اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

باستفتاء اردوغان إسرائيل تحكم قبضتها على تركيا// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

باستفتاء اردوغان إسرائيل تحكم قبضتها على تركيا

صائب خليل

17 نيسان 2017

 

لتوضيح ذلك علينا أولا ان نبين تأثير الاستفتاء على سلطات اردوغان على السياسة التركية، وعلينا بعد ذلك أن نوضح علاقة اردوغان بإسرائيل.

ها قد انتهى استفتاء اردوغان بحصوله على الموافقة على التغيير الدستوري بفارق ضئيل في الأصوات ووسط اتهامات كثيرة بالتزوير وعدم الاعتراف بصحة النتيجة. كذلك مارست الحكومة أساليب بعيدة عن الديمقراطية في الاستفتاء لم تقتصر على استخدام أدوات الدولة لصالحها وإنما بترهيب النواب في البداية (اتهام أحد الأحزاب المعارضة بالإرهاب) وبخداع الشعب بحملة إعلامية تعتمد العواطف والادعاءات البعيدة عن الموضوع وربط الأمر بتقدم تركيا وسيطرتها على الإرهاب الخ.

ما الذي يمنحه الاستفتاء لأردوغان؟

1- الغاء منصب رئيس الوزراء، وتحويل صلاحياته الى الرئيس ومساعديه الذي يقوم بنفسه بتعيينهم. ويصبح الرئيس بالتالي رئيسا للحكومة ورئيسا للدولة، ويسمح له التغيير بالاحتفاظ بعلاقته بحزبه.

2- حصول الرئيس على صلاحيات حاسمة في تعيين الوزراء ومعظم القضاة الكبار واعداد الميزانية

3- صلاحية ابرام القوانين وإعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان

4- فقد البرلمان صلاحياته في محاسبة الوزراء او المطالبة بالتحقيق معهم. ويحتاج إطلاق التحقيق مع الرئيس إلى اغلبية برلمانية، أما إحالة الرئيس الى المحكمة فيتطلب اغلبية الثلثين التعجيزية.

وفي بلد مثل تركيا التي كسبت الجائزة الأولى في العالم في عدد الصحفيين المعتقلين، عدا عن اعتقال وطرد وأيقاف عن العمل لما يقارب 140 ألف شخص بحجة المشاركة في انقلاب، في العام الماضي، فأن مثل هذه الصلاحيات قد تمثل كارثة تقضي على ما تبقى من ديمقراطية.

 

 

إن صح ظني في علاقة اردوغان بإسرائيل، فقد قبض رجل إسرائيل على تركيا بقبضة فولاذية لم تعهدها البلاد منذ زمن بعيد جدا. فما هي مؤشرات تلك العلاقة؟

 

لا يسعني لتبيان ذلك سوى العودة الى مقالة سابقة لي بعنوان: “كيف نفهم علاقة أردوغان بإسرائيل – وكيف نصفها؟”

كتبتها قبل حوالي سنة وبعد مسرحية الانقلاب ابين فيها هذا الرأي الذي قد يبدو اتهاما متسرعاً، للبعض. فقد يعجب المرء من هذا الاتهام لتلك الشخصية التي بدأت شهرتها باعتبارها "شديدة الغلو في انسانيتها" وكرهها للظلم الإسرائيلي إلى درجة مهاجمته بشدة الرئيس الإسرائيلي السابق بيريز في قمة دافوس بسبب العدوان على غزة، باستعراضية كبيرة (1)، ثم يطلق "اسطول الحرية" الذي وصف الهجوم عليه بأنه أوقع في "ضمير الإنسانية واحدا من أشد الجروح على مر العصور."! (2) وحين اغتالت إسرائيل أحمد ياسين، قال أردوغان: "إن لم أقل هذا أولاً أستحي من إنسانيتي ثانياً أستحي من ديني لأن أحمد ياسين كان إنساناً مشلولاً - صمت العالم آلمني كثيراً إزاء كل هذه الأحداث لا تتوقعوا مني أن أصفق لإسرائيل"(3) وفي الأمم المتحدة قال ان اسرائيل مصدر كل ما يعانيه الشرق الاوسط من مشاكل(4)

فكيف نفسر وقوف هذا الرجل مع البرنامج الإسرائيلي لتدمير سوريا ثم العراق من خلال دعمه اللامحدود لداعش، والتعاون معها لوجستيا وفي الاستيلاء على النفط؟ من المستحيل ان لا يتمكن اردوغان من معرفة حقيقة المسرحيات التي اريدت كحجة لضرب الحكومة السورية التي وقعت معه اتفاقات تجارية لم يسبق لها مثيل، ولصالح داعش؟ ومن المستحيل لداعش ان تتمكن من أهدافها بدون دعم تركيا، فكيف نفسر هذا التناقض؟

