اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• الدعاية الانتخابية للمرشحين بين البذخ والعوز

عماد الاخرس

 الدعاية الانتخابية للمرشحين بين البذخ والعوز

 

            14\2\2010

 

     والبذخ يمارسه المرشحون من أحزاب السلطة..  أما العوز فيعاني منه المرشحين من الأحزاب الصغيرة.

 

    ومجال البذخ الذي اعنيه هو في كثرة وسائل الدعاية الانتخابية من النصب الحديدية واللوحات والبوسترات .. وغيرها .

 

    وما اعنيه بأحزاب السلطة فهي الأغلبية البرلمانية التي حصلت على اكبر عدد من المقاعد في المعركة الانتخابية الأولى.

 

     أما الأحزاب الصغيرة فهي صنفان.. الأول ذو التاريخ الطويل العريق والتي فقدت قواعدها الجماهيرية بسبب قمع الأنظمة الدكتاتورية والثاني الأحزاب التي تم تشكليها بعد سقوط نظام صدام ولازالت في بداية بناء قواعدها.

 

      أعود للمقال وبدأ الدعاية الانتخابية لمرشحي الأحزاب والتكتلات للفوز بمقاعد البرلمان القادم .. والمفارقة الواضحة للعيان هي غزو شوارع وساحات محافظة بغداد والمحافظات بوسائلها المختلفة لمرشحي أحزاب السلطة بينما لم يستطع مرشحي الأحزاب الصغيرة حتى من طباعة الكارتات الصغيرة !!.. وشتان مابين إمكانيات الاثنين !! .. وللأسف فان اغلبها لم تحمل سوى صور جامدة للمرشحين وهذا دليل على غياب المؤهلات والتاريخ السياسي اللذان من المفروض أن يكونا من أهم الأسلحة التي يتباهى بها أي مرشح.

 

       وبشكل عام فان السر الذي يقف وراء هذا التباين وكما يطرحه الجميع هو إن أحزاب السلطة إما أن تستغل إمكانيات الدولة في دعايتها بحكم سيطرتها على مؤسساتها أو حصولها على الإمدادات السخية من قبل دول الجوار..  يضاف إلى ذلك إن مرشحيها للدورة السابقة لديهم التخزين المالي الجيد الذي يجعل استعدادهم للانتخابات القادمة في أحسن حال بينما الأحزاب الصغيرة ليس لها معيل داخلي أو خارجي ولازالت تقتات على اشتراكات أعضائها ومساعدات أصدقائها إضافة إلى إن اغلب أو جميع مرشحيها من الجُدَدْ.

 

     لقد كانت الغاية من عرقلة صدور قانون الانتخابات هو عدم السماح بإصدار أي تشريع ممكن أن يساعد أو يوفر الدعم المالي للأحزاب الصغيرة  وبالتالي ضعف الدعم  لمرشحيها الجدد وبالنتيجة تكرار المأساة وسيطرة نفس مرشحي الأحزاب القدامى على المقاعد ليبقى الحال على ما هو عليه دون أي تغيير.. وهذا يعنى بقاء وتوارث من فاز بالجولة الأولى إلى الجولة الثانية !

 

      لذا و قبل أن اختم المقال لابد من التحذير من أمرين..  الأول.. يجب التحرر من ظاهرة إلغاء الآخر والروح الأنانية التي بدأت تسيطر على قادة العملية السياسية للعراق الجديد لأنها داء خطير أطاح بالنظام السابق وليس غريبا أن تطيح بالنظام الجديد.. الثاني..  على الجميع العمل وفق قاعدة مهمة وهى إن ثقل أي حزب سياسي في بلدان الشرق المضطرب ليس ثابتا ويتغير بمجرد تغير الظروف الموضوعية المحيطة به وهذا يعنى بان الأحزاب الكبيرة قد تصبح صغيره والعكس هو الصحيح .. لذا على الجميع التصرف ضمن هذه القاعدة والعدالة في التشريع وبما يتلاءم مع المصلحة الوطنية .

 

     أخيرا .. نطالب الحكومة العراقية بتوفير الدعم المالي  إلى كافة المرشحين وخصوصا الجدد منهم ومهما اختلفت الجهات التي ينتمون لها وبدون تمييز لكي لا يكون هناك نقص في دعايتهم الإعلامية بشكل ينعكس سلبا على احتمالية فوزهم لما في ذلك من تأثير على مصداقية ونزاهة الانتخابات .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.