اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

اضواء على تجربة المسرح السرياني في العراق -//- جوزيف الفارس

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

جوزيف الفارس

اضواء على تجربة المسرح السرياني في العراق

الناطقين باللغة السريانية , شعب له حضارة وثقافة , منحت للعالم من علومها وثقافتها, ماسجل للانسانية حضورا متميزا عن جميع حضارات العالم, ويكفيك من اسم نينوى وبابل واشور ونبوخذ نصر, ان تتعرف على ماكانت لتلك الفترة التاريخية من  مستجدات العلوم الفلكية والانظمة والقوانين, وتطور الحالات الاجتماعية, وعلى ضوء  الاوضاع الاقتصادية والتي كانت تسير على نظام اقتصادي, بنى عليه المجتمع الحضاري في بلاد الرافدين حضورا متميزا, غيرت من البنى الثقافية والفنية لبلدان العالم, واثرت على معالم علومها وحضارتها, مقتبسة من حضارة بلاد الرافدين منهاجا في حياتها الاجتماعية والاقتصادية والفنية والادبية, ويكفي ان لمسلة حمورابي والتي من خلالها تعلم الانسان الانظمة وسن القوانين والاحكام التي سادت انذاك, ان تشع بمضمون احكامها وقوانينها على العالم وعلى جميع الحضارات في الاحقاب الزمنية المتلاحقه .

وعلى مر السنين, اصبح شعب الرافدين, شعبا حضاريا له هويته الثقافية والعلمية, حيث برزت اسماء في حينها, اسماء مشهورة بالحكمة واهلا للمشورة العقلانية والتي اصبحت وقتذاك مرجعا للحكام لاستشاراتهم والاخذ بما يملون عليهم من القرارات الدنيوية والدينية, هكذا نشأت حضارة وادي الرافدين, وتعاقبت الازمان واستحوذت على هذه الحضاره شعوب همجية غايتها محاربة كل ماهو متطور وخلاق وله من المعالم المتطوره, ليستطيعوا ان يمحوا الهوية لذالك الشعب العظيم, شعب نينوى وبابل, وبرز من الشخصيات ممن بنوا لشخصياتهم هالات من الثقافة والحكمة هي بالاساس ليست لهم ولا يملكونها, الا من خلال التداعي المزيف, والاعتماد على من كان يساعدهم بهذه النجومية, لقاء اجرا كان بعض المثقفين يستفيدون منهم ثمنا لجهدهم الثقافي والذي كانوا يهبونه لغيرهم .

وانا  في جريدة بانوراما, ومن هذا المنبر المقدس, لا ارغب الا الحفاظ على الحقائق, والبحث عن جهد الاخرين وابرازه للعيان, ليطلع عليه الناطقين باللغة السريانية, والعالم اجمع, على عطاء الرواد اللذين ضحوا بالغالي والنفيس, ورسخوا مبادىء افكارهم, كقيم وقوانين لرعاية الانسانية والذود عنها والدفاع عن حقوقها, هؤلاء الرواد هم من شقوا طريق الحياة الصعبة واختراق حواجز المعانات وتصديها, لتثبيت بعض الركائز والاصرار على ان يمضوا في هذا الطريق لتحمل هذه المعانات, من اجل الحفاظ على تاريخ هذه الحضارة العريقة, وعلى ماقدمته لشعبها وللعالم, والسير على نفس الخطى, للمواصلة في تطبيق منهاجها وتطويره, وعلى ضوء المستجدات الثقافية والادبية والفنية, واعادوا الى حاضرنا الصفحة النظرة لتاريخ الناطقين باللغة السريانية من الكلدان والاثوريين والسريان, وتحقق من خلال هذا الجهد ومشكورين على ذالك كل ماتمخظت مسيرتهم من الانجازات والثوابت العلمية والثقافية والادبية, والتي اثبتت انها امتداد من الماضي التليد وللحاضر, مستمدين قوة سعيهم في اندفاعهم من تاريخهم العظيم  بالبحث والتقصي عن حضارة الماضي , لديمومة مسيرته باتجاه المستقبل  وللزمن المعاصر الذي نعيشه.