 

لو عدنا قليلا الى الوراء لوجدنا بعض الاخبار المدهشة. فأردوغان هو الوحيد غير اليهودي الذي حصل على "وسام الشجاعة" في المؤتمر اليهودي الأمريكية 2004، تقديرا لجهوده في دعم إسرائيل. وينسجم ذلك مع ما تم بعد "مسرحية" اسطول الحرية، من توقيع اتفاقات عسكرية تربط تركيا وبشكل خاص الجيش التركي، بإسرائيل ومنظومة أسلحتها بشكل كبير، ووضع أجهزة انذار مبكرة إسرائيلية في قاعدة ملاطيا، ترتبط بالقبة الحديدية الإسرائيلية التي تستهدف صواريخ المقاومة الفلسطينية(5) وهي اتفاقيات أثارت شكوكاً برلمانية وشعبية في طبيعة العلاقة الإسرائيلية التركية التي أدارها أردوغان(6) الذي أكد ان "تركيا في حاجة إلى إسرائيل"!(7)

 

لماذا يحتاج اردوغان إلى الصلاحيات الإضافية؟

لا شك ان أي رئيس حكومة او دولة يرغب بزيادة صلاحياته، لكن ذلك الذي ينوي القيام بخطوات لا تحظى بالشعبية، هو الذي يحتاج اليها اكثر من غيره. وضمن تصوري فأن تلك الإجراءات ستكون المزيد من العلاقة والتقرب من إسرائيل. وعلى عكس مما قد يتصور البعض، فإسرائيل مكروهة لدى الشعب التركي. والدليل على ذلك هو الحماس الشعبي التركي الشديد لمشروع اسطول الحرية، ولجوء اردوغان إلى مسرحية العداء لإسرائيل ونفخ ذلك في الإعلام. كذلك فأنه وضع العلم الإسرائيلي في الحملة الإعلانية للاستفتاء، في الجانب المعارض للاستفتاء من الإعلانات!

 

قلنا ان هناك تشكيك كبير في عملية الانتخابات وجدل حول نتائجها. فحزب الشعب الجمهوري أعلن إنه تلقى شكاوى من العديد من المناطق بأن الناخبين منعوا من الإدلاء بأصواتهم، مشيرا إلى أن عملية فرز الأصوات تمت بشكل سري في مراكز عدة للاقتراع، ولم يسمح للمراقبين بالإشراف عليها لمدة ساعة ونصف الساعة حتى قبول الشكوى التي قدمها حزبه. كذلك اثار الجدل، الإجراء الذي أعلنه المجلس الانتخابي الأعلى في اللحظة الأخيرة بالاعتراف بصلاحية البطاقات التي لا تحمل الختم الرسمي لمركز التصويت الذي يجري الاقتراع فيه! كما يلاحظ أن أكبر ثلاث مدن تركية، وهي إسطنبول وأنقرة وأزمير، صوتت "بلا". وهذا يعني في العادة أن مثقفي البلاد أكثر ميلا لرفض التصويت. لكن هذا كله لن يأتي بأية نتيجة رغم قوة حجته، فالقوى السياسية والدولية تقف في كفة الميزان المقابلة، ولن تسمح لأحد ان يحرمها مكسبها الكبير.

 

 

(1) أردوغان يفحم الإسرائيلي بيريز في قمة دافوس بسبب العدوان السابق على غزة

https://www.youtube.com/watch?v=llUqvh9M_IE

(2) خطاب أردوغان حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية

 http://ar.shafaqna.com/AR/0303744

https://www.youtube.com/watch?v=40BqxNQIPk8

(3) أردوغان: لا تتوقعوا مني أن أصفق لإسرائيل - YouTube

 https://www.youtube.com/watch?v=s2pSgLS_myY

(4) أردوغان: إسرائيل سبب كل ما يعانيه الشرق الأوسط من مشاكل

 http://www.alarab.com/Article/399047

(5) إسرائيل تعجز عن مساعدة أردوغان

 http://arabic.sputniknews.com/analysis/20160413/1018326325.html

(6) تطبيع العلاقات بين تركيا و«إسرائيل» ونواب أتراك يعتبرونه استهدافاً لسورية – الــوطــن

http://alwatan.sy/archives/59981

(7) الحياة - أردوغان: تركيا في حاجة إلى اسرائيل

 http://www.alhayat.com/Articles/13182400/

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.