اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حقا هل العمامة تكرم لابسها ام من يلبسها يكرمها ولكن واقعا الوضع مختلف تماما// جسار صالح المفتي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جسار صالح المفتي

 

حقا هل العمامة تكرم لابسها ام من يلبسها يكرمها

ولكن واقعا الوضع مختلف تماما

جسار صالح المفتي

 

أرتبطت العمامة في المذهب الشيعي بالقدسية والمنزلة العلمية فهي تدل أما على الانتساب إلى سلالة النبي محمد أو إلى المشيخة والعلمية الدينية، وفي كلتا الحالتين سواءً العمامة السوداء أو البيضاء فقد أرتبطت بالنبي محمد، والتي تعطي مرتديها حصانة ومنزلة يسموا بها على الاخرين، حتى لو كان مرتديها ماضيه حافل بالفسق والفجور، فما أن يرتديها حتى تشفع له ويُنسى ماضيه وما أكثر الأمثلة على هذا، وأي أعتراض أو تهجم على مرتديها كأنه أعتراض وتهجم على عمامة رسول الله.

 

بل أنها أصبحت خط أحمر لا يجوز المساس به، حتى لو أرتكب من يرتديها جرائم تهدد الأمن الوطني مثل الخيانة والعمالة إلى دول معادية وزعامة مليشيات مسلحة والاتجار بالمخدرات وغيرها من الجرائم الخطيرة.

 

فقد أصبح بيد رجال الدين من المعممين تقرير مصير البلاد ولا يستطيع أي مسؤول في الدولة من رئيس الوزراء والوزراء ومدراء الوصول إلى ذلك المركز دون مباركة وموافقة رجال الدين عنه وتقديمه فروض الطاعه والولاء لهم ولأسيادهم في طهران.

 

فمنذ سقوط بغداد عام 2003 وحتى يومنا هذا حشر رجال الدين من مراجع وشيوخ أنوفهم في العملية السياسية في العراق، ولم يصل مسؤول في الدولة الأ بمساعدتهم.

 

فأصبحت العمامة في نظر الأحرار والمظلومين من أبناء العراق وإيران ولبنان وسوريا وحتى اليمن من الدول التي أمتدت أليهم أيدي الأخطبوط الإيراني وتربع عملائها في مراكز صنع القرار رمز للتسلط والظلم والاستعباد وسرقة ثروات الشعب والتبعية البغيضة ألى إيران، لذا فأن ما يحدث في إيران هو ثورة ضد الظلم والطغيان المتمثل برجال الدين الذين تربعوا على السلطة مستغلين الدين والمذهب، فمنذ مقتل مهسا أميني على يد جلاوزة النظام، بدأت تنتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج إيران مقاطع مصورة تظهر تعرض رجال دين إيرانيين للاستهزاء من شبان وشابات إيرانيات من خلال إسقاط عمائمهم، حيث تعتبر هذه الانتفاضة غير مألوفة في بلد محكوم من قبل رجال الدين منذ أكثر من 40 عاما.

ويرى مراقبون ونشطاء أن الشباب الإيراني يريد إيصال عدة رسائل من خلال التحركات التي يقوم بها ضد رجال الدين.

 

يقول الباحث في الشأن حسن راضي الأحوازي إن "رجال الدين هم جزء من السلطة، بل أن السلطة الحقيقية بيدهم، وبالتالي هناك شرخ بينهم وبين الشباب الإيراني المتطلع للحرية".

 

ويضيف الأحوازي لموقع "الحرة" أن استهداف رجال الدين بهذه الطريقة هو تعبير عن رفض وجود الملالي ومحاولة الاستهزاء بهم

ويبين الأحوازي أن " الاحتجاجات في إيران ساهمت في كسر حاجز الخوف عند الشباب إلى حد بعيد في إيران، الذين بدأوا يتحدون النظام ورموزه رغم القمع والاعتقالات وإصدار أحكام الإعدام واتهامهم بالتجسس لصالح قوى خارجية".

 

ويشير الأحوازي إلى أن "الشباب الإيراني يتعمد تصوير ونشر المقاطع التي تظهر الاستهزاء برجال الدين حتى يكسروا حاجز الخوف والقدسية التي خلقها النظام حول رجال الدين" لافتا إلى أن "هذا الحاجز بدأ يتآكل وبدأت التحديات تزداد ضدهم من قبل الشباب ، حتى باتت إهانتهم في الشوارع أمرا طبيعيا".

 

وأظهرت الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة أميني في 16 سبتمبر تحدي العديد من الشباب الإيراني للقيادة الدينية، والتغلب على الخوف الذي خنق المعارضة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وتعكس الاحتجاجات ما يعتبره كثيرون من شباب إيران مستقبلا مظلمًا لبلد يحكمهُ محافظون يسعون لتشديد الضوابط الاجتماعية الصارمة وتقييد الحريات.

 

فبعد الخوف الشديد على مدى سنوات من إبداء المعارضة لرجال الدين الحاكمين في إيران، أنضمت آلاف النساء إلى طليعة الاحتجاجات التي تحولت إلى انتفاضة ضد ما وصفه المتظاهرون بأنه استبدادًا متزايد.

 

وتعليقا على حملة الاستهداف ضد رجال الدين في إيران، كتبت الناشطة الإيرانية المعروفة مسيح علينجاد في صفحتها على تويتر أن " إسقاط عمائم رجال الدين في إيران تحولت إلى روتين يومي للمراهقين الإيرانيين بعد مقتل مهسا أميني".

وتضيف علينجاد، المقيمة في نيويورك، أن شباب وشابات إيران عمدوا لاستهداف رجال الدين بهذه الطريقة من أجل "إظهار غضبهم" من النظام الحاكم في البلاد.

https://www.alhurra.com

 

فيما يعترض العديد على هذه التصرفات ويعتبرونها تعدي على الدين الإسلامي والمذهب الشيعي باعتبار ان العمامة ترمز الى الرسول محمد وإلى الذهب الشيعي تحديدًا، خصوصًا وان رجال الدين والسياسيون بمن فيهم الرئيس الإيراني والمسؤولون الكبار يرتدون العمامة وهذا ان دل فأنه يدل على أرتباط وثيق بين السياق الديني والسياق السياسي ونظام الحكم الذي أنتج حالة ضغط أجتماعي بسبب القيود التي يفرضها على الناس في لباسهم وسلوكهم.