هذه الحقائق الملموسة اذكرها الان, لان التاريخ يعيد نفسه بنفسه من خلال انبثاق طبقة اللا مثقفون واللافنانون, ادعوا لانفسهم ماليس لهم ومن دون خجل, لطمس معالم الحقيقة التي منها تعلموا واسترشدوا, وساروا على نفس الخطى, غير ابهين بجهد من سبقهم بالخبرة والتجربة والثقافة والتحصيل العلمي , وطمس حقائق اجتهادات وتجارب غيرهم, في اي محفل او لقاء, مدعين انهم السباقون في ترسيخ هذه المسيرة للمسرح السرياني, وغايتهم من هذا اضفاء هالة على اسمائهم لنيل شهرة مزيفة, ولم يعلموا بان للتاريخ صرخة ستدوي في عالم سمائهم , ليأتي يوما يصحون على حقيقة وهي ------ان الغربال لا يجمع الماء فيه , وكما لا يستطيع الانسان ان يستظل تحته .

ولهذا كله احمد الله على اننا مازلنا احياء , ونتنفس من هواء هذه الارض الواسعة, لنعيد نصاب الحقائق الى اوضاعها الحقيقية, مستندين في ذالك الى الوثائق والحقائق مما عندنا من الارشيف , شهادة على صحة ادعائاتنا  .

وبكل فخر واعتزاز, يسرني ان انشر مثل هذه الحقائق عن ظهور اول عمل مسرحي باللغة السريانية, وعن طريق شابات وشباب امنوا بمسيرة تاريخهم الفني, ورجال عظام ازروا هذه المسيرة وهم اعضاء نادي بابل الكلداني في بغداد, والمتمثل بهيئته الادارية والهيئة العامة, وكذالك نادي التعارف الاهلي, ونادي الاخاء في بغداد, حيث انطلقت اشعاعات التجربة المسرحية السريانية ( كوكس وبيكا ) والتي كانت من تاليف موفق السناطي واخراجي, هذه الاشعاعات بزغت على نادي بابل الكلداني, والذي مسك بزمام القيادة لهذه المسيرة, وتمخض عن عمل رهيب جبار وتجربة رائدة , ليس لكوني كنت مخرجا لهذا العمل, وانما المستمسكات بالادلة والبراهين التي شهدت على صحة هذه المسيرة الفنية المسرحية ومن خلال مسرحية الارض والحب والانسان بتاريخ 7-9-1972 من على مسرح بغداد خلف سينما النصر .

كانت هذه الانطلاقة, هي البداية الحقيقية لانطلاق وانبثاق المسرح السرياني الى حيز الوجود بتجربة اختلفت عن سابقتها من التجارب المسرحية والتي كانت تعرض من على المسارح الصغيرة في داخل الاندية وبامكانيات وتقنيات محدودة, لا يمكننا ان نحسبها تجارب ناضجة ومتكاملة من حيث مقومات عناصر الاخراج المسرحي, ان مسرحية الارض والانسان, هي الانطلاقة الحقيقية لمسرح متكامل, حقق من خلالها الفنانون السريان تجربة رائدة لعرض مسرحي باللغة السريانية ( السورث ), هذه التجربة الفريدة , اختلفت عن التجارب السابقة وكما ذكرنا , وبشهادة الصحافة والنقاد والفنانين السريان انفسهم ان صح التعبير , واللذين ساتي على ذكر راي كل واحد منهم وماتحدثوا عن هذه التجربة , في تصريحاتهم ومقالاتهم الثقافية , انها شهادة تنطلق من اهلها للتاريخ , لتبقى مراة تعكس حقيقة ماتمخضت اعمال الفنانين الرواد من السريان والناطقين باللغة السريانية , على مسيرة تاريخية فذة في حينها .

منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية

بعد منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية في العراق من قبل النظام لحزب البعث الحاكم انذاك , وعلى اثر هذا القرار, تم تشكيل تجمعات ثقافية وادبية وفنية , وتاسيس اندية اجتماعية سريانية ,وجمعيات ثقافية وفنية والمتمثلة بالجمعية الثقافية للناطقين باللغة السريانية والتي كان رئيسها السيد الاستاذ هرمز شيشاكولا , وجمعية الفنانين الناطقين باللغة السريانية والتي كان رئيسها الاب الفاضل فيليب هيلايي , بعدما كانت الاندية الاجتماعية السريانية قليلة فيما قبل هذا القرار , باسثناء نادي الثقافي الاثوري , ونادي الرياضي الاثوري , ونادي العلوية ونادي الهندية ونادي الارمن في الصناعه ونادي المشرق ونادي الفقير والمخصص لحفلات الزواج فقط , الا ان هذه الاندية ليس لها خصوصية الانتماء باستثناء الاندية الاثورية (الثقافي والرياضي) (ونادي الارمن) الا ان بعد صدور قرار منح الحقوق الثقافية ظهرت للوجود اندية سريانية اجتماعية وفنية كما ذكرت انفا , منها نادي الاخاء الاهلي, ونادي التعارف , ونادي بابل الكلداني , ونادي نينوى , ونادي نمرود , ونادي اور , ونادي العائلي السرياني في الدورة , وكثيرة هي, عذرا ان لم اذكر بقية الاندية لا لشيىء الا لانني لا اتذكرها جميعها باستثناء الاندية والتي كانت معروفة بانشطتها الفنية والادبية ,   هذه الاندية الجديدة , اضافة الى الاندية السابقة , اخذت على عاتقها ترجمة قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية , باقامة الامسيات الشعرية , ومهرجانات الاغنية السريانية السياسية , والعروض المسرحية والتي كانت مقتصرة على بعض الاسكتشات الكوميدية والفكاهية تعرض من على مسارحهم الصغيرة في  الامسيات والسهرات العائلية تقيمها الاندية الاجتماعية السريانية  لمنتسبيها من اعضاء الهيئة العامة , ولهذه الكثرة والعدد من الاندية السريانية اصبحت الحاجة الى انطلاقة جدية لتقديم نشاط فيه من الامكانيات مايعكس الوجه الثقافي والحضاري للناطقين باللغة السريانية , ففكرت في تاسيس فرقة مسرحية مركزية يتم تشكيلها من انديتنا السريانية , فاجتمعت باللجان الفنية لاندية الاخاء والتعارف وبابل الكلداني , وطرحت الفكرة للنقاش , فظهرت للعيان مشكلة اختلاف اللهجات , انما هي بالحقيقة ليست بمشكلة , الا ان الاندية طرحت هذا الامر على انه عائق في تقديم نشاط موحد لمسرحية سريانية , واخذ النقاش يطول , وياخذ ويعطي ومن غير فائدة تجنى , وفجأة عرضت عليا اللجنة الفنية في نادي بابل الكلداني , مهمة احتضان فرقتهم الفنية , والمتكونة انذاك من هواة للغناء والتمثيل , واخبروني بان لديهم نص مسرحي جاهز ومتكامل باللغة السريانية ( السورث ) من تاليف الاخ العزيز جلال عيس يلدكو ومطبوعة بالسورث الكرشوني , وبعد ان لمست جدية العرض من قبل اللجنة الفنية والمتكونة انذاك من السيد جلال شامايا رئيسا للجنة والسيد سعيد وكيلا سكرتير اللجنة وعضو الهيئة الادارية للنادي , استجبت لطلبهم, فقدموني الى الهيئة الادارية للنادي والتي كانت برئاسة الاخ سنحاريب ساكو, وعضوية كل من الاخ سعيد وكيلا والاخ عبد شكوانا والاخ داود جولاغ  والاخ سامي محاسبا, وكلفوني رسميا باخراج النص المسرحي الارض والحب والانسان للاديب السرياني الكلداني جلال عيس يلدكو, عضو الهيئة العامة في النادي ,واشاروا علي بقراءة النص وابداء مدى صلاحيته للعرض المسرحي, بالحقيقة النص كان متكاملا الا من بعض التغييرات في تسلسل المشاهد واضافة وحذف بعض المشاهد , وصار الاتفاق على البدء بالتمارين , بعد تهيئة النصوص , لرغبتهم بعرض هذا العمل خارج نطاق النادي , اي عرضه من على مسرح بغداد خلف سينما النصر , فتعرفت على اعضاء اللجنة الفنية للنادي وكانوا من الشباب المثقفين والادباء ممن لهم شأن في اقامة الانشطة الثقافية والفنية للنادي ,وعلى مااذكر كان السيد جلال شامايا رئيسا                                                                                    السيد عبدالاحد سورو عضوا

