اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الشاعر معروف الرصافي والانقلاب على الواقع السياسي والاجتماعي

تقييم المستخدم:  / 8
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

الشاعر معروف الرصافي والانقلاب على الواقع السياسي والاجتماعي

تمثل قصيدة الشاعر معروف الرصافي (أنا بالحكومةِ والسياسةِ أعرفُ) المشاهد الكثيرة والكبيرة في أوصاف الحكم الملكي بعد تنصيب الملك فيصل الأول ملكاً للعراق, كان الشعب العراقي يرزح تحت ظل الانتداب البريطاني , و يوصف الحكم وقتذاك بالكثير من الأقاصيص الحزينة التي تظهر بؤس الحكومة وفقر الأمة ومقاومتها للإستبداد والظلم بسبب الاحتلال البريطاني للعراق , فقد عاش الشاعر الرصافي لحياة طويلة متمثلة بالانفلات الواضح في السلوك والتصرفات للحكومة والمستعمر البريطاني, فقد صور بقصيدته هذه سجل الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية بكل جرأه وصراحة.

ولادته:

ولد الشاعر معروف عبد الغني محمود الجباري لأب من القومية الكردية وأم من القومية التركمانية عام 1875 م في بغداد ونشأ في الرصافة حيث أكمل دراسته في الكتاتيب ثم دخل المدرسة الرشيدية العسكرية فتركها ولم يحصل على شهادتها , ثم إنتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية وتتلمذ على يد كل من ( الشيخ عبد الوهاب النائب, الشيخ قاسم القيسي, الشيخ قاسم البياتي, الشيخ عباس حلمي , الشيخ والعلامة محمود شكري الآلوسي) , حيث لازم الأخير أثني عشرة سنة , فقد كان الشاعر الرصافي يرتدي العمامة أثناء الدراسة, بعد اكمال الدراسة في المدرسة الدينية عمل في مجال التعليم فعين معلماً للغة العربية في المدرسة الملكية في الاستانة , وقد انتخب نائباً عن قضاء ( المنتفك) في مجلس المبعوثات العثماني, ثم رحل إلى دمشق عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى , وقد عين مدرساً للغة العربية في دار المعلمين في القدس عام1927 , ثم عاد للعراق و عمل معلماً في الفلوجة , وقد ساهم بإصدار جريدة الأمل اليومية عام1933 , وعند إستقراره في بغداد أنتخب في مجلس النواب .

لقد نظم الشاعر الرصافي أروع القصائد و كان من خطباء حركة رشيد عالي الكيلاني عام1941 , لكن قصيدته الشهيرة( أنا بالحكومة والسياسة أعرفُ) قد نظمها عندما أصدر الإحتلال البريطاني الدستور العراقي وأنشئوا برلماناً مزيف وأصبحت أمور البلاد بأيديهم , حيث ثأر الشعب العراقي وثار الشاعر الرصافي معهم حيث أنشد قصيدته التي جاء فيها:

أنا بالحكومة والسياسة أعرف ... أأُلام في تفنيدها وأعنَّف

سأقول فيها ما أقول ولم أخف ... من أن يقولوا شاعر متطرِّف

هذي حكومتنا وكل شُموخها ... كَذِب وكل صنيعها متكلَّف

غُشَّت مظاهرها ومُوِّه وجهها ... فجميع ما فيها بهارج زُيَّف

وجهان فيها باطن متستِّر ... للأجنبيّ وظاهر متكشِّف

والباطن المستور فيه تحكّم ... والظاهر المكشوف فيه تصلُّف

عَلَم ودستور ومجلس أمة ... كل عن المعنى الصحيح محرف

أسماء ليس لنا سوى ألفاظها ... أما معانيها فليست تعرف

مَن يقرأ الدستور يعلمْ أنه ... وَفقاً لصكّ الانتداب مصنَّف

من ينظرِ العَلم المرفوف يلقَه ... في عزّ غير بني البلاد يرفرف

من يأتِ مجلسنا يصدّق أنه ... لمُراد غير الناخبين مؤلَّف

من يأتِ مُطّرَد الوزارة يُلفِها ... بقيود أهل الاستشارة ترسف

أفهكذا تبقى الحكومة عندنا ... كلماً تموَّه للورى وتُزخرَف

كثرت دوائرها وقلّ فَعالها ... كالطبل يكبُر وهو خال أجوف

كم ساءنا منها ومن وزرائها ... عمل بمنفعة المواطن مُجحِف

كان الدستور العراقي في نظر الشاعر الرصافي وأبناء العراق دستوراً مزيفاً , فهو ليس إلا وثيقة جديدة للإنتداب الذي فرضهُ الاستعمار البريطاني على الحكومة العراقية , وحتى المجلس الذي يسمى ( مجلس الأمة) كان أيضاً مزيفاً , فقد تفشى الفقر والبؤس بين أبناء الشعب العراقي واستبداد وتسلط الحكومة الملكية مما قاد أبناء الشعب من الوطنيين والثوريين إلى إنتقاد السلطة وقيادة المظاهرات والمسيرات لرفض جميع معاهداتها مع الأجنبي , والدعوة إلى الثورة السياسية والاجتماعية , فكان للشاعر الرصافي الثائر آرائه الحدية في إنتقاد الحكومة الملكية .

كانت قصائد الشاعر الرصافي تتميز بسهولة الألفاظ وجزالتها وعلو الاسلوب , فأغلب قصائده تمثل الجانب السياسي والدعوة للإنقلاب الاجتماعي على العادات والتقاليد والدعوة للتحرر وتأسيس المدارس والمعاهد , مما حث الباحثين في الجانب الأدبي إلى دراسة الإسلوب في قصائد الرصافي , فقدمت الكثير من الاطروحات ودراسة الدكتوراه والماجستير في أدب الراحل الرصافي , كان من الملازمين للشاعر

في حياته السيد( خالد محمد الجافظ) لفترة طويلة خلال السنوات ( 1938-1945) حتى رحيل الشاعر الرصافي يوم الجمعة 16-3-1945 بداره في محلة السفينة في الأعظمية ودفن في مقبرة الخيزران , إذ كتب خالد الحافظ كل ما يتعلق بحياة الشاعر الرصافي وقد ساهم الدكتور ( يوسف عز الدين) أستاذ تأريخ الأدب والشعر في تبويب هذه المذكرات بكتاب ( حلو الذكريات ومرها) والتي تدور حول حياة الشاعر الرصافي .

وقد صدر للشاعر الكتب منها (ديوان الرصافي , دفع الهحنة, محاضرات في الأدب العربي, كتاب الشخصية المحمدية).ِ

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.