 

وطالما أن الثائرين في إيران لم يصلوا إلى إسقاط من يرتدي العمامة من رموز النظام الديني السياسي، فإن إسقاط العمامة أخذ لديهم بعدا أكبر في رمزيته أيضا فكأنما بإسقاط العمامة عن مرتديها إسقاطا للنظام بما يتخفى خلفه أو فيها تحت عباءة الدين.

 

وأصبح الأمر مقلقا ولافتا حتى خارج إيران فقد حذّر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر من تنامي إسقاط العمائم في المدن الإيرانية التي تلتقي مع العراق في الرموز ذاتها التي توحد مظهر رجال الدين في البلدين.

 

وذهب الصدر إلى تفسيرات دينية أكثر من تشخيصه للظاهرة من مغزاها السياسي، محذرًا من انتقال ظاهرة إسقاط عمائم رجال الدين وحملة خلع الحجاب من إيران إلى دول أخرى.

وقال إن " هذا الهجوم ضد رجال الدين والحجاب قد يمتد إلى دول أخرى".

كما أشارت الى ذلك صحيفة الشرق الأوسط.

https://middle-east-online.com

 

وهو ما أثار الحرب بين المؤيدين والمعارضين لهذا الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد برزت في العراق أصداء الحملة ضد العمائم في إيران فقد أندلعت حرب هاشتاغات على تويتر بين أنصار العمائم ومناوئيها.

 

بينما كان العراقيون ينتظرون أول شجاع سيقوم بإسقاط عمامة مطلقين هاشتاغ ( طير_عمامة_الملالي ) ظهرت هاشتاغات على غرار ( العمامة_فخرنا_وشرفنا ) و ( العمامة_تصون_الكرامة ) ما أثار الجدل والسخرية.

 

وبدأت حرب الهاشتاغات بين أنصار العمامة ومناوئيها بعد انتشار مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج إيران تظهر تعرض رجال دين إيرانيين للاستهزاء بالتزامن مع دخول الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني أسبوعها الثامن.

 

وأنتشر هاشتاغ عمامة_ پراني (العمامة عفا عليها الزمن) بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي مرفقا بمقاطع مصورة يظهر خلالها رجال دين يمشون في الشوارع ومن ثم يقوم شاب أو فتاة بإسقاط عمائمهم أرضا.

 

مغردون عرب أبدوا سعادتهم بالحملة على العمامة في إيران منتظرين أن تمتد إلى الدول المجاورة لها والتي تقع تحت نفوذ إيران

 

وكتب مغرد يدعى رضا حاجيپور على تويتر “ تصوروا أن يتردد رجال الدين قبل الخروج من المنزل بشأن ارتداء الزي الديني. يمشون في الشوارع مرعوبين، يتلفتون حولهم حتى لا يُصابوا بصداع، إنهم يعيشون بالنهاية أجواء الرعب والفزع التي فرضوها على نساء هذه البلاد مدة 40 عامًا ”.

 

وأبدى مغردون عراقيون عن دعمهم لحملة (طير_عمامة_الملالي) في إيران، داعين إلى تطبيقها في العراق ومعتبرين أنه منذ أن حكمت العمامة العراق العظيم وهو في طائفية ودمار وقتل وفساد.

 

ويصر عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي على أعتبار رجال الدين الموالين في معظمهم لإيران “وباء” أبتلى به العراق.

 

حيث تنصّب إيران نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها، وتعمل حاليا على تنصيب نفسها وصية على المسلمين المضطهدين مهما كان مذهبهم ، بالإضافة إلى تقمص دورها المفضل “حاملة لواء مقاومة إسرائيل” كوسيلة لتوسيع شعبيتها في المنطقة العربية. وباتت إيران تعطي بعدا دينيا وتاريخيا لسياستها في المنطقة من خلال توظيف مفاهيم “ الدفاع عن المقدسات تحرير القدس محاربة الاستكبار ونصرة المستضعفين” دون أن تنسى الزج بـ”الشيطان الأكبر” وغيرها من المفاهيم التي تمنح التمدد الإيراني شرعية القفز على سيادة وحدود الدول.

 

ويقول مراقبون إن الدعاية الإيرانية المعاصرة “ دعاية عقائدية أيديولوجية ” موجّهة للعرب والمسلمين بشكل رئيسي، كونها تريد الاستحواذ على العقيدة الإسلامية، والسيطرة والهيمنة السياسية والجغرافية على الدول العربية التي تتواجد فيها قطاعات واسعة من المسلمين. وتلعب الدعاية كإحدى أدوات “ الردع الناعم ” دورا كبيرا في إجبار الشعوب على تغيير قناعاتها بالشكل الذي يخدم مصالح إيران.

 

لذا من الطبيعي إن يدافع العديد من أنصار إيران وأذنابها عن العمائم ويجاهدون في سبيل بقائها حيث يرى متابعون أنه يبدو أن هناك أوامر صدرت بالرد على الحملة ضد العمائم والتي تهدد سلطة رجال الدين، فانتشر هاشتاغ العمامة_فخرنا_وشرفنا، وتحول القضية إلى حرب هاشتاغات ضروس، حيث كان الأمر بالنسبة إلى كثيرين دليلا على الانقياد الأعمى للعمائم دون منطق.

 

وجاء في إحدى التغريدات:

هنا عمائم الشرف هنا عمائم التضحية والوفاء في سبيل المبدأ والعقيدة. هنا علماء دين استجابوا لنداء الفتوى وانتشروا على الجبهات كافة وكانوا وما زالوا ليوث الميادين #العمامة_فخرنا العمامة_فخرنا_وشرفنا.

