اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لا تخافوا!- القسم الاول -//- د. نزار شمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لا تخافوا!- القسم الاول

د. نزار شمو

هذا المقال هو تعقيب على كلمة السيد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، والي القاها في السادس من آذار 2013،  بمناسبة تنصيب البطريرك الجليل مار لويس روفائيل الاول ساكو  بطريرك بابل للكلدان.

المسيحيون ايمانهم مربوط بمحبتهم للحياة وللانسان وللارض ولكل شيء مخلوق من رب السموات والارض منذ دخولهم المسيحية وحتى يومنا هذا وسيكونون كذلك الى يوم الحساب من دون اي شك او مسآلة، اننا نفتح ذراعاتنا وقلوبنا وابواب بيوتنا لكل البشر دون اي تمييز وبكل محبة وود صادقين فيما نقوله لانه نابع بما نؤمن به والذي في قلوبنا يكون على لساننا سواء كنا من العامة او من الرؤساء، اي القادة بين قومنا، لم نحرق يوماً بيوت الناس ولن نحرق ابداً، ولم نفجر صوامع الصلاة والعبادة ولن نفجر،  ولم نقتل المصلين ولم ندنس بيوت الله، كما فعلوا بنا "الشرذمة" كما سميتهم انت ونتمنى ان يكونوا قلة بيننا، كنائسنا بيوت للصلاة وليست بيوت ندعوا فيها للجهاد وقتل الابرياء، ولن تكون اماكن للاجتماعات لاذية نملة فكيف باذية انسان بريء مخلوق بارادة الهية مقدسة!! ناهيك عن مساهماتنا التاريخية والحضارية لخدمة بني البشر والعراقيين بشكل خاص على مر العصور والى يومنا هذا.

انني كلداني القومية ومسيحي الديانة وكاثوليكي المذهب وعراقي الجنسية، ككثيرين من ابناء قومي، وكلها صفات قائمة وثابتة لا تتغيير ولا يستطيع اي بشر في الدنيا ان ينتزعها مني او يجردني منها كما لا يستطيع اي بشر في الدنيا ان يجردك من عراقيتك ولا شيعية اسلامك،  انني في المهجر بسبب الخوف والإظطهاد والتهميش وسلب حقوقي المدنية والانسانية وبسبب غياب العدالة في بلدي العراق المعذب والجريح، قبل وبعد سقوط الطاغية في نيسان 2003، كما كنت انت في فترة من الزمن في المهجر واعتقد كان السبب او الاسباب هي ما عانيته انا والكثيرين غيري وكما ذكرتها اعلاه، واذا كان عندكم سبب آخر غير الخوف، كالفرح والسعادة والاطمئنان والامان والسلام، فنورنا به ومنكم نتعلم!! ومع هذا لم ينزع احد  عراقيتكم منكم، لا بل رجعتم وكنتم ولا تزالون في قيادة هذا البلد العظيم والمجروح.

كيف تطلب منا" مسيحيي العراق"، ان لا نخاف،فكلماتك كانت: "...على الاخوة المسيحيين فعلاً ان لا يخافوا..." ، فهل الخوف عندك بضاعة تباع وتشترى حسب طلبكم، الا تعرف انه يتولد الشعور بالخوف  عند الانسان عند تعرضه لفترات من الزمن خلال فترة حياته لاية اذية جسدية او عقلية او نفسبة كالتعذيب والضرب والتهديد وكبت الحرية الشخصية او العامة وهضم وسلب حقوقه التي ولدت بولادته، اضافة الى انه يتولد عنده الشعور بالخوف والرعب من ان يتعرض لها ثانية وثالثةً ووو (ألخ)، والتي تترك فيه بصمات لا يقدر ان يتحملها في مسيرة حياته فيهرب من هكذا ظروف بحثاً عن مأوى آمن ومكان تنعدم فيه ظروف القسر والارهاب وتتوفر فيه شروط الامن والعدالة والاستقرار له ولعائلته ومن هم بمعيته، لانهم هم كذلك يعيشون الخوف والرعب من الارهاب او اي نوع من انواع التعدي على حقوق البشر اي كان نوعها او شكلها او مضمونها، وهي نفس الظروف التي مررتم بها من قبل واجبرتكم على الهرب من دون اي  تاجيل او تاخير  وذلك لضمان سلامتكم وسلامة من هم بمعيتكم.

