اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال// يوحنا بيداويد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوحنا بيداويد

 

عرض صفحة الكاتب 

خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال

يوحنا بيداويد

 

ملاحظة

 نشر المقال في مجلة نسمة الروح القدس التي تنشرها ارساليو الروح القدس ف ملبورن / استراليا

 

من الأمراض العصرية التي ازداد انتشارها عند الأطفال في الآونة الاخيرة هو مرض التوحد “Autism Spectrum Disorders – ASD”، انه مرض الاضطراب النفسي، يحدث نتيجة تأثيرات خارجية على نمو دماغ الطفل. وقد ازداد اهتمام المؤسسات الطبية والاجتماعية به في جميع الدول المتقدمة، ووصل الحد إلى ان عينت حكومة جنوب أستراليا وزيرة خاصة (إميلي بورك) للاهتمام بهذا المرض وللحد من تأثيره على المجتمع.

يعجز الأطفال المتوحدون عن إقامة علاقات طبيعية مع البيئة المحيطة بهم، حيث يكون لديهم صعوبة في التواصل الاجتماعي، فلا يستطيعون اكتساب الخبرات من الحياة اليومية، ويتصرفون كإنما هم شبه معزولين عن الناس حولهم، بسبب عدم امتلاكهم الرغبة (المتعة) أو القدرة في أغلب الأحيان للتحسس بأهمية الترابط الاجتماعي معهم.

 

حسب آراء العلماء ان هذا المرض ليس بجديد، وانما زادت نسبته بين الأطفال في العقود الاخيرة لأسباب كثيرة ولكن قد يكون أهمها الشد النفسي نتيجة مستلزمات الحياة العصرية وتغيير البيئة أو العامل الوراثي. النسبة المقدرة للمصابين بهذا المرض في أستراليا هي 1\150 طفل وفي أمريكا هي 1\68، وأن نسبة الإصابة عند الذكور هي 3\1 مقارنة بالإناث. تشير تقارير معهد ابحاث التوحد، ان كل 10 ألاف طفل في العالم يصاب 60 طفل في عمر 5-11 عاماً حالياً به، بينما في السابق كان يصاب 5 أطفال بين كل 10 ألاف طفل لنفس الفترة العمرية. من الجدير بالذكر بأنه عبر التاريخ خرج عباقرة وعظماء بينهم مثل البيرت اينشتاين ونيوتن والرسام الكبير فان كوخ، وتوماس اديسون بسبب امتلاكهم نسبة ذكاء غير طبيعية مقارنة مع أقرانهم، حيث كانوا مصابين بمستوى معين من حالات التوحد.

 

اسباب انتشار المرض في هذا العصر

أما أسباب انتشار التوحد فلحد الآن لم يستطع العلماء تحديد العامل الرئيس لهذا المرض ولكنهم يرجحون عدة عوامل التي تسبب الإصابة به، وتختلف نسبة التأثر من طفل إلى آخر حسب بيئته وهي كالتالي:

1. عوامل وراثية، أي وجود جين عند أحد الوالدين مضمور أو أصيب أحدهما بهذا المرض ولكن بدرجة خفيفة (زيح) ثم اختفى تأثيره.

2. الأبوة المتأخرة للوالدين.

3. النمو والتطور العقلي بسبب التأثيرات الخارجية. هذا العامل يعتمد على التأثيرات المباشرة على النمو العقلي عند الطفل.

4. هناك آراء أخرى غير مبرهنة مثل إصابة اللوزتين المزمن عند الطفل، إصابة الأم بأمراض جسدية أو الشعور بالكآبة في مرحلة الحمل، إصابة الطفل بفايروس ما، أو ضعف الجهاز المناعي عند الطفل.

 

اعراص المرض

اما عن أعراض المرض فهناك اختلاف بين تأثير مرض التوحد من طفل إلى آخر ولكن أهم ميزة هي الانفصال عن العالم المحيط به وعدم قدرته على إقامة العلاقات مع مكونات البيئة المحيطة به وهذه بعض أهم لأعراض التي قد تجدها عند المتوحدين بصورة عامة وهي:

1. عدم الانتباه أو استجابة الطفل المتوحد عند مناداته.

2. لا ينظر الطفل المتوحد إلى المنادي (صعوبة التواصل)، كأنما الأخير غير موجود، بل ربما لا يفهم صوت المنادي!

3. لا يرغب الطفل المتوحد ان يعانقه الأخرين كثيراً، بل ينكمش على ذاته.

4. يفضل الطفل المتوحد ان يستمر باللعب لوحده دائماً (الانعزال عن الأخرين).

5. يصعب على الطفل المتوحد التحدث مع الأخرين ولفظ المفردات اللغوية، ويتأخر في النطق مقارنة مع اقرانه من الأطفال بسبب ميله إلى العزلة.

6. الطفل المتوحد يطلق أصوات غير مفهومة حينما يريد ان يتحدث أو يكون في حالة النشوة أو الغضب.

7. يتفادى الطفل المتوحد المشاركة في اللعب مع أقرانه من الأطفال، ويصعب عليه فهم اللعبة أو حل المشاكل البسيطة أحياناً بسبب قلة الخبرة المكتسبة عنده.

 

الخلاصة.

 أن هذا المرض هو عصري، وان عدد المتوحدين في زيادة سنة بعد سنة، أسبابه عديدة لكن ربما أهمها هي العامل الوراثي وتغير البيئة التي تعرض لها الإنسان خلال 200 سنة الاخيرة حيث تغير اسلوب الحياة والتفكير بعد انتقال الإنسان من الريف إلى المدينة. حصول تغيرات على الطعام وجودته؛ ظهور الأطعمة المعلبة، والمصنعة، وأكل الفواكه المهجنة.

 

تأثير الادوية؛ حيث زادت المركبات الكيمائية في الجسم عن السابق، التواصل الاجتماعي؛ ابتعاد الوالدين من الاحتكاك مع الطفل بسبب مشاغلهم والتزاماتهم، كلها مجتمعة أثرت على نمو الدماغ الذي بدوره يخلق اضطراب نفسي عند المتوحد.

 

المطلوب ان نقلل الأدوية والحقن، الاهتمام بجودة طعام الطفل خاصة الألبان، تقليل من تغير نمط الحياة عن الوضع السابق (الاستقرار على عادات وطقوس يومية في العائلة)، زيادة العناية بالطفل لا سيما من فترة الولادة لحد الخامسة من عمره، تقليل عدد ساعات اللعب بالألعاب الالكترونية، والرجوع إلى تعليم الأطفال بالأسلوب القديم سرد قصص، بأسلوب قال الراوي، حيث يتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره من خلال الشعور بمشاعر الأخرين ومن خلال الإيحاءات التي يظهرها الراوي له حسب أحداث ومجريات القصة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.