 

وادعى آخر:

تم إنقاذ العراق عام 2014 بفتوى العمامة من خطر داعش العمامة_فخرنا_وشرفنا.

 

وبرز أيضا دعاة المقاومة والممانعة على ساحة المعركة الافتراضية متسلحين بنظرية المؤامرة، فكتب مغرد تعليقا على صورة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله:

وسخر ناشطون من الحملة المضادة لإسقاط العمامة التي أطلقها أنصار نظام الملالي في العراق خوفا على مصالحهم الضيقة، وقال ناشط أخر

حملة ساذجة في العراق تحت شعار “العمامة فخرنا وشرفنا” ردا على ما يحدث في إيران من إسقاط العمائم من قبل المتظاهرين. باسم الدين باكونا الحرامية.

 

وأعتبر إعلامي عراقي :

ثقافة نزع العمامة يجب أن تنتشر في العراق وهي أهم وأقوى من كل التظاهرات والاعتصامات.

وكتبت مغردة :

وتروج الحسابات الموالية لإيران العمامة كـ”رمز مقدس”.

 

وتطول القائمة الإيرانية في صناعة الرموز التي فقدت هالتها مؤخرا على مواقع التواصل، أو في ساحات التظاهر، على غرار رجال الدين في العراق والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

 

ويبدو أن الجيوش الإلكترونية من منطلق معرفتها بنفسية المجتمعات العربية ومكامن تأثرها، تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات “عاطفية ” لتغييب العقل.

صحيفة العرب

https://alarab.app

 

لكن المجتمع الإيراني يختلف عن المجتمع العراقي، فما تزال هذه الخرقة لها قدسيتها ومكانتها الكبيرة لدى السواد الأعظم من شيعة العراق، ويخضع أليها كبار المسؤولين وشيوخ العشائر ورجال الامن والمليشيات الذين جميعهم مرتبط بإيران وولاءهم لها، فمن الصعب تأثر الشارع العراقي بما يحدث في إيران وإن حدث فإنه محدود التأثير جدًا.

 

ولعل أصدق مثال ما كتبه الكاتب الساخر أحمد مكية في صفحته على الفيسبوك

 ( إنتبهتوا عالمعممين الايرانيين شلون إذا يتعرضون لاسقاط عمائمهم يتصرفون بكل هدوء وكل كياسة وينزلون يدنگون على عمايمهم ويرجعون يلبسوهه من جديد ويكملون طريقهم بدون مايحچون حچاية وحدة.

هسه اتخيلوا هالشي يصير عدنه..

إضافة الى عشرات اللوگية اللي يركضون وراه ومايعوفوه الا يفلشون سنونه:

1. يگاوموه عشائرياً ..

2. يصعد محكمة ويطگوه 3 سنوات سجن مثل الورد ..

3. ربع الله يروحوله للبيت ويشبعوه قنادر وبوكسات وميعوفوه الا يزينـــوه صفر مصحوبة بسيت راشديات..

4.اتهامه انه بيتهم بالطارمية وابوه چان مفوض بالأمن وامه رفيقة حزبية

5. أشياء اخرى ……

احمد_مكية )

 

وخير مثال ما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي حينما اقدم مراهق بإسقاط عمامة رجل دين عراقي كيف إن الناس تجمهروا وانهالوا عليه بالضرب والتهديد والوعيد.

 

العراق يحتاج إلى ثورة فكرية ودينية تخرجه من بئر التقديس الزائف للعمامة، وتسليط الأضواء عليها وعلى فساد وعمالة مرتدي العمائم وولاءهم لإيران على حساب البلاد.

 

وعلى الأحرار رفع لافتات بمئات الأسئلة هل العمامة رمز للقديسة ومحل احترام ما هي إنجازات مرتديها طوال التاريخ، هل العلوم التي على أساسها يتوج متقنها العمامة أخترعت شيئًا يفيد البشرية وقلل من معاناتها، هل أخترعوا رجالات الدين دواء أو جهاز أو بنوا مؤسسة غير دينية.

 

يجب أن يعرف ويعي الكل بإن العمائم رمز للتخلف والجهل والتعسف، فلا يوجد إختراع ألا وقد تصدوا له بالتحريم والمنع والأمثلة كثيرة جدًا.

 

أن الأوان لطرد وتحجيم هذه الطفيليات من المجتمعات وتكميم أفواهها وقص أظافرها وأن لزم الًامر قص رقابها.

 

اليوم نرى أن الرجل المعمم في العراق صار يشغل أكثر من منصب، فأصبح الرجل المعمم هو القائد لتيار سياسي أو رئيس لكتلة برلمانية أو مسؤول يشكل القوائم الانتخابية، وأصبح يشرف على تشكيل الكابينة الحكومية، ويقود الجيش، ويضع الخطط الاقتصادية، ويحدد المناهج الدراسية، ويتحدث في الأمن والثقافة والتجارة.

 

عندما يخطأ الرجل المعمم أو يسرق أموال الدولة والشعب أو ينحرف، فلا يستطيع القضاء محاسبته، لأنه رجل مقدس ويصبح مجرد انتقاده طريق يفضي بصاحبه إلى الموت.

 

اليوم نرى في العراق أن أغلب رجال الدين الذين يرتدون العمائم بألوانها ودرجاتها ومسمياته ومذاهبهم ومشاربهم وفرقها، هم من ألد أعداء أبناء العراق، فهم الذين دمروا المجتمع العراقي ومزقوا إلى أشلاء متناحرة وزرعوا الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع من مبدأ فرق تسد، وحولوا الدين إلى سلعة تباع إلى من تمعن بتجاهلهم وتفعيلهم وتظليلهم وسرقة أموالهم واستعبادهم والتحكم السافر بمصيرهم.

 

أصبح الرجل المعمم في العراق هو الآمر الناهي وهو المشرع وهو التاجر الذي يبيع ويشتري بمصائر الشعب العراقي. فالعمائم الطائفية بصنفيها الشيعي والسني صار لها منابر وأصوات ومستمعين ومؤيدين ومليشيات يأتمرون بإمرتها، وما تنفثه من سموم وأحقاد ودعوات لسفك دماء الأبرياء واحتقار وجودهم في كل مكان.

