اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كلام كاريكاتيري: الزم الدخل بأيدك -//- سلمان عبد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كلام كاريكاتيري

الزم الدخل بأيدك

سلمان عبد

قبل فترة ، رسمت رسما كاريكاتيريا سخرت به من " الفايخين " وكان عن احدهم عندما اصيب بزكام ، وزوجته تشير عليه ان يسافر لاوربا للتداوي ، والكاريكاتير ، هو عالم متخيل غير واقعي ومبالغ به ، لكن يبدو ان ما رسمته قد حدث بالواقع ، حيث ان مجلس النواب صرف مبلغ اكثر من تسعة ملايين دينار لمعالجة  " اسنان " احد الفايخين في الاردن ، وحين نقرأ او نشاهد حالات الفقر التي يعيشها المكاريد قد لا نصدق ونعتبرها نوع من المبالغة يستغلها الاعلام " المغرض " للنيل من اداء اهل السلطة .

لي صديق ، متقاعد ، ودود ، لا تفارق البسمة والضحكة وجهه ، يفيض سعادة ، قبل ايام التقيت به وسالته عن احواله ، ولاول مرة اراه على غير عادته ، كئيبا ، واستوضحت منه عن السبب ، شكى لي ، وليس من عادته الشكوى ابدا لكن الامر على جانب كبير من الاهمية قال : اتدري انني وعائلتي ليومين  لا نجد ما ناكل الا ما لدينا من خزين العدس والفاصوليا ، مع انني وزوجتي كما تعلم كل امراض الدنيا تستوطننا ، وزوجتي تشكو من مرض اضافي وهو وجع ممض في الكلى ولا نستطيع تدبير اجور الفحص او الطبيب ، استغربت من كلامه ، وقلت له : يا اخي الست تاخذ راتبا تقاعديا ؟ الا يكفيك ؟ ثم لديك اولاد اعرف انهم في حال ميسورة ، قال : نعم ، هذا صحيح ، فالراتب شحيح لا يكفي ، وينتهي بظرف ايام ، لاننا نستهلكه بشراء الادوية لي ولزوجتي و الادوية غالية جدا خاصة ما كان منها بما يسمى " اصلي " ثم ان الاولاد لا يقصرون اطلاقا حين " تدج " الامور ، اضافة الى ما يجودون به علينا بين اونة واخرى ، ولا اريد ان اثقل عليهم اكثر من هذا ، فاننا نتحمل ما نحن فيه ، وقد اتعبت اولادي معي ، من كثرة مطاليبي ، والى متى ؟ , لقد المتني حقا حالة صديقي ، وقلت له كنت احسدك على ما انت فيه ويبدو ان المكاريد من نباشي المزابل حالهم اهون من صاحبي الذي سلخ اكثر من ثلاثين سنة في خدمة الدولة ، فقلت له : كنت احسدك واظن بانك من السعداء ولا ادري بان " الحار جوة يا خيار " ضحك وقال " صيت الغنى ولا صيت الفقر " فلا تغرنك المظاهر يا صديقي ،  ونظرا لخفة دمه وروحه المرحة قص علي هذه القصة :

جيء للقاضي ايام العهد الملكي بـ ( قوادة ) كان بذمتها دين لم تقم بتسديده ، فنهرها القاضي وطالبها بتسديد الدين خاصة وان مهنتها كما هو معروف تدر عليها ربحا ليس بالقليل ، فقالت له : يا حضرة القاضي ، لا استطيع سداد الدين ، جملة او باقساط ، لان الشغل واكف ، والنيّا .... قل عددهم ، فاشمأز القاضي من كلامها وصرخ بوجهها وانبها ، وظنت القوادة ان القاضي لم يقبل عذرها ولم يصدق قولها فقالت له : والله ، ان ما اقوله صحيح ، امورنا تعبانة والناس ما تعرف ، عليها بالظاهر ،  وان لم تصدقني فتعال ، والزم الدخل بايدك واقبض الوارد بنفسك .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.