجوة بين المكونين وخصوصا في الفترة القصيرة ما بعد السقوط وعامل الاحتلال الأمريكي- البريطاني مهد الطريق لذلك ومعا وفرا الأرضية الخصبة لممارسة سياسة المحاصصة الطائفية بأشد أساليبها، وهكذا كان الأمر مع الكورد ولكن وقع ذلك الأقصاء كان غير مؤثر عليهم، بل إن الكرد كانت بيدهم مفاتيح أهم ويتمتعون بإدارة ذاتية منذ انتفاضة آذار 1990 وكانوا يعيشون تجربتهم الخاصة التي قد تفضي بعد هذه الأحداث المثيرة إلى إقامة دولة خاصة بهم حيث ناضلوا من أجلها طويلا .

 فقوى الإسلام السياسي الشيعية استثمرت ووظفت اضطهاد الطائفة التاريخي، لبناء قاعدة اجتماعية لحكمها وحاولت منذ البداية على بناء نظام حكم طائفي على أساس ولاية الفقيه وضرب مكتسبات الشعب العراقي التقدمية التي حققها على مر عقود من الزمن، نظاما ضعيف أو عديم الولاء لمعايير المواطنة العراقية، ومارست قتلا واضطهادا حقيقيا ضد العرب السنة وعلى مختلف المستويات، على مستوى الحقوق والواجبات وعلى مستوى المشاركة في القرار السياسي وعلى مستوى بناء مناطقهم وأعمارها وما إلى ذلك ، إضافة إلى كل هذا فإنها اختارت أسوأ شخصيتين لإدارة حكمها الطائفي " الجعفري والمالكي" . كل هذا عمق الشعور لدى العرب السنة بأن السلطة  السياسية لابد وأن تعود لهم كي يستطيعوا من خلالها حماية انفسهم من الهجوم الشرس لحكم القوى الإسلامية الشيعية على مكسبهم "التاريخي" ألا وهو انفرادهم بالسلطة طيلة العقود الماضية، ومما زاد من الطين بله فإن حزب البعث استطاع عبر هذه السنوات المشوهة من الحكم  الطائفي السائر نحو المزيد من التفرد في العراق والفوضى والحرب الطائفية والموت والفقر والحرمان والفساد الحكومي وترك بقايا الجيش العراقي وضباطه دون عمل أو اجتثاثهم، أن يتغلغل في الأوساط الشعبية في المناطق السنية التي وجدت نفسها أمام سلطة قائمة على التمييز والتعسف والثأر الطائفي،وهكذا عمل على إقامة تحالفاته مع مختلف القوى المسلحة بما فيها التنظيمات الأكثر دموية مثل القاعدة منذ البداية وداعش فيما بعد، والتي رفضت ليس فقط مثل هكذا نظام حكم اسلامي شيعي الطائفي وإنما كل خطوة يخطوها العراق نحو إقامة نظام حكم ديمقراطي تعددي .

نعم وعلى غفلة من حكومة المالكي وأجهزتها الاستخبارية أو أمام أعينها، عمل حزب البعث بكل أجهزته السابقة كضباط الحرس الجمهوري وقادة الأجهزة الأمنية، على بعث الروح في منظماته في العديد من المناطق العراقية ووفر حواضن اجتماعية واسعة له ولكل القوى الإرهابية التي كانت تضرب مؤسسات الدولة والمجموعات البشرية دون رحمة، بل تمددت أذرع البعث إلى أهم المواقع في الدولة والتي أمدت الأعمال الإرهابية المشينة بالمال والسلاح والتسهيلات المختلفة، وخلال الولاية الثانية للمالكي حصل هناك أكثر من خرق أمني مخيف، وانعدمت الثقة بين الفرقاء السياسيين على كل المستويات وتورط مسؤولي الدولة في أعلى المستويات بعمليات إرهابية في الجانب السني بينما في الجانب الشيعي الحاكم مارس المسؤولون على أعلى المستويات الرشى والفساد.. ولا نبالغ إن قلنا إن الدولة العراقية اضمحلت على أرض الواقع خلال  تلك الولاية "المنتهية الآن"، والرجل "المالكي" واصل الكذب في أحلك الظروف.. فأخفى عظائم الأمور عن شركائه الفاسدين والإرهابيين والمواطنين العراقيين على حد سواء بدعوى الحفاظ على العملية السياسية.

هروب السجناء وقضية الأنبار والفلوجة وأوضاع مدينة الموصل المعروفة للكل على مدار السنوات الماضية ومدى نشاط قوى الإرهاب فيها دللت بشكل قاطع على ضعف إدراك المالكي وحكومته بالمخاطر التي كانت تحيق بالعملية السياسية، بل أكثر من هذا فقد أكدت على مدى إصرار المالكي التمسك بالسلطة والاستفراد بها حتى ولو كان ذلك على حساب وحدة العراق ودماء شعبه .

إذن الآن في الموصل ومدينة تكريت وبعض المدن الأخرى بعد أكثر من 10 سنوات، تنظيم عائد لحزب البعث يحكم فعليا هناك ولو كان راكبا هذه المرة حصان داعش دون أن يدرك المالكي من الأمر شيئا سوى إنها "خدعة ومؤامرة"، هذه السيطرة النوعية للبعث تحت راية داعش على عدد من مدن العراق تفرض على القادم من الأيام شروطا قاسية، ربما يرفع راية قبولها المالكي. بالرغم من معرفته إن "البعثداعش" لا يرغب بأقل من حكم العراق، والثأر لكل شيء عبر جز رقاب العراقيين .

شخصيا ادرك الموقف منذ اليوم الأول من تولي المالكي إدارة الحكم في عراق ممزق في الواقع وموحد على وفق دستور فقط، بان العراق سائر نحو الهاوية والانقسام، ولعل احداث سقوط الموصل وتداعياتها هي البداية الحقيقية والجدية  لتقسيمه وفقا للتوزيع العرقي والطائفي .

ولوقف جزء من المخطط الذي ينتظر العراق فإنه بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطني، تحافظ على ما يمكن الحفاظ عليه من وحدة البلاد والمكاسب الديمقراطية المتحققة بفضل نضال القوى الوطنية .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.