 

اليوم لا يتردد رجال المرجعية في النجف أو إيران بإستباحة الدم والمال والعرض، فأصبح دم العراقي على العراقي حلال، والمواطن الذي لا يؤمن بما يؤمن بما تؤمن به المرجعية يصبح العدو اللدود لها.

 

عمائم سوء وثبور وعدوان على القيم الإنسانية والحياة البشرية، فهي تشرك بربها، وتجهز على دينها الذي تبشر به، وتسمي نفسها ما تسمي، وهي التي تدين بالشر والمنكر والبغضاء والكراهية والعدوانية، وأصحابها يدعون أنهم “رجال دين” ولكن ماهم بذلك، فهم عبارة عن رجال أعمال أو بالأحرى تجار دين، فهم تجار مارقون، البشر الجاهل بضاعتهم، ويدلون الناس بأقوالهم على ما يساهم في تثمير مشاريعهم العدوانية على الدين وأهله، لأن في ذلك ربح وفير لتجارتهم المتسترة بالدين.

 

الرجل المعمم بمختلف ميوله، كل يغني على ليلاه وما أدراك ما هي، وما أكثر أصحاب العمائم وأشدهم عدوانية على ابناء جلدته. فتجار المرجعية لا يحرصون على تعليم الناس القراءة والكتابة وانما يحرصون على تشجيع الجهل والأمية والتخلف لأنها أفضل مستنقع لتكاثر عمائمهم الرجعية المتخلفة.

 

إن تجار الدين يتكاثرون كما تتكاثر الطفيليات بالعيش على المضيف والمضيف هنا هم الناس الجهلة والمتخلفين والاميين، فترى الفساد يتنامى وتسقط القيم والأخلاق كلما عظمت سطوة وعلت شوكت تاجر المرجعية الدينية، فهم يكنزون الذهب والفضة وتزداد ارصدتهم في البنوك والشعب يزداد فقرا وجوعا وجهلا.

 

إن أول خطوة للخروج من عباءة الفساد والظلم المستشري في البلاد تبدأ بالتخلص من جبروت طغاة المرجعية، والتحرر من قبضة العمائم لكي يعيش الشعب العراقي بحرية وكرامة، وإلا سوف نصبح نحن وأبناءنا كالعبيد والبضائع التي يتاجر بها وحوش المرجعية الرجعية في العراق وايران.

 

إن هجر دعاة الجهل والتخلف وطردهم من عقولنا وبيوتنا ومجتمعنا أصبح أمرا حتميا لأننا إن لم نفعل ذلك سوف نكون جهلة خانعين نتوسل ونتودد لعمائم السوء والتخلف ونعزز شرورها فنصبح نحن الغنائم والعبيد والأدوات التي تتحقق بها مآربها. يقول أحد المفكرين “إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء، فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو”.

 

تجارة الجنس السرية في العراق .. عندما يتحول بعض المعممين الى “قوادين

اغوار – لم يخطر ببال أحد أن ينتشر هذا “الوباء الاخلاقي” في العراق ، الا بعد الاحتلال الأميركي الذي مهد الطريق لاتساع نفوذ رجال الدين “المعممين”، المرتبطين بنظام الملالي في ايران وخاصة بؤرة الدجل في مدينة قم.

 

هذا تحقيق استقصائي سري ل”بي بي سي نيوز عربي ” تم تصويره في بغداد وكربلاء، يكشف عن عالم سري من الاستغلال الجنسي للأطفال والنساء. يقوم بعض رجال الدين المعممين باستدراج الفتيات الضعيفات والمتاجرة بهن جنسياً مستخدمين ممارسة مثيرة للجدل، ولا يسمح بها القانون العراقي هي “زواج المتعة” ، الذي يسمح للرجل بدفع أجر مقابل زوجة مؤقتة، ولكن يستخدمه بعض رجال الدين لاستغلال النساء والأطفال مقابل أجر من المال.

 

مراسلة “بي بي سي عربي” نوال المقحفي تستمع إلى شهادات من فتيات ونساء مستضعفات، استدرجن لعقد زيجات متعة، أحياناً بمساعدة رجال دين. يُظهر التصوير السري كيف يمكن استغلال هذه الممارسة، ويكشف عن رجل دين يعقد زواج متعة مع فتاة يعتقد أنها تبلغ من العمر 13 عاماً فقط.

ويشير فيلم بي بي سي الوثائقي إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال.

ورصدت كاميرا مخفية رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القصر بأنهم “عرائس حلال”.

 

ويعد “زواج المتعة” ممارسة مثيرة للجدل داخل المذاهب الفقهية الإسلامية وداخل المذهب الشيعي نفسه. لكن بعض مراجع الشيعة يبيحون هذا الزواج المؤقت على أن يدفع الرجل مهراً للمرأة مقابل ذلك.

 

وفي الدول المسلمة ذات الغالبية السنية، يؤدي ما يسمى بزواج “المسيار” وظيفة مماثلة، ويفترض أن هذا النوع من الزواج هدفه السماح للرجل بالزواج خلال فترة سفره، لكنه بات اليوم يستخدم للسماح للرجل والمرأة بالدخول في علاقة جنسية لفترة محددة.

وينقسم رجال الدين بشأن هذه الممارسة، إذ يرى بعضهم أنها تضفي الشرعية على علاقة تشبه الدعارة، وثمة جدل آخر بينهم بشأن تحديد المدة القصيرة التي قد يستغرقها هذا النوع من الزواج.

