اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

على هامش مؤتمر حقوق الانسان في القوش -//- ايليا يونس حلبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

على هامش مؤتمر حقوق الانسان في القوش

ايليا يونس حلبي

ما أجملها وأروعها من حركة تضع الإنسان نصب عينها وكثيرا ما سمعنا عن وجود منظمات مرتبطة بهيئات دولية تتولى أمر الدفاع عن الإنسان وتلاحق أولئك المعتدين على حقوقه وعلى مختلف الأصعدة والمستويات وتعمل على فضح أساليبهم وإدانة أعمالهم وحماية الإنسان شيخا كان ام شابا او طفلا أفرادا او جماعات ، مهما كانت دوافع الاعتداء دينية او مذهبية او قومية او بسبب الجنس واللون . ان مهمة تلك المنظمات إنسانية لا يضاهيها بعملها اي عمل آخر لان الإنسان هو الغاية والهدف لكل عمل شريف . وكم تكون هذه المهمة مشرفة عندما ينبري العراقيون ويساهمون في قيادة تلك المنظمات إقليميا او دوليا لأنهم لا يقلون شأنا عن غيرهم ويتميزون بعلو كعبهم وإمكاناتهم في الأعمال الإنسانية ويبلون بلاءا حسنا في هذا المجال . انعقد المؤتمر وقد أسهب المؤتمرون بأحاديثهم وتطلعاتهم واستبشرنا خيرا الا ان النتائج كانت مخيبة للآمال حسب ما تسرب من الأخبار  فقد اختلفوا وتشتتوا كونهم شريحة غير متجانسة هذا ما تبين من أحاديثهم وخطاباتهم لذا انفرط شملهم بخلافات عميقة وكأن شيئا لم يكن . ومهما يكن من أمر وقبل كل شيء علينا ان ندافع عن ارض العراق التي تئن تحت أقدامنا وتعاني من تجاوزاتنا وتخندقنا وعدم التفكير بوحدتها ، فكل مكون يفكر بمصلحته الخاصة ناسيا او متناسيا مصلحة الوطن العليا مغلبا عليها المصلحة الطائفية او القومية او العرقية ، فالعرب بسنتهم وشيعتهم كل في خندقه والكرد في خندق آخر والمكونات الأخرى لا حول ولا قوة لها . اين حب العراق الذي تنادون به ..؟ هل هو ادعاء ام غير موجود لدى المكونات والأحزاب ، وكأنه محصور لدى الأفراد الذين يذهبون بعيدا في مشاعرهم ويتغنون بحب العراق . وحسب مجريات الأحداث والعياذ بالله ان البلاد باتجاه التقسيم وإحياء المشروع القديم الجديد ، لا يا شعب العراق بكل أطيافه الذي كنت على مر الأجيال شعبا أصيلا ورجالك رجال المهمات الصعبة لا تدع فرصة لأعدائك للنيل من وطنك وجعله أشلاء ، فهذا ليس من مصلحة مكوناتك ولا يليق بتاريخ ارض الرافدين ان تدهور الأوضاع وتؤول الى ما هي عليه الآن ، يتراقص لها الأعداء وتدمي قلوب الأخيار وانتم جميعا أخيار بعون الله لتتشابك أيديكم وتشتد سواعدكم لتوحيد الصفوف وبناء الوطن الجريح ولترتاح أرواح أجدادنا في قبورهم ولا نفرط بوحدة العراق التي من اجلها وربت هاماتهم الثرى ولنكن نحن جميعا وبكل أطيافنا وقومياتنا ، أبناء أولئك العظام جديرين بحمل الراية التي أورثوها لنا أمانة . أنا لست واعظا أو خطيبا ولا حتى كاتبا ولكني واحدا من الملايين المغرمين بحب العراق ، اشعر بمرارة قاسية في أعماقي لذا اعبر عن مشاعري وأمنياتي بأسلوب بسيط وبأمانة وحسن نية لأرى العراق وشعبه يرفل بالنعيم والسلام ووحدة أراضيه وان يتسامى العراقيون ويجعلوا الدم العراقي عزيزا لا يهدر بأيدينا نحن العراقيين ، فالدم الذي يجري في عروقنا هو دم آبائنا وأجدادنا والاعتزاز به أمانة ، أمانة أثداء الأم لدى أبنائها تلك الأثداء التي أرضعتنا لسنين كيف يمكن خيانتها ..؟ والله هذا حرام ..! ثم أين حب العراق الذي نتغنى به هل هو ذر رماد في العيون ...؟ انظروا ما يحدث لهذا الشعب المسكين ، انه يهاجر ويتشتت في بقاع العالم المختلفة ، مسلميه قبل مسيحييه وفئاته الأخرى وبلده غني بما وهبه الله من خيرات وطبيعة ممتازة خالية من كل الكوارث الا ان الشعب ينشد الأمان ويتغرب في ارض الله الواسعة ويعيش وبشوق على امل العودة ولكن في ظل هذه الظروف يكون ذلك محال ، رفقا بالشعب وبلده ايها العراقيون ان كنتم حريصين عليه فعلا والسلام .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.