اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الموت الانيق// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

الموت الانيق

الدكتور سمير محمد ايوب

 

إضاءة على وقع آخر فضيحة أخلاقية لحازم عطاالله- مدير عام شرطة اوسلو – نسخة دايتون

 

من "أشراط الساعة" في طاحونة التفريط الرسمي الفلسطيني، المرسل على عواهنه بلا خطام، بلا زمام وبلا لجام، ان يدوّي كل يوم إنفجار للفساد مع التخاذل. وأن يُسلِّم ضحاياه أرواحَهم بومضة برق قانطين، دون أن يجدوا متَّسعاً من الوقت، ليسألوا ما سبَقَتْهُم إليه مَؤودَةُ الجاهلية الأولى ذات يوم: بأيِّ حقٍّ قُتِلَتْ؟!

 

بعد موسمية القِصَصِ الفذّة للبطولة الفردية الفلسطينية المعاصرة، وحضورِ قِصصُ علي بابا في رام الله، باتت فلسطين المحتلة كما هي بلد قصص الضّحايا والشهداء، بات لكلِّ فاسد فيها قصة، وهم على العموم سواسية في مرجعيات الفساد.

 

ليس هناك من بلدٍ في العالم، يمكنُ أن تموتَ فيه بفضل الصدفة أكثر من اولى القبلتين، وأن تنجو من الموت غيلة، هو محضُ صدفة متقنة أيضا. وإن كنتُ ناشطا مستداما لتحريرأي حبة تراب فلسطينية، ستكون حتما بين عدادِ القتلى أو الجرحى أو الأسرى أو المفقودين وراء الشمس.

 

أجملُ ما في صدف فلسطين المحتلة، إنسدادها التاريخي وخلوها من الإختيار. فحتى اوسلوييها هم ليسوا محض صدفة عشوائية، بل ثمارُ نكاح استراتيجي، وحَبَلٍ قسري رُتِّبَ له بِلَيلٍ بهيم، بين غصن زيتون لقيط، وقوّاد أسموه بسلام الشجعان، وبائعة هوى مشبوهة مُتعجّلة.

 

يا من لم تخونوا بعد، لا تصرخوا فعتاة الأوسلويين بشَرٌ بلا طبلةِ أذُنْ، وغضبٌ السيوف وكبرياءهُا وشهامتها وعنفوانها، لا تجتمع في جسدٍ أوسلوي على وشك التلاشي.

 

جوقة الدنيا تَفاوُضٍ، تَطهو الشهداء في طناجر الفساد والإفساد المُمَنهج، وتستهلك الدم الطازح لأهلها، حتى صار تخاذلها أوسع وأعمق مما كلفهم به أسيادهم. فارتحل عن هذه المقبرةِ آلافُ الكبرياء، وحمل كثير من الشرفاء صُوَر من مضوا من أحبتهم، على جدرانِ ذاكرة أقسمت أن لا تخون. وأدخلوا ضمائرهم الوطنية، برامج لمحوٍ كلّ ما يذكّرُهم بمن يتاجرون بالرصاصة الأولى وطُهرِ الدم وأول الحجارة، أو تحويلهم إلى نفاياتٍ عاطفية. فوحدهُ تاريخ الشهداء هو القابل للتدوين، وما عداه أعشابٌ سامة على الحواف.

 

قال شهيد ذات مرة: ما أصعب حياة يتناقص الأحبة فيها، الشرفاء لا يطلبون الموت حبا فيه، ولا يستعجلون الرحيل للنجاة من حياة ليست طموحهم، بل يقضمون اليأس بشهية كي تحيا فلسطين. يجيؤهم الموتُ صدفة تارة، وأطوارا بالإقتحام. أن يأخذكَ الموتُ بمشيئتك رزق من الله، أمَّا أن يُميتُك مُجرمٌ من المُبَشَّرَين باوسلو والمُبَشِّرِينَ لها، والمستثمرين فيها، فهو العبث المجاني بعينه. في المحصّلة ولو بعد حين، سيتلاشى قتلة الحلم، لصوص الدم، بائعي وهم أوهى من خيط دخان. أما الجبارون ومعهم ملايين الأحرار الملتزمين، سيتسامون صعودا إلى ربهم طائعين، كي تحيا فلسطين.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.