 

العمامة الدينية والسياسة والتقديس *** بدءاً ضد تدخل أي عمامة في السياسة مطلقا لأن العمامة تمثل سلطة الزي مثلها مثل بيرية العسكر خاصة في مجتمعنا الذي لا يزال يعاني من عقد التخلف ويشعر بالدونية تجاه السادة أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله مع أن نصفهم على الأقل أدعياء وقد إزدهر الانتحال بعد أن إدعى صدام لنفسه نسبا نبويا كاذبا وفرض على كل منتسب لهذا النسب أن يستحصل على مشجرة نسب مصدقة فإزدهرت تجارة الأنساب وشكل لجنة في وزارة الداخلية لهذا الغرض لإقرار الأنساب وصار بعض المخبرين وعملاء أجهزة أمنه يسمون نسابة ثم بعد الاحتلال أصبح نصف الشعب العراقي سادة وأورد هذا ليس من باب الشئ بالشئ يذكر بل كونه ظاهرة إجتماعية خطيرة تغرق المجتمع في المزيد من التخلف وتستحق المتابعة لأنها وجه من وجوه الفساد

 

أعود الى أصل الموضوع وهو أن العمامة زي رجل الدين ومهمات رجل الدين معروفة حيث الوعظ والإرشاد وتأدية الواجبات الدينية وإرشاد الناس الى واجباتهم الدينية والقيام بدور إجتماعي في إشاعة الخير والصلاح والتوادد والتراحم بين الناس.

 

وللعمامة سلطة معنوية عالية في العرق كما هو معلوم وخاصة بين الشيعة وبالأخص بين فئاتهم الشعبية ولهذا فدخول صاحب العمامة الى السياسة يصحب معه ظرفا حادا من انعدام العدالة وغياب تكافؤ الفرص ومن يريد من المعممين العمل في السياسة فعليه أن يترك عمامته خارجها لأنه بالدخول الى عالم السياسة قد بدل مهنته وغير وظيفته كما أنه ينبغي له أن ينزه العمامة عما سيلحق بها من أضرار من خلال ممارساته او أخطائه إن وقعت ولأن سلطة الزي وهنا تتمثل بالعمامة يتمسك بها حتى من يغادر فكرا وإعتقادا ساحة الدين كداعية أو دعي العلمانية إياد جمال الدين أو ذاك الذي يجاهر على الملأ بالحاده المدعو أحمد القبانجي فيتهم نبي الإسلام بالكذب والإدعاء والقرآن بالركة والتناقض ولا جنة أو نار أو حساب او معاد ومع ذلك يمسك بكل قوته بعمامته على رأسه.

 

ومثلما لا يجوز للعسكري أن يتدخل في السياسة الا بعد إنهاء خدمته وخلع زيه فمن العدالة ومراعاة الحقوق أن يخلع المعمم زيه وينهي خدمته ويا أهلا به في عالم السياسة. ولكن ماذا عندما يكون المعمم فوق سلطته المعنوية مسلحا ولديه جيش جرار وأسلحة فتاكة والبلاد غارقة في الفوضى بلا ضوابط أو قوانين عندها سيكون حال المعمم كحال العسكري الذي ينزل الى الشارع بدباباته ويفرض سلطته وشخصه وقوانينه ومن اعترض فمتآمر على الثورة وخائن للوطن وهي عند المعمم يشن حربا على الله لا على شخص يختطف الله في الواقع ويتخذه رهينة يبتز بها الناس.

 

هذا الكلام مقدمة تنقلنا الى الحشد الشعبي الذي أضيفت اليه وأضفيت عليه كلمة المقدس وهي كلمة ابتزازية فلا مقدس على الأرض الا ما له علاقة وثيقة وحقة وموثوقة ومثبتة بالسماء وهذا الأمر محدود جدا وما عداه فلا أحد على الإطلاق ولا شيء مقدسا البتة ومن يدعي القدسية فليظهر لنا صك قداسته.

 

لا يجادل إثنان من العراقيينّ إلا أن يكونا في جبهة العدوّ في أدوار البطولة والتضحية ومعاني الفداء والشجاعة والبسالة التي أبداها المقاتلون المتطوعون الذين قاتلوا أكبر خطر يتهدد العراق في وجوده ووحدته ومصيره تحت راية وعنوان الحشد الشعبي إذا وحتى لا يساء الفهم وياتي من لا يحسن القراءة فيحمل كلماتي سوء فهمه مع أن هذه البطولة الأسطورية حقا تقتضي الوقوف عند عدد من الأمور أولها أنه تم زج أعداد هائلة من المقاتلين في معارك طاحنة لم تكن تقتضي هذا العدد الكبير بدون تأهيل أو تدريب أو إعداد فكانت النتيجة مجازر هائلة وضخمة راح ضجيتها آلاف الشباب والشيوخ بل وحتى الأطفال الذين ليس هناك أدنى مبرر لتوريطهم في مثل هذه المعارك من خلال إثارة حماسهم ومن لا يستطيع تخيل مدى الخسائر الكبرى التي لحقت بهؤلاء المقاتلين الأبطال فليذهب ويلق نظرة على مقابر النجف ويرى بعينه حجم المأساة لأن هؤلاء الشهداء ضحايا الفزعة والهوسة يخلفون أرامل وأيتاما وعوائل بلا معيل ولست من أنصار إعلاء شأن الشهادة المجانية وبدون ظرف حقيقي يوجبها والا تتحول الى عبث وإنتحار جماعي يدفع ثمنه الناس الأبرياء البسطاء ويتمتع بنتائجه وقطف ثماره المسؤولون ومن يسمون أنفسهم بقادة أو زعماء سواء كانوا سلاطين الدين أم الدنيا إن التضحية بهذا العدد الضخم من الشهداء أمر غير مسؤول بعض الوجوه المتزعمة المشهد تكتفي بزيارة بعض المناطق المحررة الآمنة لإلتقاط الصور بعد المعركة أو تمسك بيدها القرآن الكريم ليمر من تحته المتطوعون فتمنح صكوك الشهادة والتبريك بها سلفا ولا يختلف منصف مع باحث عن الحق أن هذا المعمم لص قذر وحرامي جشع ومزور كبير والعمل كله في الحالتين ضحك على الناس وتلاعب بمشاعرهم من طبقة سياسية قذرة لا تتوانى عن فعل أي شيء يخدم مصالحها وبينما يموت أبناء الناس في سوح الوغى يتمتعون مع عوائلهم برغد العيش وراء جدر محصنة أو في خارج العراق ووحدهم من يستفيد من الجهاد الكفائي فيكتفون بتضحيات المساكين والفقراء.

