اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

خطة (غزوان حامد) لتحرير الموصل ..!!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

خطة (غزوان حامد) لتحرير الموصل ..!!

علي فهد ياسين

 

نشرت صحيفة الشرق الاوسط (سعودية التمويل) في عددها اليوم، تصريحاً لعضو مجلس محافظة نينوى (غزوان حامد) ، أعلن فيه أن (خطة) تحرير الموصل المعدة من وزارة الدفاع العراقية، ستنطلق في بداية العام القادم بمشاركة (80) ألف عنصر، وأضاف أن هذا العدد سيكون متوفر من القوات الاتحادية التي (ستأتي) من بغداد وشرطة نينوى وقوات البيشمركة الكردية، وأضاف (عندما تحرر القوات العراقية (الشرقاط) الواقعة جنوب الموصل، ستتجه للسيطرة على (القيارة) ، وبذلك ستصبح الموصل محاصرة من جميع الاتجاهات ) ! .

هذا الـ (عضو) الذي أطلق تصريحاته الى مراسل صحيفة الشرق الأوسط السعودية في أربيل (دلشاد عبد الله) ، ليس لدينا أية معلومة عن دوره أثناء أجتياح عصابات (داعش) الاجرامية لمدينة الموصل، باعتباره ضمن قيادة مجلسها المنتخب، ولا عن أسباب وجوده الى الآن في أربيل، فيما تخوض القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي الساند لها وقوات البيشمركة الكردية قتالاً ضارياً في أكثر من موقع في محيط الموصل وباقي المناطق الأخرى لاستعادتها من قبضة الأرهاب، كما لانعرف من خوله لعرض كل هذه التفاصيل لصحيفة معروفة الاتجاهات والتمويل والأهداف وفي هذا التوقيت بالذات؟

لقد تضمن تصريح الـ (عضو) تفاصيل محدده عن أعداد القوات وأتجاهات تنفيذ خطة التحرير وتوقيت الشروع وتسمية الأطراف التي ستقوم بها، قبل تنفيذها بستة أسابيع على وجه التقريب، وهي مدة كافية لأية جهة مستهدفة للقيام بموجبات المواجهة لأفشالها، ليس هذا فقط، أنما الأمر الأكثر أهمية يأتي هنا بشقين، الأول هو كيف وصلت (خطة) وزارة الدفاع لتحرير الموصل (اذا كانت هي فعلاً موجودة بهذه التفاصيل) الى هذا الـ (عضو) الموجود في غير موقعه المفترض أن يتواجد به في هذا الوقت الاستثنائي؟ والشق الثاني، أذا كانت الخطة هي فعلاً كما عرضها، كيف يسربها للاعلام (واي اعلام)؟ وماهي الدوافع الحقيقية لهذا التسريب غير المسؤول؟ .

أما دور صحيفة (الشرق الاوسط) فيأتي منسجماً مع أهدافها في أكثر من محور، الأول هو أبراز ضعف الحكومة العراقية في الحفاظ على سرية مخططاتها لمواجهة (داعش) ، والثاني هو تقديم المعلومات المفيدة لـ (داعش) لتوفير الوقت الكافي لاستعدادها لمواجهة القوات العراقية، والأخطر من ذلك هو المساهمة في تعميق الخلاف بين المركز والاقليم لاضعافهما، من خلال تضمين الخبر تصريحاً خطيراً للناطق الاعلامي لوزارة البيشمركة العميد (هلكوت حكمت) ، جاء رداً على تصريحات (غزوان حامد) ، وكان نصه (لا أتصور أننا نستطيع في ذلك الوقت المشاركة في عملية استعادة الموصل) ، وهذا المضمون يمكن أن تستثمره جهات بعينها لافشال جهود التنسيق بين الطرفين بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ناهيك عن ردود الافعال الشعبية ضده في هذا الظرف العصيب .

ان الفوضى تتقاطع في كل الأحوال مع أصل المفاهيم الديمقراطية، وفوضى التصريحات غير المنضبطة في العراق ساهمت بشكل فاعل في كل اشكال الخراب التي نواجهها منذ سقوط الدكتاتورية، وأذا كان البعض (ممن يمتطون أحصنة مناصبهم) يعتقدون بأن الديمقراطية تسمح لهم بالتصريح كيفما يشاؤون وفي أي وقت ولأية جهة يرغبون، دون حساب لتأثير تصريحاتهم وخطورتها، فأنهم بذلك يساهمون في تقويض دعائم الديمقراطية وتسريع الاجهاز عليها وتفريغها من مضامينها الاساسية والضرورية في اعادة بناء المؤسسات وتطوير أدائها وصولاً لبناء العراق الجديد .

اننا ننتظر من الجهات المسؤولة، ووزارة الدفاع العراقية تحديداً، الرد العملي والقانوني على تصريح عضو مجلس محافظة نينوى (غزوان حامد) لجريدة (الشرق الاوسط) ، كما ننتظر اتخاذ أجراءات سريعة وحازمة لضبط فوضى التصريحات عموماً، والتصريحات الخاصة بالجانب الامني على وجه الخصوص، لأهمية ذلك في تفعيل الجهد العام المواجه لعصابات داعش ولكل قوى الارهاب على الساحة العراقية، ليس لأن ذلك من واجبات السلطات الثلاث في العراق فقط، انما لأنه يساهم في الحفاظ على دماء الابرياء الذين يسقطون يومياً مضرجين بدمائهم الزكية نتيجة لتلك التصريحات غير المسؤولة .

 علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.