اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ربيع التمزق العربي// كريم عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

ربيع التمزق العربي

كريم عبدالله

 

 

ان مايسمى (( الربيع العربي)) قد كشف عن امور كثيرة وخطيرة وصلت الى جذورنا وانسانيتنا وأيضا الى أخلاقياتنا .

فقد كان الشرق الآوسط (( المبتلى بأنشاء دولة اسرائيل– التي كونت تحالفات ظاهرة وغير ظاهرة ضد جميع البلدان العربية والأسلامية المجاورة وغير المجاورة )) والدول العربية تحديدا تمضي ضمن منظومة عالمية متفاوتة ، متصارعة ، ومتناقضة أحيانا ، وتمضي متأرجحة حينا ،ومستقرة حينا آخر(( كل دولة بدولتها )) .لكنها كانت محافظة على هويتها وكيانها في كل الأحوال .

وقد كان العرب خاضعين الى هذه المنظومة ومتأقلمين معها ومع صراعاتها بشكل وبآخر، وبأشكال متفاوتة من بلد الى اخر . وقد كانت الدول العربية بكل هذه التقلبات محتفظة بوجودها وهويتها ، وكان المواطن العربي يحتفظ بملامحه وشخصيته ومقومات وجوده ، بغض النظر عن كل التناقضات والملابسات والأختلاف في التوجهات .

واليوم ، وبعد اكثر من عقد من السنين على (( تحرير العراق )) واسقاطه ، وبعد عدة سنوات على (( هرج ومرج )) الربيع العربي  . نجد ان ماحصل ومايحصل انما هو عملية تفكيك واسقاط للدول والمجتمعات بتركيباتها المختلفة ، وخلق صراعات داخلية تستغرقها وتستنزفها بما يخدم غايات واقتصاد اسرائيل وامريكا ومن لف لفهما . وبما يعمق الضعف والهوان العربي كمجموعة او كاقطار متفرقة .

ونحن كشعوب عربية اثبتنا اننا فاشلين بكل المقاييس . واثبتت كل تعاليمنا وطقوسنا ومسيرتنا السياسية والأجتماعية (( والدينية بالذات )) فشلها الذريع في اثبات وجودها ومصداقيتها كهوية لنا . وتبين بشكل لايقبل الشك كم كانت تغذيتنا الفكرية والأجتماعية والأنسانية فاشلة وفاسدة من كل هذه المصادر .

فقد فشل المشروع القومي ، وفشل مشروع (( تحرير فلسطين )) والقدس (( عروس عروبتكم )) مع اعتزازي البالغ بقصيدة مظفر النواب . ولم يعد العربي (( منتصب القامة أمشي )) ، وانما استولى شجن الحنين و (( أحن الى خبز أمي وقهوة أمي )) ، الذكر الطيبلمحمود درويش وقضيته ، وأغصان الزيتون صارت تنثر على قبورنا ، أو أمام ابواب السجون والمعتقلات العربية .وصرنا نوزع ونقاسم قضيتنا بين المنافي .

فشلت كل المشاريع التي كانت أنظمة حكمنا السابقة توهمنا بها . والتي لأجلها تم جلدنا ، وجلد آباءنا وأجدادنا ، ووضعوا حملها ، وزرها ، وتبعاتها على كاهلنا ، واذاقتنا شظف العيش بأعتبارها القضايا (( المصيرية ! )) والهدف الأسمى لنا ، وتم جلد الأجيال العربية لقرون  ، منذ ان كنا طلاب مدرسة صغار ونحن نتبرع أحيانا بمصروفنا اليومي لدعم القضية الفلسطينية والعمل الفدائي . واصبحت هذه الهتافات مقياسا للولاء والوطنية وللعروبية لعدة عقود ، ونشأت انظمة حكم ، وتتوجت بناء على ذلك حكومات وزعامات فردية واستبدادية عاتية وظالمة بررت جبروتها وظلمها وطغيانها علينا بأسم (( الأهداف و القضايا الوطنية والقومية )) . واعتبرت اي خروج عن هذه المحرمات اومجرد المراجعة فيها خيانة عظمى ، وماأكثر الخيانات التي تم تلفيقها ، ومااكثر الرؤوس التي قطعت ، والوجوه والنفوس التي شردت لأجل هذه الأهداف العليا (( السامية )) . . حتى تبين انها مجرد هواء في شبك ، بالونات ، وفقاعات ، وضوضاء اسقطت بجرة قلم .

وصرنا كشعوب عربية نتطلع الى مستقبلنا المبهم من خلال العرافات وقارئي الطالع ونتهيأ لمصيرنا ومعاركنا الوطنية والقومية التي سننتصر بها قريبا . . ! . . من خلال (( ماغي فرح )) و (( ابو علي الشيباني )) وغيرهم . . اعتذر للكل ..

فأتجهنا الى المشروع الديني والى (( الأسلام السياسي )) ، وظهر من ظهر من الزعماء والقادة ، وأولي الأمر، وأمراء المؤمنين ، والمنظرين الذين حملوا على عاتقهم (( مصير )) هذا الأنسان العربي . وسرعان ماشكلوا انظمة ومنظومات سياسية – دينية (( لاأستطيع التطرق الى افكارها فأنا قصير الباع قي موضوعة الدين )) . لكني أستطيع ان اقول انها كلها (( تأتمر بأمر الله )) وسوف تقيم العدل وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . . . ؟ !!

وفي خلال فترة بسيطة جدا تمكنت من استقطاب هذه الشعوب الساذجة ، وشكلت انظمة أكثرشمولية ودكتاتورية ودموية من سابقاتها ، وأكثر ظلما وجورا من الأنظمة الفردية والشمولية السابقة ، ومايحصل في بلدان العالم الأسلامي والعربي خير مثال على ذلك .وأول الغيث كان قطرة دم ، حيث كفرت الشعوب بعضها وقتلت بعضها .واصبحت تطرح قيم وشعارات وتوجهات وتتبنى أمور غريبة لم يسمع بها أحد من قبل .

لابد ان نتذكر دائما ان هذا (( الربيع الأمريكي الأسرائيلي )) لايمتلك مقومات الثورات الشعبية التي تأتي بفكر واضح ، وتتبنى استراتيجيات الثورات الحقيقيةالتي سمعنا عنها وقرأنا افكارها وادبياتها في مختلف بقاع الأرض .

والقوى التي وصلت الى مراكز القيادة وتولت زمام الأمور لم يكن لديها برامج للبناء والتطوير وليس لديها فكر واضح وبرامج واضحة ، وبعض البرامج التي طرحتها كان من شأنها تدمير التكوين الفكري لهذه الشعوب ، واصبحت وسيلة لتسلق الأنتهازيين وسيطرة الفوضويين والكاذبين واللصوص والمشعوذين على زمام الأمور . وقد دعمت امريكا (( محررة الشعوب )) ذلك ، وغضت الطرف عما تسببت به لعباد الله الذين باتت تسحقهم وتطحنهم يوميا هذه الفوضى ، بذريعة (( الفوضى الخلاقة )) وهي الذريعة التي طرحتها امريكا (( كمشروع )) بعد فشل مشروعها بالكامل ، والذي لم يتبقى منه سوى هذه الفوضى التي تزكم الأنوف لتداري وجهها القبيح فيما اوصلت اليه الأموروكيف تردت على يدها احوال الشعوب ووصلت الى ادنى حال . وكل ماتبقى لدى امريكا هو الدفع بمختلف الأتجاهات لغرض خلط الأوراق على الشعوب في هذه المنطقة وتغذية هذه الفوضى التي تعتقد انها بعدها ستصل الى الحالة (( المستقرة )) التي تريدها والتي ستتشكل من نتيجة هذه الصراعات ، بعد أن يتم تعجيز واعياء شعوب هذه المنطقة بهذه الصراعات واغراقها بالكامل . وهذه جريمة لأجل أغراض وغايات امريكية - اسرائيلية بتمزيق المنطقة وتحويلها الى دويلات وكانتونات ضعيفة . حيث قامت بتفكيك هذه الشعوب وتعريتها ومن ثم تركها بدون حلول منطقية صحيحة ، وبدون معالجات صائبة ومناسبة ، واغرقتها بالفوضى والأقتتال ، ولم تأخذ بيد هذه الشعوب لأجل (( التحرير )) كما تزعم ، ولم توصلها الى الأستقرار والأنضباط كما تدعي بشعاراتها الزائفة .

ونحن كشعوب من الناحية الأخرى ، فشلنا في اثبات هويتنا ، وفشلت كل قياداتنا وزعاماتنا السياسية أو الدينية أو القبلية أو المناطقية أن تطرح مشروعها وتطبقه على الأرض وتحافظ على هويتنا كشعوب مضطهدة في كل العصور القديمة والحديثة ، وأثبتنا فشل تركيبتنا الأخلاقية أو الدينية . .

وضعنا ، وضاعت بلداننا في هذه المتاهة .

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.