 

الأمر الثاني أن المتطوعين ولنختصرهم بالحشد لم تحركهم دوافع وطنية لأن الوطنية في العراق ومن كل الأطراف أعطيت إجازة مفتوحة طويلة الأمد ومع أن الحقيقة هذه مرة وصادمة ولكنها صلدة وراسخة ولهذا علينا تقبلها لفهم واقعنا والتعاطي معه فلولا فتوى المرجعية الشيعية ورايات يا حسين والدعاية الوهابية التحريضية المضادة التي تهدد الشيعي في وجوده وجرائم عصابات الإرهاب داعش وأخواتها من أيتام وبقايا وتربية نظام آل المجيد التي إستهدفت إبادة الشيعة خاصة ومنذ اليوم الذي إنفجرت فيه أول سيارة مفخخة في بغداد تحت عنوان مقاومة الأميركان بقتل العراقيين لما راينا هذا الزخم الكبير وغير المتوقع من المتطوعين وبالطبع فوجود حالات فردية تخرج عن الدوافع الواردة قبل قليل أو ظهور حالة عاطفية ظرفية لا تمكن من الخروج بحكم آخر فالمهم هو إنعدام مشروع وطني وهذا الأمر لا يقتصر على هبة الحشد بل على كل شيء جرى منذ الاحتلال والى يومنا هذا..

 

*** ُقبل شباب عراقيون لاسيما في الوسط والجنوب على ارتداء العمامة التي هي لباس ديني بالدرجة الاولى في تلك المناطق. وفي العراق يرتدي المرء العمامة لغرضين، اما لاثبات النسب الهاشمي فيرتديها سوداء او خضراء، او لانه طالب علم وفقه فيرتديها بيضاء. وبين هذه وذاك يرتدي اخرون العمامة على رغم انهم لا من هذا ولا من ذاك بل لان الامر اصبح وسيلة في العراق اليوم للحصول على الامتيازات والوجاهة الاجتماعية, ويروي (ح. الياسري ) الذي عرفته شابا علمانيا لايمارس الطقوس الدينية، وعرف بتناوله الكحول لزمن طويل انه يرتدي العمامة السوداء الان للاشارة الى نسبه لال البيت. وقال ان الامر في العراق اليوم يتطلب ذلك لان لصاحبها نفوذا كبيرا بين الناس واردف (الياسري): انني امارس الطقوس الدينية اليوم بانتظام بعد ان كنت مضطرا في السابق الى الابتعاد عن الدين خوفا من بطش رجال الامن وسألت ايلاف (الياسري) عن مغزى ارتداء العمامة الخضراء فقال ان بعض ( السادة ) ممن يرجع نسبهم الى ال البيت يرتدونها وهي تنتشر بدرجة اقل من العمامتين السوداء والبيضاء ازدياد أعداد المُعمّمين الشباب في العراق

 

عمامة الحوزة

وفي النجف لاحظت ايلاف ان هناك مجاميع ترتدي العمامة والجبة وقال ( ليث السماوي ) لايلاف نحن طلاب الحوزة الإسلامية ويطلق على لباسنا هذا اسم ( الزي الحوزوي ) كما ان كثيرين ممن لا ينتسب الى مدرسة الحوزة يرتدي الزي وهو امر يبعث على القلق اذا ما اخذنا في الاعتبار ان بعض افراد الميليشيات يرتدونه.

ويثير الامر استياء رجال الدين ان هناك من تعمم للحصول على المكاسب مثل الوظائف الحكومية.

 

انه ارتدى العمامة لانه قائد في جيش المهدي الذي يفرض ارتداء العمامة لقيادات جيشه. و(سليم) خريج معهد تكنولوجيا وكان موظفا دائما في الجيش العراقي السابق.

 

ويعترف (جابر الحياني ) وهو صاحب دكان في محافظة بابل ان الامر بدا يختلط على الناس، فبعض من يتعمم اليوم كان بعثيا او يساريا في السابق، وبدا الاخرون طارئين على الامر اذا ما اخذنا في الاعتبار ان المجتمع العراقي يعرف في رجل الدين المعمم بانه من عائلة معروفة بالتقوى والورع وأن يزكيه أحد المراجع.

ويضيف: ان لباس الدين اضحى وسيلة للكسب والامتيازات ليس الا.

 

ويقول الحياني: في السابق كان عليك اصطحاب رفيق حزبي كواسطة لدى الدوائر الحكومية اما اليوم فيمكنك اصطحاب معمم، فالامر لم يتغير كثيرا كما يقول.

 

ويرى (سيد حسين النجفي) وهو طالب في الحوزة ان عدد المعممين في النجف وكربلاء يتجاوز الخمسين الفا. ويضيف ان عدد المعممين في النجف الاشرف وحدها أيام محسن الحكيم في الخمسينات والستينات سبعة الاف او يزيدون. في حين وصل عددهم الى سبعمئة في أثناء حياة الخوئي في الثمانينات ويقول ان هذه الإحصائية وردت على لسان محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في النجف في انفجار هائل ولم يعثروا حينها الا على عمامته حيث احتفظت بها عائلته.

 

العمامة في الغرب

وللعمامة مركز مقدس في اغلب المجتمعات الاسلامية، وكان المشهد الذي اثار احتقانا طائفيا كبيرا في العراق منظر الرجل الذي تمكن من رفع عمامة ( علي الهادي ) وهو الامام لدى الشيعة من تحت الانقاض حين فجر المرقد الذهبي العام الماضي. ويقول ( سليم السامرائي ) لايلاف ان المرجعية الدينية تحتفظ بالعمامة اضافة الى الدرع والسيف حيث انتشلوها من سرداب تحت الانقاض.

