اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قنفة البرلمان العراقي وكسر هيبة الدولة!!// د. خليل الجنابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قنفة البرلمان العراقي وكسر هيبة الدولة!!

الدكتور / خليل الجنابي

 

المعروف عن إهانة الدول هو إهانة شعبها وأرضها وجيشها وعلمها وسماءها  وهو ما معروف دولياً ، لذا يستوجب الدفاع عن هذه المقدسات بالغالي والنفيس . وكثيراً ما نشبت الحروب الطاحنة بين الدول بمجرد إهانة أحد هذه الأركان .

لكن الذي جرى في ( غزوة الجماهير )  ودخولها بالآلاف إلى قاعات مجلس النواب العراقي والعبث ببعض محتوياتها بقصد أو دون قصد ألب مشاعر بعض السادة المسؤولين وأدلوا بتصريحات ساذجة من أن هذه العملية هي إهانة للدولة !! ، وفي صور مُلتقطة للسيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والسيد سليم الجبوري رئيس مجلس البرلمان ووقوفهما طويلاً أما ( قنفة البرلمان !! ) التي بدى عليها بعض الضرر وإمتعاضهما مما حدث . نقول إننا ولا شك نقف معكما ونواسي كل أصحاب السعادة على هذه الأضرار . وقلناها مراراً من أن هياج الجماهير وبأعداد مليونية من الصعب ضبط إيقاعاتها  ، وهذا ما حدث في كل الثورات العالمية . هناك الجياع والعاطلين عن العمل ، وهناك من ضاع مستقبله ومستقبل عائلته , وأطفاله يفترشون المزابل بحثاً عن لقمة الخبز ، بلا مدارس بلا رعاية وعلاج ، والأمهات الثكالى والكهلة بلا ضمان إجتماعي ، والأيتام المشردون في الطرقات ، والشهداء الذين يتزايدون يوماً بعد يوم ، والأراضي المستباحة من قِبل داعش . هذا وغيره أيها السادة الأفاضل ما ( يكسر هيبة الدولة ) ويجعلها في أسفل قائمة الدول المتخلفة .

العراق بملياراته التي سُرقت ( عيني عينك ) وذهبت إلى خارج الحدود هو ما يجب البكاء عليه وحتى  ( اللطم !! ) .

ورغم أن التعدي على الأملاك العامة والخاصة مرفوض ويجب أن نقف بوجهه ، لكن علينا وضع هذا بكفة وبالكفة الأخرى وضع مصلحة الشعب في أعلى الدرجات . فأين نحن من جعله شعباً متنعماً يعيش حياة العز والرفاهية والأمن والسلام ، وأين نحن من جعله يتساوى مع شعوب الأرض التي وصلت إلى درجات عالية من الرقي والتقدم رغم أن مداخيلها لا تساوي  ربع دخل العراق . وأين نحن من الدفاع عن حدوده المستباحة من قِبل دول الجوار .

نعم هناك خروقات جرت لا يجب أن تتكرر وأن هناك إعتداء حصل على بعض البرلمانيين ندينه وبصوت عالي ، لكن الأسى على ( القنفات والأجهزة الألكترونية ) وغيرها التي تضررت ، لا يعطينا الحق أن نبخس الثورة العارمة للجماهير التي لم يبق لها في ( القوس منزع ) ، هبت عن بكرة أبيها مطالبة بالإصلاح لا غير ، والمجيء بحكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والأثنية . إن هذه المطالب ليست تعجيزية  ، ولو توفرت الإرادة المخلصة والنية الصادقة  لأصبح الوصول إليها سهلاً وسلساً ، لكن مع الأسف يمنع ذلك ما تربت عليه الأحزاب السياسية الماسكة بالمال والسلطة وإستحواذها على كل شيء ، نعم كل شيء ، حتى على الهواء والماء ، غير آبهة إلا  بمصالحها الضيقة لا غير .

فمن المسؤول عن الذي حدث أيها السادة الأفاضل ، هل هم أبناء الشعب الذي طال إنتظارهم دون جدوى !؟ ، أم هو تماديكم وعدم سماعكم لأصواتهم التي بحت وهي تهتف ( خبز .. حرية .. دولة مدنية .. عدالة إجتماعية ) .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.