السيد سعيد وكيلا عضوا

السيد سمير يونان عضوا

السيد ناصر اسمروا عضوا

واللجنة الفنية للنادي كانت متكونة من 23 عضوا من الشابات والشباب وساتي على ذكر اسمائهم لاحقا , فبدأت التمارين والتدريبات والتي اخذت مني مايقارب الشهرين وبعدها اعلمت ادارة النادي , انني على استعداد لاستلام مسرح بغداد لاجراء التمارين الاخيرة على الديكور والاضاءة والملابس , وتم حجز المسرح والذي كان بعهدة فرقة مسرح الفني الحديث  وبعد الجنرال بروفة , ابتدأ عرض المسرحية بتاريخ 7\9\1972 ولمدة سبعة ايام , ولاقبال الجمهور على مشاهدة العرض المسرحي , تم تمديد العرض ليومين اخرين , وبهذا التاريخ ظهر اول عرض مسرحي باللغة السريانية , اشاد بها النقاد من الصحفيين منهم الناقد المسرحي علي زين العابدين , ورياض شابا عن جريدة الثورة والمرحوم جميل روفائيل عن جريدة العراق , وانا اتذكر ان لفيف من اساتذة مدرسي القوش جاؤو من القوش لمشاهدة العرض المسرحي , ومن ثم عادوا من نفس الليلة , وبعد مضي سنين طويلة وعند مراجعتي لطبيب الاسنان الدكتور هاني والذي كانت عيادته في الدورة فاجئني بانه كان قد صور المسرحية ولديه نسخة منها , اما كيف , فلا اعرف .

المهم ------- انني في هذه المقدمة وبالتاريخ والمثبت في قسم الارشيف والوثائق في دائرة السينما والمسرح , والموثقة من قبل الباحث المرحوم احمد فياض المفرجي , لم تكن فرقة شيرا هي اول فرقة سريانية عرضت اعمالها باللغة السريانية , كما ذكرها الاخ هيثم ابونا , له كل الحب والاحترام في تصريحه لجريدة بانوراما , وازيد على ذالك ليس لاحد منا يستطيع نكران جهد الاستاذ كورييل شمعون في هذا المضمار ولا جهود الاخ الفاضل يوسيفوس في عروضه المسرحية باللغة السريانية ولا جهود الفنان روميو يوسف ولا جهود الفنان سامي ياقو  , ولا جهود اعضاء اللجنة الفنية لنادي الاخاء ونادي التعارف في خطواتهم الجبارة  , مهما كانت خطواتهم بسيطة ,وعلى ضوء الامكانيات المتيسرة لديهم , انما لا ننسى ان المسيرة الجبارة تبدأ باول خطوة  .

اعزائي واخوتي , انا حينما اعرض لكم حقائق عن تقديم اول عمل مسرحي , لست بصدد من كان الاول او الثاني , لاننا لسنا في سباق المسافات الطويلة ولا في سباق الماراثون , انما للتاريخ  حقيقة يجب الاعتراف بها حفاظا على جهد الاخرين من الرواد والذي يجب ذكر جهدهم في هذا المضمار ليتسنى لنا الافتخار  بالحفاظ على ديمومة الاستمرارية وتكملة مشوار مابداه الرواد من مسيرتهم باتجاه المسرح السرياني , والمشاركة في تطوير عروض هذا المسرح , وتقديم اساليب جديدة في الاخراج ليتسنى لنا الافتخار بابنائنا من الفنانين المثقفين  .

نحن ان اتينا على ذكرالفرق المسرحية والمجاميع الفنية انذاك , فهي كانت موجودة , انما كانت مرتبطة ارتباط اداريا عن طريق ادارات انديتها وغير مستقلة بهيكليتها , انما فرقة شيرا لها كل الحب والاحترام , انها فرقة انبثقت لحاجة الفرق المسرحية لاستقلاليتها  وبموافقة وزارة الثقافة والاعلام عام 1993 وبخمسة مؤسسين وقد قدمت في حفل التاسييس اوبريت ( شيرا ) من تاليف الاستاذ سعيد شامايا واخراج الفنان فريد عقراوي , وبتكوين هذا الهيكل الفني لفرقة شيرا , هو مفخرة لكل الناطقين باللغة السريانية , اخذت مسارها الصحيح بتقديم عروضها الفنية , والتي رسخت من خلال هذه العروض المسرحية  تجربة رائدة في مسار تجربتها الفنية , لا يمكن لاي من كان نكران ما قدمته هذه الفرقة من نتاجات فنية اغنت من خلال عروضها تاريخا حافلا بعطائها الثر .

انما  ---- اذا اتينا على مقارنة الاعمال المسرحية للجان الفنية والتابعة للاندية السريانية , وبالذات نادي بابل الكلداني ونادي التعارف الاهلي , كانت اعمالهم باللغة السريانية لا تقل بحرفيتها ولا بجودة عروضها وابداعاتها عن بقية العروض المسرحية لكبار الفرق المسرحية العراقية , وكانتى كالاتي :

اولا ----- مسرحية الارض والحب والانسان , تاليف جلال عيسى يلدكو واخراج جوزيف الفارس , سنة                    1972 .