واود ان اسالك هنا ماذا فعلتم لازالة خوفنا؟ لا بل ماذا فعلتم للحفاظ على الباقين من قومي؟ وماذا ستفعل لاعادة المهجرين والمرحلين والنازحين والمغتصبة بيوتهم واراضيهم من اهلنا وقومنا وكل العراقيين الشرفاء الذين لم يختاروا الانسحاب ولا الرحيل والهجرة وترك الديار العزيزة الغالية الا اذا كان امر لم نستطع تحمله او تقبله وهربا من جحيم المقصلة والجلاد!!  طيب لو قلنا ان المسيحيين وحدهم هم الذين خافوا وانسحبوا وتركوا الديار قد يكون فيها اخذ وعطا، او كما نقول بالعراقي "بيها باب وجواب"، ولكن الم تسمع عن طوابير العراقيين وهم بالالاف المؤلفة ومن كل الالوان التي ذكرتهم في خطابكم، من عرب واكراد ومسيحيين وصابئة ومسلمون وكل الطوائف، وهم يقفون على ابواب السفارات الاجنبية ومقرات الامم المتحدة، سواء بالدول المجاورة او البعيدة، باحثين عن مأوى ومكان يحمون فيه انفسهم  وعوائلهم من نير الظلم والتعسف والجبروت والخوف الذي تولد عندهم، ونحن لا نتحدث عن عصر الطاغية المقبور فقط، وانما نتحدث عن زمن ولايتكم وللمرة الثانية وينجاح ساحق!! فماذا تبرر هربهم وانسحابهم وقسم منهم من الشيعة من اهلك وطائفتك وحزبك القائد يا سيادة الرئيس!! فارجوك ان تقرأ ما قلته انت في خطابك مرةً اخرى، حيث قلت وانت تخاطب المسيحيين قائلاً: "الا تهاجروا، الا تغادروا بلدكم وتاريخكم وتاريخ اجدادكم، هذا بلدكم عيشوا فيه كراماً  احراراً وساهموا في بنائه" وان تفسر لنا بكلام بسيط غير معقد كي يفهمه كل العراقيين بكل اطيافهم البراقة لِمَ لا نخاف وما المطلوب عمله لنا الان وبالمستقبل!! فاسمح لي ان اقول لكم ان كلماتكم كانت حارة ولكنها كانت غير دافئة، ومعبرة من دون واقع ملموس وبرنامج شفهي على الورق فقط دون اي تطبيق!!

انني اتمنى ان ارى او اقراُ برنامج عمل وخطة تحمل الجدية من قبل حكومتكم الموقرة يذكر فيها ماذا ستعمل وبجدول زمني كي:

تزيل الخوف عنا، وتوقف هجرتنا وانسحابنا، وترْجِع اهلنا ونحن معهم لعراقنا الجريح والمعذب!

تزيل تهميشنا ونكران حقوقنا! وهنا نطالبكم ببرنامج عمل وخطة عملية يساهم الجميع في وضعها لتلبية طموحهم حتى نستطيع من خلالها المساهمة والمشاركة الفعالة والحيوية ببناء عراق ابي وشامخ نعتز به جميعنا من دون اي تفرقة مبنية على الانتماء الديني او القومي او الطائفي حتى!!

تزيل مقاضاتنا بالشريعة والتي هي ليست لنا، مع اننا نحترم بما تؤمنون به، ولكن لا تبيعوها علينا سواء شئنا ام ابينا!

تحكم بالعدل وتضمن حقوقنا وحقوق شعبنا العراقي الابي بكل الوانه واطيافه وتوفير الامن والسلام وفرص للعمل للجميع لا تعتمد المحسوبية والمنسوبية والتي تعملون بها وتطبقونها الان، وضرورة توفير عدالة اجتماعية انسانية بحتة!

فعندها نحن نقرر بزوال الخوف، وليس بامر منكم او من اي بشر بالدنيا، بما في ذلك البابا الذي ناشدته، الخوف الذي هدد حياتنا وحولها الى جحيم لا يطاق واجبرنا على الانسحاب ليس لانه خيارنا بل لانه فرض علينا ولم يكن لنا بديلاً آخر.  فهل علمت الان لماذا خفنا، يا سيادة القائد؟؟

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.