 

وفي حين كان ارتداء العمامة والزي الاسلامي امرا يبعث على العجب في اوروبا حيث اضطر المقرئ الشهير عبد الباسط حين زار فرنسا الى شراء بدلة لارتدائها بعدما وجد ان الناس هناك كانوا ينظرون بدهشة الى عمامته وزيه الاسلامي فان شرطة اسكوتلنديارد البريطانية قررت السماح العام الماضي لرجال الشرطة المسلمين بارتداء العمامة خلال نوبات عملهم بدلا من القبعة التي تشكل جزءاً من الزي الرسمي لرجال الشرطة. وفي هذا يقول قادر خان) وهو شرطي بريطاني مسلم ان العمامة تعتبر سُنة، ولذلك فإن محاولة الالتزام بها تُعد جزءاً مهماً من حياة الإنسان المسلم. وتظاهر مئات من السيخ في فرنسا احتجاجاً على قرار السلطات الفرنسية بمنع ارتداء العمامة التي يرتديها المتدينون من أبناء تلك الطائفة يحملون لافتات كتب على بعضها; العمامة جزء من جسدنا وليس من ثيابنا

 

وفي اوائل القرن الماضي كان المعممون في مصر وسوريا هم العلماء والفقهاء والأدباء والكتاب وأرباب الأقلام وأرباب السيوف أو المماليك، وبرزت أهليتهم داخل المجتمع من خلال مباشرتهم للوظائف المرموقة فى الدولة، فقد باشروا الوظائف الدينية والتعليمية التى جعلتهم اكثر احتكاكا بالشعب، وأقوى تاثيراً فيه، في عصر عرف بسمو النزعة الدينية.

 

ويعترف (كاظم جهاد ) وهو معمم ودرس الفقه في الحوزة العلمية في النجف ان بعضا ممن يدعون العلم ويرتدون العمامة لم يحصلوا على أي شهادة أكاديمية. ويقول ان الحوزة تعرف الامر لكن الفوضى في العراق سمحت لهؤلاء بتقمص شخص رجال الدين.

 

ويقول انه يعرف بعضا منهم لكنهم خطرون لانهم يعملون في الميليشيات ويحملون السلاح.

 

ويلبس السودانيون العمامة للوجاهة الاجتماعية وجاءت من فكرة ان الرجل كان يلف أمتارا كافية من القطن على رأسه، ليؤمن لنفسه دائما كفنا، يحمله على رأسه أينما ذهب، حيث لا تدري نفس في أي بقعة تموت. ويقول حسن كمال وهو معمم سوداني يعيش في لندن ان طول العمامة في السودان اربعة الى ستة امتار.

 

العمامة في التاريخ

والعِمامةُ، بالكسرِ: المِغْفَرُ، والبَيْضَةُ، وما يُلَفُّ على الرأسِوقال الرسول ان العمائم تيجان العرب وتقول بعض المصادر ان عمر قال ذلك.

 

وكان الرسول يعتلي المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه و دَخَلَ مَكّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وهو يرتديها. وكان يدير العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه، وهذا يدل على أنها عدة أذرع. وللرسول عمامة قصيرة وطويلة، والقصيرة كانت سبعة أذرع والطويلة اثني عشر ذراعاً. وكان يطيبها بالزعفران و الورس من اليمن وإيران.

 

والبس الرسول علي بن أبي طالب يوم غدير عمامة وأرخى عذبتها من الخلف وفي حديث أبي موسى أن جبرئيل نزل على الرسول وعليه عمامة سوداء قد أرخى ذؤابته من ورائه،.

وارتدى عبد الرحمن بن عوف عمامة سوداء من قطن.

وكان الحسين بن علي يرتدي عمامة سوداء وحين قتل اخذها جابر بن يزيد الازدي فصار مجذوماً.

كما ارتدى ابن زياد عمامة سوداء حين دخل الكوفة ليخدع الناس على انه الحسين.

ودخل الحجاج مسجد الكوفة مخاطبا: يا أهل العراق! أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود.

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا… متى أضع العمامة تعرفوني

 

ولبس سادة العرب العمامة الصفراء والسوداء والبيضاء والحمراء كما ارتدى الامويون والعباسيون الوانا مختلفة.

 

ومن أسمائها المكورة والعصابة والـمِعْجَر والـمِشوَذ والمقطّعة والتلثيمة وهذه الأسماء مأخوذة من هيئة تكويرها وطيها على الرأس.

 

ويقول ( سيد زين العابدين ) ان الشيعة لايرخون طرفها بينما هناك من يدلي طرفا منها بين كتفيه أو على أحدهما وهذا الجزء المتدلي يسمى العَذَبة والذؤابة والزوقلةوهي شائعة عند المعممين في الفلوجة وبغداد.

 

ويرى (محمد وهاب ) وهو استاذ سعودي انه على رغم ان الجزيرة العربية كان موطنا ومنبعا للعمامة الا انها تندر اليوم في السعودية ولا يلبسها من رجال الدين الا القليل على رغم ان محمد بن عبد الوهاب كان يرتدي عمامة بيضاء. و يرتديها المسنون في نجد فوق الشماغ.

 

وكانت لباس الإخوان من بادية نجد عندما جمعهم الملك عبد العزيز على سنة سلفية ولا يزال مُسِنُّوهم يلبسونها إلى هذا اليوم ويسمونها السنة، وهي علامة سؤدد لدى مشائخ البادية ويمتدح بها الحكام. والعمامة قطعة قماش كبيرة وسميكة من الصوف اوالحرير الصيني أو من القطن السميك أو الشاش الرفيع وتلف حول الرأس بلفتين ولا تزيد عن ثلاث وعندما تكبر بشكل قرص كبير فانها تسمى (كشيدة) وتختلف اللفة من شخص لآخر وتستعمل عدة مرات والشيعة لايخرجون ذيولا من العمائم. اما ائمة السنة فيتركون زوائد لها من الخلف. ولبس الأباضيون المحافظون عمائم وقمصانا ويستعملون علماً أبيض ويعتقدون أن العمائم البيضاء هي بشرى خير

كل عمامة سوداء يقع تحتها رأس لا يفكر إلا في إدامة واستقرار النظام السياسي الذي تقوده أحزاب طائفية لا علاقة لها بأي مشروع وطني

 

معنى عبارة "أرض السواد" التي هي واحدة من أسماء العراق القديم فقال "إن السومريين يوم سقطت دولة أور الثالثة قرروا الرحيل منها وهم يرتدون عمائم سوداء فكان مشهدهم عبارة عن أرض سوداء تتحرك".

