اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

عراقي يقاضي بريطانيا// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عراقي يقاضي بريطانيا

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

تَجَنّبتُ دائماً، وأودُّ لو أستمر في تجنب الكتابة عن «عبد الحق العاني» الذي يسعى منذ تسعينيات القرن الماضي لمقاضاة بريطانيا عن جرائمها في العراق، وأقام أخيراً باسم الفريق الركن عبد الواحد شنان آل رباط، رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق، دعوى ضد مسؤولين بريطانيين عن غزو العراق عام 2003. وعندما أراجع ملفات «العاني» المحفوظة عندي إلكترونياً منذ «الغزو»، وتتضمن مراسلاتي مع شقيقه المهندس المعماري طارق، أدرك لماذا لم أكتب عنه، فالكتابات عن العراقيين بالأسود والأبيض، و«العاني» قوس قزح ألوان.

وليس مثل «العاني» عراقي متعدد سياسياً وعلمياً وفكرياً. «مهندس اتصالات إلكترونية، ومحامٍ مجاز أمام القضاء البريطاني، وشاعر وكاتب». هكذا يُعَرِّفُ بنفسه في مدونته، و«للمزيد انقُرْ». وأنقُر فأقرأ: «دكتوراه في هندسة الاتصالات الإلكترونية، ودكتوراه في القانون الدولي، وماجستير علوم في هندسة المعرفة، وماجستير آداب في الفلسفة». وأتوقفُ عن النقر عند مسلسل عن العربية بعنوان «قُلْ ولا تقُلْ»، وكتاب بالإنجليزية عنوانه «الأزمة في الإسلام»، ويُدهشني أن لا يبدو بكتاباته الأخيرة مجرد باحث في الإسلام، بل باحث «إسلامي».

و«محاكمة صدام حسين» عنوان كتابه الصادر بالإنجليزية عام 2008 يستهله بالحديث عن زملاء صفه في «كلية بغداد» وهي إعدادية النخبة العراقية آنذاك، وسيحتل بعضهم مواقع مهمة في حكم العراق بعد الغزو، «أحمد الجلبي» الذي لم يكن مهتماً بالسياسة، فيما كان «العاني» عضواً في «حزب البعث»، وكذلك كان بعثياً كل من «أياد علاوي» الذي سيصبح أول رئيس وزراء بعد الاحتلال، و«عادل عبد المهدي» سيصبح نائب رئيس الجمهورية. وغادر العاني «حزب البعث» قبل تخرجه في الجامعة عام 1966، إلاّ أنه لا يزال يحمل عقيدته الراديكالية القومية والاشتراكية، وهي عقله النقدي في محاكمة الأوضاع العربية، وإدانة استلام «حزب البعث» السلطة في العراق عامي 1963 و1968، والتي حوّلته، حسب رأيه، من حزب ثوري إلى حزب السلطة المضطر للمساومة مع القوى الإمبريالية الغربية، التي تتحكم بها «الصهيونية العالمية»، وكانت وراء حربه مع إيران، ويُدينها «العاني».

ومع ذلك انضَمّ «العاني» إلى «هيئة الدفاع الدولية» عن صدام حسين، وذلك «أولاً؛ لأن من حق كل إنسان أن يكون له دفاع مناسب أيّاً كانت تهمته، وثانياً؛ الرغبة في إنهاء احتلال العراق». وهي في تقديره «معركة واحدة لمنع تكرار ما حدث في العراق ضد شعوب ضعيفة أخرى». وكتابه «محاكمة صدام حسين» وثيقة فريدة في القانون الدولي، يتابع فيها تفاصيل الانتهاكات القانونية لكل مراحل المحاكمة، وموضوعه بالأحرى محاكمة الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية التي شاركت في احتلال العراق، و«مجلس الأمن الدولي» الذي شرعن الاحتلال، ويتحمل مسؤولية جريمة الحصار الاقتصادي لإبادة العراق عقب حرب عام 1991، وهي موضوع كتابه الصادر عام 2015 في جزأين؛ «الإبادة الجماعية للعراق»، وعنوانه الثانوي «محو دولة حديثة»، ونقرأ فيه: «كل ما بُني في العراق خلال ثمانين عاماً جرى تفكيكه حجراً حجراً خلال 12 عاماً من الحصار». ويستقصي «العاني» إبادة 9 ملايين عراقي منذ الاحتلال البريطاني عام 1914 وحتى «الاحتلال الأممي» عام 2003.

ويُعلن العاني: «أصبح طلب العدالة لشعب العراق رسالتي في الحياة». وعندما سُئل في حديث مع «بي بي سي» عن سبب دفاعه عن «صدام حسين»، رغم فصله من عمله الأكاديمي في جامعة بغداد، واضطراره للهجرة، أجاب: «العراق أكبر من معاناتي الشخصية، وأكبر من صدام حسين». وبالشعر ينعى «العاني» هشاشة العراقيين، ويأسهم، ولامبالاتهم: «يخشى الصغائر مثلهن صغارُ، ويدوس فوق الكبريات كبارُ، ويضيع في لج الحوادث خانعٌ، يشكوه من فرط الخنوع صغارُ. يا بؤس هذي الأرض كيف تضمّنا، تعساً لقومٍ خيرهم أشرارُ».

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.