محمد الحنفي

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!...26

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إلى

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

الحزبوسلامي والتعبير عن الانتماء الطبقي:.....1

وإن ما هو معروف عند المهتمين: أن الحزب ـ أي حزب ـ لا بد أن يكون مقتنعا بأيديولوجية معينة، وتلك الأيديولوجية، لا بد أن تكون معبرة عن مصلحة طبقية محددة، قد تكون إقطاعية، أو بورجوازية تابعة، أو بورجوازية، أو بورجوازية صغرى، أو طبقة عاملة.

وبذلك الاقتناع الإيديولوجي، يتحول الحزب إلى تعبير عن طبقة محددة، فنقول: حزب الإقطاعيين، وحزب البورجوازية التابعة، وحزب البورجوازية، وأحزاب البورجوازية الصغرى، وحزب الطبقة العاملة.

فهل يمكن أن يكون الحزبوسلامي تعبيرا عن الانتماء إلى طبقة اجتماعية معينة؟

إن مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يقفون وراء قيام الحزبوسلامي، يعتقدون أن حزبوسلامهم، صالح لجميع المسلمين، بقطع النظر عن جنسهم، أو جنسيتهم، أو لغتهم، أو طبقتهم التي ينتمون إليها. وهم بذلك يؤممون الإسلام، ويسقطون عليه إيديولوجيتهم التي يعتقدون أنها تطابقه، ليصبح الحزب معبرا عن مصالح كل الناس، وفي كل زمان، ومكان. وهذا التطابق المزعوم، هو في حد ذاته ليس إلا ممارسة إيديولوجية لتضليل المسلمين، الذين عليهم أن ينخدعوا، أو يظهروا انخداعهم بالحزبوسلامي، حتى يتجنبوا قيام الحزبوسلامي بالتعريض بهم.

والواقع أن الحزبوسلامي، بمحاولاته تذويب الطبقات الاجتماعية في جسد الحزب، لا يمكن أن يطمس كون الحزبوسلامي تعبيرا عن طبقة اجتماعية معينة. وهذه الطبقة تتشكل بفعل أدلجة الدين الإسلامي، التي ترتبت عنها مصالح مشتركة لدى المؤدلجين للدين الإسلامي، المنتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة، مما يؤهلهم لاكتساب سمات الطبقة الاجتماعية الواحدة،  مع الاختلاف في الانتماء الطبقي الفعلي الذي يجعل كل فئة تنتمي إلى طبقة معينة، تحمل معها خصائص تلك الإيديولوجية، والسياسية، والتنظيمية، تدفع في اتجاه بلورة تأويل أيديولوجي للين الإسلامي، لا يتناقض مع مصالح تلك الطبقة.

ولذلك نجد أن الحزبوسلامي لا ينتج إيديولوجيته، أو مواقف سياسية، أو ممارسة فعلية تتناقض مع مصالح الإقطاع، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى. وفي نفس الوقت يعبر الحزبوسلامي عن التناقض المطلق بين المنتمين إليه وبين الطبقة العاملة، وسائر الكادحين على المستوى الممارسة اليومية.

وقد يقول قائل:

لماذا لا يلعب العمال المحسوبون على الحزبوسلامي دورا في جعله يستند إلى الاشتراكية العلمية، كما يستند إلى باقي الإيديولوجيات التي تنتجها الطبقات المستغلة؟

فنرد عليه: بأن الحزبوسلامي يستغل بساطة العمال، وأميتهم، وفقرهم، لجعلهم يأخذون بالحمولة الحزبوسلامية، ويعادون إيديولوجيتهم الحقيقية، ويتنكرون إلى طبقتهم، بل ويحاربون حزب الطبقة العاملة، ويقاومون مواقفه السياسية، ويسخرون لاغتيال قادته، حتى يتراجع إلى الوراء، ويفقد قدرته على قيادة الطبقة العاملة في أفق انعتاقها، لتبقى مجالا للاستغلال الهمجي الممارس عليها من الجهات المكونة للحزبوسلامي.

