رماد الليل// صالح مهدي محمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 01 تشرين1/أكتوير 2025 20:18
- كتب بواسطة: صالح مهدي محمد
- الزيارات: 60
صالح مهدي محمد
رماد الليل
صالح مهدي محمد
في الهوّة،
يتقاطع الظلّ مع بقايا الضوء،
فتنبت الأسئلة كحجارةٍ رطبة
على جسد النهر.
ما الحياة؟
ارتعاشة هواءٍ في زجاجٍ متشظٍّ،
أم صمتٌ يتفتّت كلّما حاولنا نطقه؟
خطواتنا سطوحٌ عابرة،
تعكس أحلامًا تائهة،
والأرواح ترقص فوق حافّةٍ خفيّة،
لم تُعزف بعد.
نحن مجرى يتلوّن بما يسقط فيه:
أحجار، أوراق، دم،
ومع ذلك، يستمرّ في الانحدار
نحو هاويةٍ لا قاع لها.
الذاكرة قوسٌ من زجاج،
ينكسر عند لمسة،
لكن شظاياه تضيء الطرقات المظلمة،
كأنها نجوم لا تخصّ الأفق.
هل الحرية باب؟
أم متاهة تدور حول نفسها؟
الأفكار مراكب من ملح،
تذوب قبل أن تصل إلى الميناء،
ومع ذلك، يظلّ البحر ممتلئًا بها.
السقوط صعودٌ من جهةٍ أخرى،
والقاع سلّمٌ خفي.
أما الحياة،
فليست سوى لعبة سطوح
تتجاوب فيها بداياتٌ تتنكّر كالنهايات.
بين رماد الليل ورجفة الفجر،
تنكشف النصوص الخفية،
وتدلّ القلوب على مساراتٍ
لم يرسمها أحد.
في النهاية،
يولد الفجر من صدى فجره،
ونرفع أحلامنا مثل راياتٍ من ضباب،
نمضي،
لكننا نعلم:
المعنى يسكن في الغياب،
والحب هو آخر لغةٍ تركها الوجود
قبل أن يصمت.
المتواجون الان
594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع