اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رهان التحالف الشيعي – الكردي -//- صلاح حسن الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

رهان التحالف الشيعي – الكردي

صلاح حسن الموسوي *

ليس مثلما فصّل السيد جلال الطالباني في معرض تعليقه على أزمة (قوات دجلة) بين المركز والإقليم, كون التحالف الكردي الشيعي هو تحالف ستراتيجي يمتد عمره الى بداية تشكيل الدولة العراقية , وهو ضمانه لحقوق الشعب العراقي بمختلف أطيافه وأعراقه , بل ان الولادة الحقيقية لهذا الحلف السياسي جاءت بعد سقوط نظام صدام , وإصرار المحتل الأمريكي على صياغة وتثبيت أسس نظام "طائفي" عبر صيغة مجلس الحكم؛ بهدف قطع الطريق على أي نظام مدني ديمقراطي وطني يحل المشاكل الموروثة عن النظام الاستبدادي الطائفي البائد وفي مقدمتها قضية الكرد العراقيين وفي إطار وحدة البلاد ومصلحة جميع أبنائها.

بعد ذهاب بول برايمر جاء الأخضر الإبراهيمي كمبعوث أممي وعربي ليصيغ معادلة الحكم وفي ما بات يعرف آنذاك بـ (استرداد السيادة) التي تمخضت عن تشكيل الحكومة برئاسة السيد إياد علاوي , والإبراهيمي ذاته الذي صرح مؤخراً بأن استمرار القتال في سوريا سيقودها الى خيار حتمي هو (الصوملة) , وسيكون العراق بحسب تصريح الإبراهيمي اول الدول التي ستتأثر وتذهب مع سوريا الى جحيم الصوملة .ومصداق نبؤة الإبراهيمي هي ان التحالف الكردي الشيعي الذي يقدسه الانفصاليون الكرد وبعض الطائفيين الشيعة هو المسؤول حالياً عن تقسيم العراق الى دولتين غير معلنتين في إطار حمى صراع محاور(الربيع العربي) , (تركي – سعودي- قطري) انضم إليه إقليم كردستان سياسياً وعسكرياً عبر الدعم المباشر للمتمردين الكرد في سوريا , و(إيراني – سوري) تٌتهم حكومة المركز بالانحياز إليه ودعمه , وهذا ما فاقم من خطورة الملفات العالقة خصوصاً ما يسمى المناطق المتنازع عليها التي يتهم الإقليم بتسهيل عمل المجموعات الإرهابية وتدريب ( الجيش العراقي الحر) بدعم من تركيا وقطر , اضافة الى قضية الشركات النفطية الأجنبية التي تحولت الى عنوان عريض لحرب اقتصادية تختزن في عمقها مدلول سياسي خطير وهذا ما أكده السيد مسعود برزاني بالقول (اذا جاءت اكسون موبيل , فستكون مساوية لعشرة فرق عسكرية أمريكية , وسوف يدافعون عن المنطقة اذا كانت لهم مصالح فيها).

في إطار سعيها لخلق النظام الشرق الأوسطي الجديد , نجحت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية العالمية في حرف الصراع التاريخي في المنطقة من عربي – إسرائيلي الى صراع سني – شيعي ,عاش العراق أول جولاته الدامية بحكم موقعه المركزي على خط الصدع الطائفي للمنطقة , وللأسف تخلف الستراتيج السياسي العراقي طويلاً في تثبيت الحد الأدنى من الثوابت والخطوط الحمر للأمن القومي والتي تحفظ المتعارق عليه من حرمة السيادة الوطنية ووحدة القرار السياسي وذلك بسبب نظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذي حول العراق الى مزرعة مستباحة للناهبين والمافيات المحلية , وأغرى دول الجوار الإقليمي للتنافس المحموم على أرضه لبعث مجد إمبراطوريات غابرة وتسجيل النقاط في معارك النفوذ الاقتصادي الذي أججته استحالات العولمة المتسارعة ,وبات العراقيون في أحوج ما يكون الى (أيدلوجيا) وطنية جامعة تتجاوز لعبة الانتخابات الحالية التي تكرر دائما إنتاج كتل (الأزمة), وأيضا تحث على مراجعة عميقة للدستور الذي كتب في ظروف يجب الاعتراف بكونها ظروف شاذة لا تتناسب مع واقع ومستقبل بلد عظيم وأساسي في المنطقة مثل العراق .

* رئيس تحرير مجلة المتابع الستراتيجي /العراق

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.