ثانيا ---- مسرحية الحصاد , تاليف جلال جلو , واخراج غازي ميخائيل , سنة 1973 .

ثالثا ---- مسرحية كشرادلالي , اعداد جلال يلدكو بالسورث والمعدة عن مسرحية جسر ارتا للكاتب اليوناني                جورج ثيوتوكا  واخراج حكمت داود , سنة 1976 .

اراء الصحافة والصحفيين

هنا اعزائي  القراء لم ينحصر اعجاب العمل المسرحي ( الارض والحب والانسان ) بالجمهور المشاهد فقط , انما ماتناوله النقاد من تقييم كان تشجيعا ودعما معنويا لهذا العرض المسرحي , فقد كتب السيد رياض شابا في جريدة الثورة مقالا بعنوان( ثورة الكادحين ياللغة السريانية من على مسرح بغداد ) اشاد في هذا المقال بجهود العاملين وبقوة الاخراج من خلال تناوله العرض المسرحي بتقييم بعيدا عن المجاملة والانحياز , واعجابه بالنص والذي كتب ولاول مرة بلغة سريانية , عبر من خلاله الكاتب المبدع جلال عيس يلدكوا عن ملكته في تطويع الحوار السرياني بلغة حياتية فيه جانبا من الابداع في صياغة مفردات اللغة التعبيرية للغة السريانبة , وكذالك الصحفية المتالقة مريم السناطي  , اشادت في مقال لها عن الفرحة الكبرى والتي انتابت الناطقين باللغة السريانية , وهم يشاهدون شخصيات مسرحية تتكلم ولاول مرة بلغة الام , اللغة السريانية , وبعنوان بارز ( لغتنا السريانية تنطلق بحرية وارادة قوية في العيش والبقاء في مسرحية الارض والحب والانسان )  .

في الحقيقة ان الانطلاقة الاولى للمسرح السرياني ( السورث ) كان يتخللها شبئا من الصعوبات ولعدة اسباب منها :

اولا ----- عدم وجود جهة معينة تؤمن بانتاج عمل مسرحي ضخم , باستثناء مااقدمت عليه الهيئة الادارية                لنادي بابل الكلداني , وهي مشكورة لهذه الانطلاقة .

ثانيا -----  عدم وجود كادر فني له من الخلفية الثقافية والخبرة الاحترافية , ماتؤهله ان يقف واثق الخطى                 على خشبة المسرح .

ثالثا ------  ازمة العنصر النسوي في التمثيل في وقتها , كان من المعوقات الاساسية لتقديم اي نص مسرحي                باستثناء النصوص المسرحية والمقلة في عناصره النسوية .

رابعا ----- افتقار الساحة من كتاب الدراما السريانية , الا من لديه الطموح في خوض هذه التجربة , متاثرا بما يقراه من نصوص المسرحيات العالمية , والتي تاتي في بعض الاحيان بعيدة عن تمثيل واقع الناطقين باللغة السريانية عن مايعانيه من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية  .

الفنان السرياني وعظمة تجربته ضمن المسيرة الفنية :

لا اتناول  من خلال هذا العنوان اسماء لامعة في المسيرة الفنية للناطقين باللغة السريانية , انما افتخر بالارادة والملكة التي يملكها فنانوننا الناطقين باللغة السريانية  باتجاه حبهم للتغيير نحوى الافضل , وتسلحهم بالثقافة الفنية المسرحية , مما تمخظ عن مسيرتهم اسماء لامعة في سماء الفن المسرحي , كوكبة ضحت وحاولت التغيير من اجل اذلال كل المعوقات واكتسابهم من الثقافة بعد تخرجهم من معهد الفنون الجميلة واكاديمية الفنون الجميلة , فرشوا مسيرتهم بالورود , واغنوها  من ينابيع عطائهم الاكاديمي , واثمرت عن اعمال رهيبة , من خلال ثقلفتهم الاكاديمية والتي اهلتهم لمسك زمام امور الابداع والتالق لمسيرة المسرح السرياني , والتي عملت على ظهوره من جديد بتجربة مكللة بالثقافة والتحصين العلمي للثقافة المسرحية , وهذا ماتجسد في عروض مسرحية قدمتها فرقة شيرا للفنون المسرحية , ابهرت الصحافة والنقاد , واصبح لهذه الفرقة الفتية جمهورا مسرحيا من الناطقين باللغة السريانية , تتابع العروض المسرحية , وتطالب الفنانين بمتابعة مسيرتهم , مما شجعتهم على العطاء وباسلوب برزت من خلاله قدرة الفنان السرياني من ان يقف على اقدامه بثبات وامكانية عالية من الابداع والعطاء .