 

قبلها كان الشائع أن العراق كان قد اكتسب ذلك الاسم من الخضرة الداكنة التي كُسيت بها أرضه بسبب مزارعه وحقوله، شاسعة المساحة. ولكن تفسير الآثاري الراحل هو الأكثر قربا إلى الحقيقة والواقع وإن كان ذلك مجرد تخمين.

 

لقد رأيت بنفسي العمامة السوداء وهي تحيط برؤوس النساء الجنوبيات. ذلك إرث سومري استمر لأكثر من ثلاثة آلاف سنة. كانت العمامة النسائية السوداء تُسمى "الجرغد". وكان هناك رجال دين شيعة يرتدونها من أجل تمييزهم عن عامة الناس. فهم أحفاد النبي محمد من جهة ابنته فاطمة زوجة وليه حسب المذهب الشيعي علي بن أبي طالب. ذلك بالنسبة لهم سبب وجيه للاعالي على الناس.

 

كان أصحاب العمائم السوداء وقد لقبوا أنفسهم بالسادة ليتميزوا عن العامة يظهرون في مجالس العزاء من أجل أن تُخصص لهم وجبات غذاء دسمة. إذ أنهم كانوا مشهورين بشهيتم المفتوحة حين يتعلق الأمر باللحوم. كان حضور السيد على مائدة ما مصدر فكاهة بالنسبة للعراقيين الذين لم يكونوا يوما ما شديدي التدين بقدر ما كانوا معتدلين في تدينهم ومنهم مَن لم تكن له أدنى علاقة بالدين.

 

في كل الأحوال كان العراقيون لا يحترمون رجل الدين بسبب عمامته السوداء، بل بسبب علمه وحكمته وقدرته الشخصية على الإقناع. ولم تكن العمائم السوداء كثيرة في العراق. اما في بغداد فلم تكن هناك عمامة سوداء واحدة. ذلك لأن أصحاب تلك العمائم كانوا يختبئون في الضواحي والهوامش الفقيرة منها.

 

يذكر التاريخ أن هناك سياسيا عراقيا واحدا كان يرتدي العمامة السوداء قد تم تعيينه رئيسا للوزراء ما بين عامي 1948 و1949 أي في الحقبة الملكية لمدة لا تزيد عن الستة اشهر. وكان قبلها نائبا.

 

بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 صارت العمامة زياً لكل من أراد الالتحاق بعربة الاحتلال من جهة تنفيذ أجندته الطائفية. لقد تم افتتاح مكاتب لبيع أشجار عائلية كانت عبارة عن مستندات مزورة تُلحق مَن يشتريها بسلالة النبي، فيصبح سيدا يحق له ارتداء العمامة السوداء وهو ما يؤهله للحصول على امتيازات مادية أقرها القانون العراقي وبالأخص في مرحلتي حكم نوري المالكي.

 

هناك اليوم في العراق أحياء جديدة لا يسكن فيها إلا أصحاب العمائم. تلك الأحياء بُنيت وفق أحدث المواصفات الهندسية، لا تنقطع فيها الكهرباء وتتمتع بخدمات عامة حُرمت منها أجزاء كثيرة من العراق. كما أن سكانها يحصلون على رواتب شهرية من غير أن يقوموا بأي عمل. إنهم سادة العراق الجديد، أصحاب العمائم السوداء الذين فاق عددهم عدد أصحاب العمائم السوداء في إيران ومعظمهم لا يزال في سن الشباب.

 

العراق اليوم هو بلد العمائم السوداء. كل عمامة سوداء يقع تحتها رأس لا يفكر إلا في إدامة واستقرار النظام السياسي الذي تقوده أحزاب طائفية لا علاقة لها بأي مشروع وطني بل أنها والوطنية في حالة عداء بمعنى أنها لا تنظر إلى العراق باعتباره وطنا لجميع العراقيين وهي ترى في أصحاب العمائم السوداء رصيدا لها على المستوى الشعبي. فهم الفئة التي تضع الدين في خدمة تلك الأحزاب وبرنامجها في نهب ثروات الشعب وإشاعة الفساد عن طريق الفتاوى الدينية.

 

قد يجد البعض أن تلك الظاهرة مجرد تفصيل صغير من تفاصيل الفساد الذي يجري تطبيعه في العراق من خلال إضفاء هالات تاريخية على الفاسدين غير أنها (أي ظاهرة أصحاب العمائم السوداء) هي الواجهة التي تشير إلى إزاحة الطابع المدني للمجتمع العراقي وتحوله إلى مجتمع يقوده رجال الدين الذين صاروا يشكلون مرجعا قانونيا في ظل غياب سلطة القانون.

 

لقد اختصرت الأحزاب الدينية الموالية لإيران المسافة التي تؤدي إلى قيام الدولة الدينية من خلال إخضاع المجتمع لسلطة أصحاب العمائم السوداء الذين يسعون إلى تعميم الجهل والفقر والخرافة وعداء العلم والطب والتعليم والثقافة بشكل عام والاستخفاف بالعمل والتفكير العقلي بين صفوف الشعب.

 

وإذا ما كان ظهور مقتدى الصدر بعمامته السوداء منقذا للعراق قد شكل هاجسا مرضيا في مرحلة ما فإن اختفاءه بعد فشله في انجاز أوهامه لا يعني أن المجتمع قد تحرر من سلطة عمامته التي صارت عنوانا لمجتمع فاشل.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.