اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

عشية اختطاف الوطن من افواه الكلاب الى انياب الذئاب!// محمود حمد

محمود حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

عشية اختطاف الوطن من افواه الكلاب الى انياب الذئاب!

محمود حمد

 

استدعى (نظام الطاغية) جيوش الغزو الى الوطن بفعل استبداده وقمعه الدموي وحروبه العبثية وحماقاته... وترك خلفه تجويفاً بنيوياً عميقاً قاحلاً ليملأه المحتلون بالنفايات الفاسدة!

 

وحيثما يستبيح (الغزاة!) بيئة التخلف، تكون "الفتنة جامحةً!"، و"القتل الجماعي شريعةً!" ويعتبر الموت النازل بالأبرياء محض ("خسائر جانبية!" تشترطها "الضرورة!")، ويحل موسم مسخ النفوس اليائسة المستعدة لتقديم الولاء غير المشروط لمن يعدهم بتحقيق صغائر ما يحتاجون اليه، ويمهد العقول الفارغة والألسن السائبة... لاعتبار:

الإذعان للمستبد (تعقلاً!)، والخنوعُ للإذلال (تسامحاً!)، وخيانةُ الوطن (تحضراً!)، وسرقةُ الدولة (استعادة للحقوق!)، وتنصيبُ الإمَّعات حكاماً (تعبيراً عن الديمقراطية!)، وتفشي الفساد في جسد الدولة والمجتمع (عُرفاً متناسلاً سائداً!)، وإخفاءُ الناس (حصانة للحكم!)، وكاتمُ الصوت (لغةً مع الرأي الآخر!)، وقطعُ الرؤوس (حواراً بين الفرقاء!)، والدجلُ (صراطاً مستقيماً)، وتكميمُ الافواه (طاعةً لولي الأمر!)، ووئدُ النساء في البيوت (شرفاً قبلياً!)، وردمُ الثقافة في مستنقع الجهل (حماية لعبادةٍ متوارثة!)، وتأجيجُ التناحر الدموي بين الناس (إنصافاً بين المتخاصمين!)، ونهبُ ثروات الوطن (عدلاً في توزيع "الغنائم" !)، والدعارةُ المغلفة بـ"التقوى!" (شريعةً!)، وترسيخُ التخلف ونشره (تمسكاً بالتراث!)، وتبديدُ سيادة الوطن (انفتاحا!)، وشرعنه اغتصاب الفتيات الصغيرات (سُنَّةً!)، وإباحةُ النفاق (تقيَّةً!)، وإشاعةُ الاغتصاب (جهاداً!)، وتقديسُ الدجالين (ولاءً!)، وتزويرُ التاريخ (حقاً!)، وإقحامُ الحاضر مكبَّلاً في كهوف الماضي (ديناً!)، والغِشُّ (شطارةً!)، ومسخُ العقول (فِقْهاً!)، والتوحشُ المنفلت (موقفاً!)، وغوغاءُ القطيع (رأياً!)، والفقرُ المدقع (قَدراً!)، وشيوعُ الأوبئة (اختباراً ربانياً!)، والقمعُ (وسيلة لاستتباب الأمن!).

وقاد (انتقام الغزاة القبلي التكنولوجي!)، جيوش الفناء لمسخ الانسان ومحو الوطن... واكتظ جوف (الهامفي المظلم) القادم عبر المحيطات بسلع (محلية المادة الأولية... افرنجية الصنع) بائرة مستهلكة، جمعوها من أسواق الخردة "السياسية!”، ونشروها كـ (وباء الجذام) على وجه الوطن، وجعلوا منها حكاماً لاصقين مدججين بالكراهية ومحصنين بالتخلف ومحتقنين بروح الانتقام!

 

وانتهش (الوباء!) الوجوه السومرية الباذخة الفتنة، وتفشى في بعض العقول والضمائر والسلوك... وعصف الخوف بالشوارع اليائسة... وحل الظلام القادم من كهوف الماضي الانتقامي...

 

وخلف صرير المجنزرات تلملم الرياح السموم الجثث المقطوعة الرؤوس المنثورة على الأرصفة... يرقب النخيل المكبل باليباب الفتيان المختطفين من الأبواب ومن الساحات... يتمدد الخراب من دخان (الهامفي) الى النفوس والمدن... ينبش الغزاة والبغاة واللصوص (ألواح الرُقُمِ الطينية) كي يمسخوا تاريخ الانسان المبدع!

 

وخلف دخان (الهامفي) الكثيف الخانق تظهر بجلاء ملامح (عش ثعابين) جشعة مشوهة الضمائر... يعرفها الجميع... ويختلف "الرواة" والمدونون حول مصيرها؟!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.