اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دوني جورج السومري الخالد// حسين باجي الغزي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

دوني جورج السومري الخالد

حسين باجي الغزي

 

حسنا يفعل الدكتور عبدالامير الحمداني خبير  السومريات كل عام عبر صفحتة على موقع التواصل بتذكرينا بالرحلة النهاية للدكتور دوني جورج حيث تلقف تذكرتة الى تورنتو  بحرارة ودسها في جيبه مسرعا ً ليعد حقيبته سفرة الاخير مهرولا ذلك الصباح بإتجاه مدرج الطائرة ولم يعلم بأنها ستكون التذكرة الأخيرة.

فاليوم الحادي عشر من اذارتحل علينا ذكرى اليمة وهي الذكرى الخامسة لرحيل المرحوم الدكتور دوني جورج يوخنا ، عالم الآثار العراقي وحامي تراث العراق. ففي مثل هذا اليوم من سنة 2011 فقد العراق والعالم عالماً فاضلاً لا يعوّض، ومدافعاً صُلباً عن تراث مهد الحضارة الإنسانية.

لقد كان المرحوم محبا للعراق وفخورا بانتمائه وعاشقا متيما بتاريخه وأكثر ماكان يقول إن إسلافي وأجدادي قد عاشوا في هذا البلد ولزاما علينا إن يعرف العالم عظمة ورقي هذه الحضارة و جسد هذا الانتماء في البحث والتنقيب عن إثارة.

الدكتور دوني باحث ومنقب اثأر ومدير بعثه تنقيبية وأستاذ جامعي في جامعة بغداد ومدير هيئة الآثار والتراث ،ويعتبر الشخص الأول والمسئول والذي يشار إليه بالبنان في عملية استرجاع الآثار العراقية والتي نهبت من المتحف العراقي في نيسان 2003 ،حيث استثمر علاقته العلمية والأكاديمية مع الكوادرالعلميه والاثاريه في العالم بالتفتيش عنها وحث المنابر الدولية إلى التعريف بهذه الكنوزالمسروقه .

عمل المرحوم في مدينة الناصرية ولموسمين تنقبين في تل أم العقارب وكان محبا لمدينتنا عبر دعمه لإعمال التنقيب والتنظيمات الاداريه لمديرية الآثار حيث عمل على إنشاء ودعم قوة حماية الآثار في عام 2004،وكان لنا شرف لقائه والتحدث إليه في ذلك الوقت وان ننهل من غنى تجربته الاثارية والانسانيه وجهوده العلمية .

اشتهر دوني جورج بحملاته من أجل الحفاظ على متحف بغداد ومحاولاته من أجل استعادة الآثار المسروقة منه بعد حرب العراق 2003 ونادي بتحريم بيع تلك الآثار في المزادات العالمية كمقتنيات شخصية ودأب على إعادة بناء متحف بغداد. كما اشتهر بكونه وهو أحد أشهر الآثاريين العراقيين في فترة مع بعد الحرب حيث ألقى العديد من المحاضرات في عدد من جامعات حول العالم

اضطر دوني جورج إلى الذهاب إلى سوريا مع عائلته . ومن ثم استقر في الولايات المتحدة ،وتوفي اثر نوبة قلبيه في مطار تورنتو في كندا قادما من أمريكا لإلقاء محاضره عن سر الخلود في الحضارة العراقية القديمة .ولف الغموض حادثة وفاته وأثارت حولها الشبهات باستهدافه من عصابات منظمة لنهب وبيع الاثار ، وكانت أخر فعاليته هي مشاركته في مؤتمر أقيم في نيويورك في كانون الثاني 2011 للبدء في حملة التنقيب والتوثيق في مدينة أور

 

نحن على يقين تام إنكم ستصابون بدهشة عظيمة عندما تتصفحون سجل هذا الرجل الغيور, فقد كان (جورج) رحمه الله يجيد التحدث باللغات العراقية القديمة كلها, الآشورية والكلدانية والبابلية والأكدية والسومرية, فضلا عن العربية والانجليزية. تخرج عام 1974 في كلية الآداب جامعة بغداد قسم الآثار, وتتلمذ على يد الأساتذة الكبار طه باقر, وفؤاد سفر, ثم تتلمذ على عملاق من عمالقة الآثار العراقية هو البروفسور (بهنام أبو الصوف), وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة بغداد, ثم صار معاونا لمدير عام الآثار العراقية, فمديرا عاما لدائرة الدراسات والبحوث, فمديرا عاما للمتاحف, ثم رئيسا لهيأة الآثار, ثم مديرا عاما للمتاحف العراقية, حتى صار من خيرة الخبراء في مجالات التوثيق والمسح والتنقيب, وبخاصة في المواقع الأثرية في نينوى, وسد بخمة, والرفاعي, وأم العقارب, وأم الفحم, وأور, وإيشان شعيب في هور إصليّن, والوركاء, ولكش, وكيش. .

كان (دوني جورج) طيبا بسيطاً في حياته, يعشق عمله, يحب الناس, لم يكن عنده أعداء, ولا مناوئين, حتى الأكاديمي (عامر حنا فتوحي), الذي وصفه في لحظة غضب بالسم المغلف بالعسل, لم يكن يقصد هذا الكلام, فقد ترك الفقيد في نفوس الناس كلهم لوعة ما بعدها لوعة, وفي القلوب غصة ومرارة, وترك أثرا علميا ووطنيا لا ينسى. .

شارك قبل عام 2003 بتأليف وتصوير باقة نفيسة من الكتب الأثرية نذكر منها: المخازن القديمة لبلاد الرافدين (1985), الأمثال القديمة في بلاد الرافدين (1994), الهندسة المعمارية في القرن السادس قبل الميلاد (1997), قبور الآشوريين (2000), مهارة الصنعة في كنوز النمرود (2002), ثم تغيرت مسارات حياته العلمية بعد عام 2003, وراح ينحت في الصخر بحثا عن الكنوز العراقية المنهوبة, والقطع الأثرية الضائعة, فشارك في تأليف وإعداد سلسلة من الدراسات التحقيقية والتحليلية, نذكر منها: أوعية الطعام المنهوبة من متاحف العراق (2005), تدمير التراث الثقافي في العراق (2008), الآثار تحت الحصار (2008), النكبة وعمليات النهب والدمار لآثار العراق (2008).

إننا إذ نؤبن هذا العالم الجليل لا نؤبن جسدا قد مضى بل نحيي ذكرى إعمال جليلة واثأر خالدة تجسدت بكتبه وجهوده النبيلة بدراسة وتحليل والحفاظ على التراث العراق القديم وتفخرا ارض سومر وذي قار بان هذا المبدع قد قام بالتنقيب والتحليل على أديمها وترك بين أبنائها أجمل الذكريات والمواقف الانسانيه النبيلة فقد كان أخا وأبا للعاملين معه .

أخيراً نقول الصبر لأهل الفقيد ولأحبته ولنا جميعاً .و نطلب متذرعين من الله أن يحمينا ويحمي كل شريف ومؤمن بوطنه وتراثه وأرثه الذي لا يقدر بثمن ويحمي آثار العراق من النهب والتدمير. وليمسح كل دمعة ويزيل الظلم ويظهر الحق والعدل في بلادنا وفي العالم أجمع.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.