الشيخ والقضية

فبعد مسرحية الارض والحب والانسان ,والذي خاض من خلالها نادي بابل الكلداني ريادة العرض المسرحي , تشجع نادي التعارف العائلي , في خوض ثاني تجربة لعرض مسرحية باللغة السريانية ( الشيخ والقضية ) وهي من تاليفي وسرينة الاديب الراحل عبد الاحد بنيامين  , حيث عرض عليا نادي التعارف العائلي , فكرة انتاج مسرحية بالسورث , وبعد تفكير عميق , وخوفي من صعوبة خوض التجربة الثانية للمعوقات التي ذكرتها انفا , الا ان حب العمل في هذا المسرح , وتادية الامانة الملقاة على عاتقنا نحن الفنانون السريان لدعم هذا المسرح الوليد , ولهذا وافقت على اقتحام التجربة الثانية في اخراج مسرحية الشيخ والقضية لنادي التعارف العائلي , والتي عرضت من على مسرح بغداد وبنجاح منقطع النظير , شارك في تقديم عرضها شباب واعي وفنانون مؤمنون ماللخشبة المسرحية من قدرة على تغيير واقع الناطقين باللغة السريانية نحو الافضل , وكانت مساهمة جادة خاضها نادي التعارف العائلي بكل ثقة واقتدار , فسجل للمسيرة الفنية وللتاريخ على خوض ثاني تجربة مسرحية ناجحة , لم تقل بابداعات عرضها عن مسرحية الارض والحب والانسان , حيث جسد شخوص هذه المسرحية فنانون الو على انفسهم انجاح هذه التجربة الثانية منهم الفنانة السريانية  عضوة الفرقة القومية للتمثيل مريم الفارس , والفنان المبدع موفق السناطي مصاحبا اياه الفنان صباح السناطي اضافة الى الممثل المقتدر لويس السندي , وممثلون اخرين جسدوا العرض المسرحي بنجاح ابهرت الجمهور المشاهد , ونالت من الدعم الادبي والتقييم من قبل الصحافة العراقية , واخص بذالك , جريدة الثورة وجريدة الفكر الجديد بعددها ال 26 والمؤرخة ب 17\12\1972 والتي تصدرت عنوانا للمسرحية بمساحة واسعة (الثورة الفلاحية من على مسرح بغداد ) حيث تناولها الصحفي المبدع المرحوم جميل روفائيل قائلا : عظمة هذه المسرحية انها كانت بلغة السورث , حيث تمكن الاديب عبد الاحد بنيامين من تطبيع المفردات السريانية والحوار الدرامي باسلوب لم يقل قدرة عن ابداعات جلال عيس يلدكو في مسرحية الارض والحب والانسان , حيث تمخضت هذه المسيرة للمسرح السرياني عن توئم لمسرحيتين سريانبتين ناجحتين , اثبتت على قدرتنا الثقافية والتي هي امتداد لحضارتنا في ارض الرافدين . ارجو ان اكون قد ساهمت بتسليط الضوء للعروض المسرحية السريانية للفترة مابين 1972 وحتى سنة 1976 , لانني في هذه الفترة ومابعدها باشرت باستلامي مهمة الاشراف المسرحي للمسرح العمالي وتركت تكملة المشوار وتادية الواجب لشعبنا لاولادنا من الفنانين المبدعين ارجو ان يسعفونا بما جادت اعمالهم من الاعمال المسرحية ليطلعى عليها شعبنا واليكون على بينة من مسيرة هاذا الصرح العملاق , الا وهو المسرح السرياني , ولكم مني اجمل التحيات , وعذرا ان كنت في طرحي هذا قد نسيت بعض الحقائق راجيا ممن عندهم المعلومات الاضافية اكثر مما قدمت , طلرحها من خلال الوسائل الاعلامية و المقروئة والسمعية والمرئية و وانا مااردت من هذا الا تجسيد الحقائق لتكون على بينة لشعبنا من الناطقين باللغة السريانية.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.