اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

النهضة الثقافية الكلدانية في القرن العشرين (الحلقة السادسة) -//- موفق السناطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

النهضة الثقافية الكلدانية في القرن العشرين

(الحلقة السادسة)

موفق السناطي

كانت السلطة تعمل بهمة لرصد تحركات كافة النشطاء من كافة الاحزاب والتنظيمات الخارجة عن سلطتها لكي تحكم قبضتها على زمام الامور. كان عليها ان تكشف الجميع وللوصول الى الهدف عليها ان تشجعهم للعمل بشكل علني لذا خططت بذكاء ودهاء ووقعت اتفاقات وعقدت جبهات واصدرت بيانات ودعت الجميع للعمل علنا. وكانت البداية مع اتفاق 11 آذار مع الاكراد.

استبشر الجميع خيرا ظنا ان الحكومة تعمل لتحقيق الديمقراطية وارساء قواعدها وبدأت الاحتفالات الرسمية والشعبية في عموم القطر وكانت لنادي الاخاء مساهمات فعالة. حيث شاركنا مع اتحاد معلمي كردستان في الاحتفالية الشعبية الجماهيرية الكبيرة التي اقيمت في منطقة صدر القناة. حيث قدم النادي فرقة الرقص الشعبي وقدمت عروض من فولكلورنا الكلداني لوحات راقصة مع أغنية 11 آذار بالمناسبة من كلمات يوسف ميخائيل والحان خضر السناطي وقدمها مطرب النادي صباح السناطي. وكان هذا أول اشتراك لنا في حفل كبير في اول ذكرى لأتفاق 11 آذار.

ثم شاركنا في الحفل الرسمي الذي اقامته الدولة على مسرح الجامعة المستنصرية بنفس المناسبة حيث كان برنامج بساط الريح الغنائي للثنائي موفق السناطي وصباح السناطي ضمن برنامج المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون.

كانت مساهمتنا نابعة من ايماننا بقوة اللحمة والروابط بين أبناء العراق كافة من عرب واكراد واثوريين وبقية أبناء الوطن في 16 نيسان 1972 أعلنت السلطة بيان منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية. راودتنا الشكوك حول طرح البيان بهذا الشكل والغاء أبناء العراق الاصلاء. كانت خطوة لدق اسفين الفرقة بين مجاميع السكان الاصليين لوادي الرافدين. ولكنه على الاقل انه اعتراف رسمي بحقوق ابناء شعبنا المسلوبة.

بدأت الاستعدادات في كافة الاندية الكلدانية والاثورية لاطلاق مسيرة احتفاء بهذا الانجاز وتم الاتفاق على يوم 21 نيسان 1972 كانت المسيرة حاشدة ضمت كافة الاندية، وكان خط اتجاهنا الى وزارة الداخلية في جانب الكرخ وعند الوصول الى خط النهاية أمام بناية الوزارة كان وزير الداخلية سعدون غيدان في احدى شرف الوزارة حيث حيا الجماهير والقى خطابا بالمناسبة.

ثم انفضت المسيرة وعدنا ادراجنا الى النادي حيث كانت الاستعدادات على قدم وساق للتهيئة لحفل كبير على مسرح النادي في الثلاثين من الشهر. كنا مكلفين في اللجنة الفنية للقيام بالمهمة. استعدينا استعداد غير مسبوق ليكون الحفل على مستوى الحدث. عليه استغلينا علاقاتنا مع فناني الصف الاول في العراق حتى ظن الناس انها حفلة للمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون لكثافة مشاركة الفنانين. حتى الديكور، استعملنا ديكور من تلفزيون بغداد بمساعدة مسؤول قسم الديكور السيد سامي البازي.

كانت حدائق النادي مليئة للاخر وكان البرنامج حافل بحيث تقاسمنا انا والمطرب فاروق هلال رئيس جميعة الموسيقين تقديم فقرات الحفل.

