اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

النهضة الثقافية الكلدانية في القرن العشرين (الحلقة الثالثة) -//- موفق السناطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

موفق السناطي

 

النهضة الثقافية الكلدانية في القرن العشرين

صراع بين ثقافة جيلين

-الحلقة الثالثة-

انتهت احتفالية الافتتاح والكل مأخوذ بنشوة الفرحة، فها هي المرأة تخرج من القوقعة لتجالس الرجل وتسامره دون قيود... وها هو جيل الشباب مزهوا بالانطلاقة التي حلم بها طويلا... أما كبار السن فلا تسعهم الدنيا، لقد قننو شرب الخمور داخل جدران النادي بدلا من تعاطيها في الخمارات هذا الانفتاح الذي كسر حاجز الاعراف، لقد ساور كبار السن بعض المخاوف والشكوك من انفلات الشباب والخروج عن سلطة العائلة والانسلاخ عن جذورهم الاصيلة وان عليهم ان لا يتخطوا الخطوط الحمراء وان يتمسكوا بالمسلمات التي تربوا عليها كي لا يقعوا في شرك شائك لم يكن في الحسبان هذه هي مفاهيمهم وثقافتهم التي لا تتعدى ما غرسه الاباء والاجداد في عقولهم.

أما الشباب الذي تحدى قانون العشرنة وعرف القبيلة وبدأ مسايرة ما يجري من حوله في العالم يريد تطويع المفاهيم القديمة لحضارة المدنية ومواكبة عجلة التقدم. ان افكاره المشبعة من علاقاته السياسية والثقافية ومن العلم والمعرفة وصراع التجاذبات بين قطبي الصراع في العالم من فكر ثوري وموجات المد الغربي بالاضافة الى سياسة الدولة التي تحاول تطويع الجميع للسير في ركاب ثقافتها. هذه النظريات والمفاهيم وضعته على المحك، انه جيل طموح قرر ركوب الموج العاتي والابحار وعليه أخذ الاخرين معه. جيل نضجت افكاره من فلسفة دستوفوسكي وتشيخوف ومورافيا ودكسن وهمنكواي، وسارتر واستهوته كتابات محفوظ وجبران والقدوس والمنفلوطي ولامست أحاسيسه قصائد السياب والماغوط وقباني. انه على يقين من القدرة على التغير فهو يماشي الايقاع السريع لحركة المجتمع وعليه ان يقود الاخرين لمسايره هذا الايقاع.

هو على علم انه صراع بين جيل محافظ وآخر متحرر جيل يتحكم على القيم التي تربى عليها وآخر يريد ان لا يكون خارج النص..

أذاً عليه ان يبدأ على عجالة لنشر افكاره واقناع الاخرين بها وها هي الفرصة مواتية.

لقد مرت فترة طويلة بعد حفل الافتتاح وكل شيء عاد الى السكون داخل جدران النادي بأنتظار مناسبة أخرى وقد تأخذ شهوراً، فبدون نشاطات سيتحول النادي الى مقهى مثقف تحت مسمى نادي كل ما يجري الان هو تجمع بعض الاعضاء للعب الورق والدومنة، انه ليس الانجاز الذي حلمنا به.

نظرة بسيطة لمستقبل هذا الصرح في القريب العاجل ان ابوابه ستقفل ويذهب الحلم ادراج الرياح. فوارد الانتساب لا يسد العجز والكل على يقين بانه لا توجد جهة تمول. لذا طلبنا أجتماع مع الادارة وطرحنا مجموعة افكار تم تبنى اهمها:

1- تقديم طلب للحصول على أجازة للعبة الدنبلة لاستقطاب اكبر عدد من الناس ليكون مصدرا ماليا لحل المشاكل المالية.

2- تخصيص يوم خاص للعوائل.

وبدأنا على عجل تقديم طلب أجازة لعبة الدنبلة، وتقرر ان يكون كل يوم أحد خاص للعوائل. وبدأت الاستعدادات في اللجنة الفنية للتحضير لاول أمسية عائلية.

