اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

وغداً لا يمر عراقي إلا بإذن سيطرات بلاك واتر.. و"هيهات منا الذلة”؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

وغداً لا يمر عراقي إلا بإذن سيطرات بلاك واتر.. و"هيهات منا الذلة”؟

صائب خليل

24 نيسان 2017

 

كنا مجموعة من المهندسين والفنيين في محطة إذاعة التنف النائية حين قص علينا زميل لنا من إحدى القرى حادثة حصلت له عندما كان في دورة تدريبية في القاهرة. قال عدنا يوما إلى الشقة فوجدنا أحد الموفدين وكان من سكنة المنصور، يقول لنا انه دفع خمسة جنيهات لشخص جاء يعرض عليه حمايتنا من اللصوص والمتحرشين.

-    ودفعت له؟؟ صرخت بوجهه. (قال زميلنا) قال نعم، انه مبلغ صغير.. ويوفر علينا الكثير من المشاكل و...

-    لم ادعه يكمل كلامه، امسكت به من ملابسه (قال زميلنا) : ولك انت ما عندك كرامة؟؟ الآن تدلني عليه.. !!

-    اخذته إلى الأسفل فأشار صاحبنا من المنصور إلى شاب يجلس في القهوة ويلعب الدومنة. ذهبت اليه وامسكت به من ياقته وسحبته من بين جماعته وصرخت بصاحبي: هذا هو اللي اخذ الخمس جنيهات؟؟ قال نعم.. وكان الجميع في دهشة من امره والشاب يتمتم بكلام غير مفهوم متسائلاً، فقلت له: طلع الخمس جنيه وإلا الآن أسيل دمك! إحنا عراقيين إذا ما تعرف!

-    اخرج الشاب الجنيهات الخمسة واعطاها لي وهو يعتذر، وانا اهدده بما سأفعله به إن فعل هذا ثانية مع أي عراقي..

 

صمت زميلنا قليلا ثم قال ووجهه يتقلص حزناً وغضباً كأنه يستعيد الحادثة وعلى فمه ابتسامة سخرية صفراء من ابن المدينة (المدلل): - هذولة بزر جكليت... ميعرفون العيب، ولا يحسون بمذلة اللي يدفع خاوة حتى يحميه احد..

 

تذكرت هذه الحادثة وانا اقرأ خبر مشروع العبادي بتسليم الطرق لحمايتها من قبل الشركات الأمنية الأمريكية، وتحججه بنفس حجة صاحبنا بأنها "اقل كلفة".. ولم يحسب كلفة الكرامة.. ولم يحسب خطر من يسلم امنه بيد غيره.

 

أقول لكم الحق، لا أجد هذا غريبا من العبادي.. فقد جيء به لهذه الغاية بالذات، وهو خير من يؤديها، لكن ما للآخرين صامتين؟ أين الكراهية الصدرية للأمريكان وسيطرات الأمريكان التي ستملأ الطرق الخارجية ليفتشوا قوافلهم فيها؟ أين ارتياب الحشديين من الذين قصفهم الأمريكان بحجة الخطأ وهم متأكدون أنها كانت عمداً؟ أين الساسة والنواب الرافضين للاحتلال من كل الجهات والكتل من هذا المشروع الخطير ليس فقط على كرامة الإنسان العراقي، بل على أمنه ايضاً.

إن كلام العبادي عن ضرورة هذه العصابات لا يقنعنا. لقد رأينا هذه الشركات، وعرفناها باسمائها القديمة الكريهة أو الجديدة، وعرفنا انها جمعت أقذر ما انتجت الأرض في مختلف البلدان من عصابات، وخبرناها في ساحة النسور وغيرها، ووثقت أعمالها بالفيديو وهم يطلقون النار على العراقيين وهم يصرخون بأن ذلك ممتع كصيد الديكة البرية!