وهكذا يتبين أن الحزبوسلامي، هو حزب يضع في بوثقته كل المقتنعين بأدلجة الدين الإسلامي، الذين ينتمون إلى مختلف الطبقات المستغلة، والعاملة على استغلال الكادحين، وتوظف الدين الإسلامي من أجل شرعنة استغلالها، ليكون بذلك الحزبوسلامي حزبا طبقيا بامتياز، يجسد طبقات المستغلين بمختلف انتماءاتهم، فكأنه حزب للتحالف الطبقي المالك لوسائل الإنتاج، ضد من يشغل تلك الوسائل. فهو إذن بمثابة جبهة للمستغلين.

وإذا كان هناك حزبوسلامي غير مؤيد، وغير مقبول من النظام السياسي الحاكم، فإن ذلك الحزب، لا يكتفي بمجرد قيادة التحالف الطبقي المستغل ،بقدر ما يسعى إلى قيادة المجتمع ككل، لفرض نمط جديد من الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وبواسطة حد السيف، الذي يستند إلى الدين الإسلامي الحنيف. الذي تزداد أدلجته بهذا النوع من الحزبوسلامي ظلامية.

فما مفهوم الطبقة الاجتماعية التي تمثلها كل فئة من الفئات المساهمة في بناء الحزبوسلامي؟

إن الطبقة، أي طبقة، لا تتحدد هويتها إلا من خلال موقعها من الانتاج:

هل هي منظمة لعملية الإنتاج ككل؟

وما طبيعة نمط الإنتاج السائد في المجتمع؟

هل هو نمط الإنتاج العبودي؟

وهل هو نمط الإنتاج الإقطاعي؟

وهل هو نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي؟

وهل هو نمط الإنتاج الرأسمالي؟

هل هو نمط الإنتاج البورجوازي الصغير؟

هل هو نمط الإنتاج الاشتراكي؟

إن تحديد علاقات الإنتاج، في إطار نمط معين من الإنتاج، يساعد على تحديد موقع كل طبقة على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى الإيديولوجي وعلى المستوى التنظيمي، وعلى المستوى السياسي.

فعلاقات الإنتاج القائمة في المجتمع العبودي تتحدد من خلال علاقة الأسياد بالعبيد، وعلاقات الإنتاج القائمة في المجتمع الإقطاعي، تتحدد من خلال علاقة مالكي الأراضي الواسعة بالعاملين في تلك الأراضي، التي لا يجدون عنها بديلا، وعلاقات الإنتاج في المجتمع الرأسمالي، تتحدد من خلال ملكية وسائل إنتاج البضائع المختلفة في المصانع، وتشغيل تلك الوسائل، لإنتاج البضائع. وهي في المجتمع الاشتراكي تنتقل فيها ملكية وسائل الإنتاج إلى المجتمع ككل.

وهكذا نجد أن أي نمط من أنماط الإنتاج المختلفة، يقف وراء تحديد هوية طبقتين رئيسيتين: طبقة مستغلة، (بكسر الغين)، وطبقة مستغلة (بفتح الغين). وهما الطبقتان الرئيسيتان في أي نمط من انماط الإنتاج، مما يساهم، إلى حد كبير، في طبع عصر بكامله، بنظام حكم سياسي محدد، يشرف على حماية الطبقة المستغلة (بكسر العين)، وقمع الطبقة المستغلة (بفتح العين). وهو بذلك يشكل أداة السيطرة الطبقية، حتى تضع آليات متنوعة لتأبيد تلك السيطرة، وفرض ذلك الاستغلال، وتطويع المستغلين (بفتح العين)، لقبول أشكال الاستغلال الممارس عليهم. ونظام الحكم السياسي المسيطر، يحمل اسم الدولة التي تنسب إلى الطبقة المسيطرة في عملية الإنتاج، فتكون دولة الأسياد، أو الدولة الإقطاعية، أو الدولة الرأسمالية، أو الدولة الاشتراكية. ومهمتها، هي المحافظة على تأبيد علاقات الانتاج، وإعادة إنتاج نفس العلاقات القائمة على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والإيديولوجية، والسياسية، بالإضافة إلى أجهزة القمع المادي، والجسدي المختلفة.