اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الانتخابات على الابواب، فمن نختار؟

 تيري بطرس

الانتخابات على الابواب، فمن نختار؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الانتخابات هي مفصل من مفاصل في العملية السياسية المستمرة في اي بلد، الانتخابات جاءت ضرورتها لكي تحدث التجديد في الطاقم السياسي، ولكي يعيد الشعب ميثاقه الاجتماعي مع اطراف اخرى او مع نفس الاطراف السابقة ان كانت قد عملت بصورة جيدة. اذا توصل الفكر السياسي الى نتيجة ما وهي لزوم اجراء الانتخابات لتجديدالعهد الاجتماعي والسياسي بين العاملين في المجال السياسي وبين الشعب، فسابقا كان الطاقم السياسي يبقى بدون تغيير وان حدث التغيير فكان يحدث لارادة الحاكم المطلق، ولكن الفكر السياسي الحديث توصل الى الية الانتخابات الدورية وعهد بالقرار، قرار التغيير الى الشعب.

 

اذا ان الطاقم السياسي يعود الى الشعب لنيل الثقة منه لكي يجدد استمراره او لكي يقبل بالتغيير، وعلى شعبنا، الكلداني السرياني الاشوري، ان يشارك بقوة وبكثرة في الانتخابات المقبلة، لكي يظهر وعيه السياسي وامكانياته ودعمه اللامحدود للتغيير السياسي، ولكي يظهر قوته السياسية ولكي يقول انه شعب حي فاعل وليس شعبا معطلا بلا هدف سياسي.

 

المشاركة السياسية الواسعة تعبر عن الارادة الحرة في الفعل من اجل المستقبل، فهلموا  للمشاركة ولاحداث التغييرات المطلوبة، ولتحطيم الجمود في حياتنا السياسية الناجمة عن التقاطعات المختلفة والمصالح المتعددة والتحالفات الخاطئة.

 

اليوم ندعو ابناء شعبنا للتصويت وللتغيير، تغيير النبرة التي كانت تتكلم باسمنا، ندعو الى اختيار نبرة جديدة، تظهرنا مطالبين بحقوقنا، ليس كمنة من احد، لا بل استحاق عراقي يجب ان يقر، لان العراق بدون تمتعنا بحقوقنا، يعني عراقا متخلفا وعراقا يتقهقر الى الوراء، ويعني استمرار عملية ذبحنا وقتلنا وان كان بطرق اخرى.

 

اليوم يجب ان يفكر كل ابناء شعبنا بمستقبلهم الجماعي، اي ان يفكروا كمجموع، وليس كافراد منقسمين مشتتين تتقاذفهم الاهواء الفردية والشعارات التي لا تخدمهم كامة واحدة، امة صاحبة ارث حضاري وثقافة مميزة، وبالتالي مصالح مشترة كثيرة، قد لا تكون هذه المصالح مادية، ولكنها بالتاكيد هي ضرورية للحفاظ على الذات من الانصهار والضياع.

 

اليوم نحن كلنا مطالبين باظهار صوتنا الموحد، صوتنا المجلجل، صوتنا الذي يؤخذ بالحسبان، لانه صوت المطالب بالحق والحقوق، صوت يمكنه ان امن وان قرر ان يحركا جبالا وليس جبلا، فكيف لا يمكنه حماية الامة واخذ حقوقها.

 

اليوم لنتوجه الى المطالبين بحقوقنا الحقيقية التي تضمن حمايتنا الجسدية والروحية والثقافية، نتوجه بالدعم لمن يتحدى كل المعيقات ويطالب بضمان حقنا في الحكم الذاتي، المتمتع بالصلاحيات التنفيذية والتشريعية. لا العاملين لدعم اجندة الاخرين والمدارين لتطلعات الاخرين من خلال غبن الامة وعدم المطالبة بحقوقها، لاجل مصالح انية ووقتية ولاجل ضرب الاطراف المقدامة في الشعب.

 

لتكن لنا الجراة للتغيير ولقول لا لمن خذلنا، ان التغيير هو لصالح الامة ولصالح من قمنا بتغييره، لانه سيدرك انه لن يتمكن من ان يستمر في تقاعسه، لان الامة لن تختاره، وهو لصالح من سنأتي به، لانه سيدرك انه مراقب وكل خطواته محسوبة، والامة لن تتسامح معه في حالة لم يقم بواجبه.

 

لنختار من يؤمن ان امتنا امة منجبة، وليست امة عاقر، امة لها ابناء كثر وليست امة ذات ابن، واحد، امة تمد يدها لكل الامم القريبة والبعيدة، راغبة بالسلام وبالمودة، ولكنها امة لا تستكين لظلم الظالمين، وسياتي يوم ترد الصاع صاعين.

 

انتخبوا المستقبل، ومن يرفع شعارات المستقبل، ولكي يكون مستقبلنا جيد، فعلينا ان ننتخب من     يمتلك تحالفات سياسية تساعده وتعينه لتحقيق المطلوب، ليس من دمر كل التحالفات ولا يمتلك صديقا، الا المشبوه بقتل ابناء شعبنا او المشارك بغض النظر عن القتلة لكي لا تخرب تحالفاته السياسية.

 

انتخبوا من لا يمكن ابتزازه، بهذا الملف او ذاك، ومن لا يمتلك ما يخاف منه ولذا فهو قد يساوم ويداري على حسابكم وعلى حساب مستقبلكم.

 

انتخبوا من يؤمن بوحدة شعبنا، بكل تسمياته، من يؤمن بحقنا كشعب كلداني سرياني اشوري، وكمسيحيين في ان نعيش على ارض الاجداد احرارا واندادا للبقية، وان يؤمن بان عصر وزمن المواطن الخنوع والذليل قد ولى وزال.

 

انتخبوا الانسان الجيد، والانسان الجيد ليس كل من اجاد الكلام المعسول، بل من قرن الكلام بالعمل، من ضحى وقدم الاخرين على نفسه لكي تتوحد الامة، ومن صارع التقسيم وعمل بكل جد لكي لا تنجح محاولات التقسيميين.

 

انتخبوا يا ابناء شعبنا، فبالانتخابات نجدد، وقد ولى ويجب ان لا يعود زمن راكبي الدبابات.      

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.