إن ما يدفع بالعبادي العبد، لتوقيع هذه العقود ليس الأمن العراقي بل التخاذل التام امام أوامر ترامب. أو لم يقف هو ووفده الحكومي خلف ترامب مع موظفي البيت الأبيض بالأمس؟ فهل لمن يقبل مثل هذه المهانة ان يقول يوما "لا"؟ وكيف يأتمن العراقيون مثل هذا الرئيس المتخاذل، خاصة امام هذه الدولة الإجرامية العدوانية الجبارة؟ أو لم يكن رئيسهم من قال قبل أشهر قليلة انه ينوي محاصرة منابع النفط بقوات أمريكية والاستيلاء عليها؟ ما الذي ينتظره المرء إذن ليقول "لا"، وقبل فوات الأوان!

 

المشكلة لا تقف عند حد المهانة والخطر على ثروة البلاد واستقلال قرارها. فهذه العصابات المنظمة الوحشية التي يريد العبادي إعادتها إلى العراق، ستجد مصلحتها وبقاءها على قيد الحياة مرتبطان بوجود الإرهاب في العراق ودوام قوته. وسيكون لها القدرة على دعمه وتنظيمه، وعلى رشوة أو اغتيال كل من يقف في طريق مشروعها في إدامة الإرهاب، الذي هو في الأصل أمريكي كما نعلم جميعاً. وحتى لو لم يكن فسيكون بعد هذا المشروع!(1)

ولا نستبعد أبداً، ومنذ الآن، ان يدفعوا بهذا الإرهاب ليقوم بنشاط في المنطقة الغربية أو طرقها الخارجية لتهتف ابواقهم المأجورة بعد ذلك: "أنظروا! ألم نقل لكم إننا بحاجة إلى الشركات الأمنية الأمريكية؟".

 

إننا نهبط تحت سلطة هذا الرئيس من مهانة إلى مهانة أكبر، لحساب كل عملاء اميركا وإسرائيل، من كردستان إلى الأردن، وتسلم إليهم كل مقدرات البلاد شيئا فشيئا حتى صار العراقي يخجل من نفسه، واليوم يقول هذا السافل، وبعد 14 سنة من تدريب وتجهيز الجيش العراقي من قبل الامريكان ذاتهم أن هذا الجيش عاجز عن حماية طرق البلاد! ورغم ذلك فهو يكرر على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، فهل عصابات بلاك واتر وما تفرخ عنها هي "الدولة"؟ يبدو ذلك!

 

لقد تحدث الجميع وأسهب عن عار صدام، وسخر منه حين سمح لمفتشي الأمم المتحدة أن يهينوه ويفتشوا غرف نومه، وهاهم يقبلون بصمت، وبدون أي سبب مقنع، ان يفتشهم على الطرق، ليس مفتشي الأمم المتحدة، بل أسوأ حثالات الأرض بلا منازع!

لماذا يطلب من شعب أن يخرج متظاهرا لإقالة موظف او وزير او تغيير قانون، ولا يدعوه أحد ليخرج لقضية تضع كرامة العراق ومستقبله على حافة الخطر؟ لماذا يتظاهر الطلاب حتى ضد الزي الموحد ولا يتظاهرون ضد من يريد تدمير بلادهم؟

 

كيف لعراقي ان يهتف "هيهات منا الذلة"، ونحن نهبط من سافل الى أسفل بحكومة كان شعارها دائما: “هيهات منا الكرامة"؟ إلى اين يمضي بنا العبادي؟ وإلى اين يمضي بالعراق صمت اهله على مؤامرات هذه الحكومة الذليلة في هذا الظرف العصيب؟ أين منا اليوم أولئك الذين اخرجوا البساطيل الامريكية صاغرة بالأمس؟ أين مواقفهم وتضحياتهم إن لم نجدها في مثل هذا الليل الحالك، حيث "يفتقد البدر"؟ هل يسمحوا ان تذهب تضحيات الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل هذا الهدف النبيل، سدى؟

 

مقالة لي حول الموضوع: العبادي يربط مصالح الشركات الأمريكية بإدامة الإرهاب في العراق

https://www.facebook.com/khalilquotes/photos/a.873139022721557.1

073741828.873075849394541/1294607670574688/?type=3&theater

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.