اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لنخوض عالم الشباب بوروده وأشواكه// سعيد شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

لنخوض عالم الشباب بوروده وأشواكه

سعيد شامايا

 

يشغلني اليوم وضع شبابنا الذي بات يقلق الاباء دون أن يعطيهم اية فرصة لدراية واستيعاب واقعهم الفكري والاجتماعي ولفهم مايشغلهم، وهذا لا اقصد به تمرد غير تربوي من قبل الشباب تجاه الاباء وأنما انفصال واسع بين مستوى تشخيص الامور الحياتية والاجتماعية بينهما بعد التطورات السياسية التي فرضت نفسها دون اختيار اي فئة من سياسيينا لهم تاريخهم اومن مجتمعاتنا الشرق اوسطية، بل حلت ترعاها أنظمة سياسية لم يختارها الشعب بل فرضت عليه (المهم ما اتناوله عن اجوائنا في عالم الشرق الاوسط وما فرق بين الاباء والابناء فضعف تأثير الرعاية الابوية والتوجيه التربوي)، إتسم بإبتعاد البعض الكبير من جيل الشباب عن الاجيال الاعلى عمرا .

 

لقد توفرت بعد الانقلابات في بلداننا ظروف وامكانيات سلبية وإيجابية حلت فارضة نفسها على الشعوب، خصوصا بالنسبة لشباب أبناء الجيل المقهور الذي خرج من حروب أنهكته دون أن يكسب منها مصلحة وطنية او مفيدة لحياته أنما إستشهاد لا إيرادي او عاهة أقعدته ليمضغ الامه او شعور بالاحباط لاحلامه فلم يبق أمامه إلا أن يعيش ينشد استدامة حياته وحياة عائلته بسلام لا تشغله ما يدور حوله من تصرف يقرر مصير شعبه ووطنه لان ذلك من شأن السياسيين الذين اوصلوه الى حالته الماساوية (بالنسبة لتفكيره) هذه هي شعوبنا التي فقدت الثقة بالسياسة (لا حاجة لتكرار الخوض في الاوضاع السياسية في الوطن التي باتت مكشوفة حتى لبسطاء الناس) المهم في هذه البيئة الاجتماعية نما الاطفال شبابا لا يشغل آباؤهم الا سعادتهم وأمنهم بعيدا عن الاجواء التي عاشوها هم بل بعيدا عن اي وعي سياسي يكرر مأساتهم.

 

 الى جانب هذه الاوضع والاهداف توالت تطورات ايجابية علمية متاحة لكل طالب دون كلف مرهقة ودون مقدمات توعوية لحسن استخدامها او تلقي ما توفره من معارف واسعة متنوعة إنه الانترنيت ومواقعه المتعددة مثلا كوكول، يقف الاباء مقابلها صغارا بقابلياتهم الفكرية وما يملكونه من المعارف ليشعر الاطفال ومن ثم الشباب بهذا الواقع فيرونه جيلا مستهلكا صغيرا أمام حاسباتهم وما فيها من سيل المعارف وكل ألوان الحياة، عالم يُمَكن الشاب أن يستغني عمن حوله ليرشده وما بات الاطفال بحاجة الى الجد او الجدة لتروي له قصصا خيالية يراها ويسمعها منتجة بأحسن صورة وصوت في الصديق الجديد المستعد دوما لتلبية مطلبه، فبات التلفزيون والحاسبة خير صديق وأفضل من الاب والجد والكتاب، خبير في استثمارها ومعالجتها ليتلقي ما تمنحه من جيد وسيئ بعيدا عن عاداتنا وتقاليدنا، فاستجد في العائلة عالمان عالم الجيل الرجعي المستهلك وعالم الشباب المتنور باحدث ما ينضج من ابداعات واختراعات ومصادر غنية لمن يطلب وأفلام تنقل المتتبع الى عوالم بعيدة عن عالمه، في هذا الواقع والبيئة عاشت العائلة، إنتبه الواعون والمثقفون الى هذا الخلل الخطير وحاولوا إقحام أنفسهم في عالم الشباب الذي راح يرتاد التجمعات او الكازينوهات او التشكيلات الرياضية وصولا الى عالم الشباب لكن الشباب يجدون في هذا التدخل اعاقة وثقلا على نهجهم، وكأن الغاية إعادتهم الى علم ابائهم الخائب المظلم ويحرمهم من المنطلقات التي تعجل بها الشعوب.

 

 وسط هذا الانقطاع راح الشباب يعالج مشاكله وتطلعاته غير مبال بواقعه الاوسع من عالمه، تصدمه تجارب احيانا تكون كبيرة مظلمة تفقده اي حل او نور يرشده وكأن الحياة باتت مستحيلة لا تنفعه او تسعفه لينال ما طمح اليه وعاشه مع المستجدات العلمية والثقافية والحضارية فيستقر تفكيره في ذلك الموضوع، فإن اعاقته تجربة مهمة في عالمه الخاص ووجد نفسه عاجزا عن تجاوزها يتراوح  في دائرة اليأس منفردا يجد نفسه عاجزا خائبا او يجد الحياة عائقا لا تستحق رعايته ذليلا أمام هول ما فاجاه من غريب عن عالمه وإنه غريب فيه لا يستحقه فيختار الانتحار رافضا الحياة في بيئته التي بات يراها تافهة خارج مأساته ودون الرجوع الى أب او صديق او مرشد فينفذ ما يقرره محصورا ويأسه، هذا ما جعلني اليوم مساء اكتبه بعجالة متألما من خسارات موجعة المت بمجتمعي في القوش الحبيبة بفقدان شاب طموح مؤهل أن يكون نافعا بل معينا لشعبه بقابلياته، طالب في كلية الهندسة أشاد الكل بأسف لما كان يتمتع به من قابليات واجتهادات فينتحر وسط رعاية الوالدين وسعادتهم وأملهم الوحيد، ما دار في حسبانه انه يقتل الاهل الذي فقدوا كل امل وطموح في الحياة بغيابه .

 

 مطلوب من المؤسسات الثقافية أن تجد طريقا الى عالم الشباب تدخله بحكمة ودراية تلائم واقع الشباب. ويجب أن لا تفوتنا المعالجات الثقافية الموازية لتطلعات الشباب في عالمهم الجديد كالرياضة والادب والفنون بأجناسه ليتعلم ان الحياة معززة بالقابليات والفرص الخالقة لما عاشه مع عالمه الجديد، وأن أية مشكلة يمكن تجاوزها فبعدها حلول وحياة سعيدة جميلة جديدة للمجد المبدع وأن حوله عالم ينتظره ليكون فاعلا عالم هو من يحقق أحلامه خصوصا العائلة التي سعت ومنحته حياة شبابه فهو ليس حرا في التصرف بها حسب حالة طارئة تحيط به وترميه في دوامة اليأس .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.