اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وقفة مع النصير حازم// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 

عرض صفحة الكاتب 

وقفة مع النصير حازم

باسل شامايا

 

في اواسط عام 1984 التحق الرفيق (سهاد يوسف ياقو) بفصائل الانصار الشيوعيين في كردستان العراق حيث كان حينها شابا يافعا توه يبدأ الحياة فاختار طريق النضال ضد اعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ في القرن العشرين فالتحق الى جانب رفاق دربه مؤمنا بهذا الطريق الذي سلكه اقرانه منهم من استشهد ومنهم من يلتحف السماء ويتوسد الصخور والاعشاب مدافعا عن وطنه الذي استباحه الاوغاد وبقي مع قوات الانصار حتى عام 2000 ومن كردستان اختار موطنه الجديد السويد وما زال يعيش حاملا نفس الافكار وتحدث عن موقف عاشه خلال حياته الانصارية الذي ما زال عالقا في اذهانه .. في عام 1988 كنا محاصرين في جبل كارا وليس لدينا اي منفذ سوى اختراق خطوط الجيش والجحوش .. حيث تم تشكيل مجموعة من عشرة انصار وأنا واحدا منهم توجهنا الى قرية سواري ثم سبنداري قطعنا هذه المسافة مشيا على الاقدام حيث في الاوضاع الطبيعية نقطعها بستة ساعات لا اكثر ولكن حينها قطعناها بثمانية ايام ..

وصلنا الى الطريق العام للشارع القريب من زاويتا وعبرنا واحدا تلو الاخر ومشينا لحين انبلاج الفجر فاختبأنا بين اشجار الهفرست الكثيفة الاخضرار بحيث كنا نختفي في ظلالها طوال النهار دون ان يكشفنا العدو وخلال الليل نسير لبلوغ الهدف وكانت القرية القريبة منا تدعى (شيف شيطانه) وخلال اختفائنا في النهار وصلت الى القرية سرية قوات خاصة استولوا على المواشي كما وصلت مجموعة اخرى احرقوا القرية واستمرت هذه العملية ما يقارب الساعتين.. وفي المساء تواصلنا في المسير مع مجرى النهر حتى وصولنا الى جسر زفنكي الذي يربط بين ناحية مانكيش وقرية الداوودية، صعدنا على الجسر بأمر من آمر المجموعة فسمعنا خلال ذلك صوت يصرخ: قف ومع الصوت اطلاقات نارية حيث تفرقنا حتى اصبحنا مجموعتين ولكن بسبب ذلك فقدنا المجموعة الثانية ثم غادرنا تلك المنطقة، بدأ الجيش يزحف الى هناك ثم توجهنا الى منطقة الدوسكي وكنا على أمل نلتقي بمجموعة أو احد الانصار لانه كان للسرية الثالثة مقرا هناك حيث كانت قريبة من الحدود السورية وبعد مسير الليل بطوله اختفينا في النهار بين اشجار الهفرست وكنت مع النصير ابو رشدي نستطلع المنطقة فرأينا قوات من الجيش وهم معتقلين اثنين من رفاقنا (سمير حناوي – ابو عهد) كنا نشاهدهم من خلال الناظور حيث كانوا على الشارع ونحن على سفح الوادي في الاعلى يبعدون عنا حوالي 700 متر  وفي هذه الاثناء تتوقف عندهم سيارة ناقلة جنود ( ايفا عسكرية ) فيصعدان النصيرين الى الناقلة ومعهم مجموعة من الجنود يرتدون بدلات عسكرية منقطة عرفنا انهم استخبارات عسكرية وسارت بهم السيارة الى حيث المصير المجهول وفي المساء توجهنا الى مقر السرية الثالثة حيث كان الظلام وكثافة الاشجار عائقا للعثور على المقر لكون المقر عبارة عن مغارة اسمها ( شكفتا خمري ) اي مقر السرية الثالثة وبعد عثورنا عليه امضينا وقتا هناك وفي اليوم الثاني توجهنا الى الحدود التركية حتى وصلنا الى احد الجداول وعبرناه ثم اختفينا فوق قمة الجبل وبعد ثلاثة ايام من المسير الشاق والمحفوف بالمخاطر وصلنا الى الشارع القادم من باطوفا وكان هناك جسر فاختبأنا تحته بعد ان شاهدنا توقف سيارة عسكرية فوق الجسر وجرى تبديل الحرس وبعد مغادرة تلك السيارة بدأنا بتسلق السفح المحاذي للشارع وتواصلنا حتى اقتربنا من الحدود التركية وبعد مسير ليلتين اصبحنا في الاراضي التركية حيث كانت الايام الثلاثة الاخيرة قاسية جدا لاننا لم نذق اي طعام سوى نصف رمانة لكل واحد منا وبعد الوصول اصبحنا مجموعتين كل اثنين في مكان وبعد عبورنا الحدود التركية اصطحبنا فلاح قرية كردية الى مختار القرية وبدوره سلمنا المختار الى السلطات التركية ثم نقلونا الى مخيم دبار بكر واستقبلنا اللاجئين في المخيم بكل حفاوة واحترام  وكان هذا بتاريخ 28- 29 اب / 1988  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.