شارك من المطربين: فاضل عواد، سعدون جابر، فؤاد سالم، أمل خضير، عبدالصاحب شراد، فاضل رشيد، وستار جبار بالاضافة الى مطرب النادي صباح السناطي.

اما ضيوف المسرح والتلفزيون كانوا كريم عواد، سليمة خضير، فاطمة الربيعي، زهرة الربيعي، فاضل خليل، فوزية الشندي، والملحنين طالب القرغولي، ومحمد جواد اموري. ومذيعات التلفزيون: سهاد حسن، فاتن حسن، ورئيس تحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون سعد البزاز. استمرت الحلفة حتى ساعات الصباح الاولى. كانت مناسبة تحفر في الذاكرة.

الحدث الطريف اني كنت على اتفاق مع مؤسسة السينما والمسرح للعمل في فلم "رأس الملك سنطرق" وكان يوم التصوير المقرر هو يوم الجمعة بعد حفل النادي. وكان موقع التصوير في مدينة الحضر الاثرية. كنت مكلفا بمجاميع الكومبارس وكان عددهم 26 كبل كان الاتفاق ان نكون امام النادي في الساعة السابعة صباحا استعدادا للسفر كان جميع الكادر الفني للعمل متواجد في الموعد المحدد مع المخرج ومعدات التصوير مع حافلات المؤسسة لتقلنا الى موقع التصوير، كان الجميع في انتظار مجموعة الكومبارس فلا يمكن التصوير من دونهم وانا كنت في سبات عميق بعد جهد الحفل حيث غادرت النادي في الرابعة صباحا انتظروا الى الساعة العاشرة. ثم عادو ادراجهم وفي اليوم الثاني علمت انني ممنوع من الدخول الى مؤسسة السينما والمسرح نهائيا.

في تموز عام 1973 عقدت الدولة جبهة مع الحزب الشيوعي العراقي ليبدأ الحزب عمله علناً. فبدأت المؤتمرات والندوات الثقافية وكان نصيب النادي في هذا الموج الثقافي، اقامة أمسية شعرية لشاعر العراق الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وكانت بعنوان "خيمة على مشارف الاربعين"، اكتظ النادي بالزوار وكان من الحضور الشاعر الشعبي زامل سعيد فتاح ومعه شاعر شاب اسمه قاسم لا يحضرني اسمه الكامل وبدأت الامسية وكنت أديرها مع الصحفية مريم السناطي. وبعد ان استمعنا الى الكثير من القصائد الرائعة، طلب مني زامل ان اقدم الشاعر الشاب بقصيدة شعبية بالمناسبة كانت القصيدة ثورية نارية الهبت اكف الحاضرين بالتصفيق مع كل مقطع... ايقنت ان رجال الامن سيكونون في باحة النادي بدقائق طلبت من زامل ان يخرج الشاعر الشاب، لم تمض دقائق ليكون ازلام النظام في ساحة النادي.

طلبوا مني توضيح عن الشاعر والقصيدة اجبتهم انطلاقا من مفهوم الجبهة قدمته ولم اكن اعلم مضمون القصيدة كان الطلب وليد اللحظة... لقد تم انذاري بعدم القيام بأي نشاط ثقافي داخل النادي بعد اليوم وفعلا هذا ما حدث. الى كان مهرجان افرام وحنين الذي تبنته الدولة ورصدت له ميزانية خيالية وسلمت مهمة الاشراف على المهرجان للمطران اندراوس صنا وبدوره طلب مساعدة الناشطين في الاندية وكنت من ضمن من أختارهم للقيام بالمهمة.

كانت الدولة تعمل اعلاميا عن النهضة في العراق وفي حقيقة الامر كانت لذر الرماد في العيون حيث كانت في السر قد وضعت يدها على كل النشاطات وكشفت الجميع لتبدأ عمليات التصفية لجماعة الجبهة الوطنية وليفرط عقد 11 آذار وتبدأ مرحلة جديدة في ميادين النوادي الكلدانية.

ــــــــــــ

تابعوني

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.