حدثت مفأجئة لم تكن في الحسبان في أول أمسية، لقد جلب أحد أعضاء اللجنة الفنية مسجل كبير مع سماعة وتم أختيار بعض الاغاني الغربية من باب التغير. وعلى صوت الغناء داخل القاعة فبدأت حركة شبابية غير مسبوقة على المسرح. تقدم فاروق بطرس مع سعاد كوركيس وماهر كوركيس مع منى بطرس للرقص على أنغام السلو. كانت حالة غريبة لم يألفوها من قبل وحاولت من وجهه نظري ان أشجع فتقدمت مع مارلين داود الى المسرح مشاركا بالرقص.

كان الجميع في حالة أندهاش كانت نظراتهم كالسيوف ناحرة وكأننا مجموعة مارقة تحدت قانون العائلة.

أنتهت الرقصة واصبحت على يقين اني في مأزق كبير واني المسؤول عن هذه المهزلة. كان صباح السناطي يتابع ما يجري داخل القاعة فحاول أنقاذ الموقف فبدأ بالغناء واخذ مجموعة من الشباب بالرقص لتنتهي الامسية في وقت قصير وأنال عقابي بالطرد من المنزل بدعوة اني اقود جيل الشباب للانفلات الاخلاقي فكيف لي ان اراقص فتاة بشكل فاضح واشجع الاخرين على هذا النوع من الرقص المبتذل البعيد كل البعد عن اخلاقياتنا هذه وجهة نظرهم.

كان قرار أخي الكبير قاطع حيث كان في ذلك الوقت نائب رئيس النادي أنقضى أسبوع وانا خارج المنزل وبعد وساطات من ادارة النادي عدت ولكن في داخلي اصرار لدفاع عن افكاري بقوة.

تم دعوتنا لاجتماع موسع مع الادارة وبعد سجال لساعات طويلة اقنعناهم انهم على خطأ وان عليهم ان يمكنوا الشباب من العمل بحرية وان يتركوهم ان ياخذوا فرصتهم وان ما قدم في الامسية لم يكن خروج عن الاخلاق. بل انه عادي وعليهم مسايرة المجتمع المتحضر اذا ارادوا ان يكون لهم نادي عائلي اجتماعي ثقافي... وبخلافه ستقفل ابواب النادي الى الابد.

كان هذا هو الوتر الحساس فمسألة الفشل بالنسبة اليهم جرعة سامة بعد كل الجهد الذي قاموا به لتحقيق الحلم.

بناء على هذا المعطيات اقتنعوا بالامر وأخذ الشباب الضوء الاخضر لبدأ المسيرة الحقيقية لجيل الشباب الواعد.

استحصلنا على أجازة الدنبلة وتقرر ان يكون يوم الاربعاء من كل اسبوع خاص للعبة الدنبلة. لقد تم أعتمادي مع منير توما لادارة الدفة كانت البداية مشجعة جدا فكان الحضور غير متوقع وأخذ بالازدياد مما اجبرنا لاضافة يوم الجمعة ايضا.

لقد كنت موفقا مع اجواء الدنبلة وبجدارة فلقد حباني الله بسرعة البديهية وسلاسة اللغة مما مكنني من السيطرة على المجاميع الغفيرة في يومي الاربعاء والجمعة، وهذا ما أفادني لاحقا في مجال الفن ولاقيت قبولا ممتازا لدى الجماهير.

لقد أخذ النادي بالانتعاش ماديا وأجتماعيا وتعاقبت الامسيات وتزايد الحضور بكثافة وهذا ما كنا نصبوا اليه وعلينا ان نحافظ على هذا الجمهور قبل ان يصيبه الملل. وكانت فكرة العمل المسرحي مطروحة وجاهزة للتنفيذ، فكانت البداية مع: كوكس وبيكا.

هذه الشخصيات التي نالت اعجاب الالاف من ابناء جلدتنا فما هو سر نجاحها لتقودنا الى أول عمل مسرحي متكامل.

 

تابعوني

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.