اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• شرعية غضب الشباب في 25 / شباط والجذوة الثورية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
يوسف زرا

    شرعية غضب الشباب في 25 / شباط والجذوة الثورية

 

إن شرعية الحياة بالعيش الكريم للإنسان عبر مسيرته التاريخية الطويلة ، الاجتماعية والاقتصادية بالدرجة الأساسية وما رافقها من المستحقات المفروزة من تفاعل العاملين المذكوراعلاه ، ومنها حرية التعبير والمعتقد لما يخدم حقوق الفرد بشكل قاطع وحقوق كل شريحة أو طبقة اجتماعية ، كل حسب عصرها وبيئتها ومقدار طموحاتها المادية والمعنوية عبر الوسائل المتاحة بغية تحقيق تغيير الوضع القائم وإزاحة سلبياته الطافحة من الموروث الزمني وما ترسب منها وأصبح عائقا أمام تقدم الحياة بصورة عامة وغير قابل للتغيير أو التجدد جزئيا أو كليا ، وما يمكن استخدامه من الآليات والصيغ ذات الشرعية القانونية السائدة والمكتسبة لأكثر من جيل ولمصلحة فئة اجتماعية فوقية سواء كانت ذات صفة طبقية إقطاعية أو برجوازية وطنية أو دينية وقومية معتدلة ، ومنها متطرفة وأقامت نظاما بوليسيا وحكما دكتاتوريا فرديا . أو لفئة يسارية يمثل مصالح الطبقات والفئات المسحوقة للبني التحتية العريضة في المجتمع من العمال والفلاحين وصغار الكسبة والارتال العاطلة من الشباب والخريجين ويصعب عليهم كسب لقمة العيش البسيطة ، إلى جانب الكتل الأخرى من المثقفين والأدباء والفنانين ورجال العلم والمعرفة وغيرهم .

 

كل هذه الأصناف البشرية والتي تعيش ضمن حدود ارض معينة، ماهي إلا مجموعة مكونات اجتماعية متفاعلة مع بعضها وفق ضوابط وقوانين أساسية، ومنها على سبيل المثال نزعة البقاء بمفهومها البيولوجي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والتي تقود الإنسان وجميع الكائنات الحية إلى حصيلة حياتية فردية وجماعية أفضل من سابقها نوعا وكما، وهي شرعية أزلية وضرورية لاسطفاف الأفضل وفي كل زمان ومكان. إلى جانب قانون توازن الأحياء في الطبيعة وهو رديف القانون الأول ومتمم له. وان كلاهما ظهرا مع المكون الفطري للحياة ولابد أن يتطور ( أي ظهور الجديد وبصفات وخصائص جديدة أيضا ) وان المجتمع الإنساني وصل في تحقيق الأفضل لحياته وعبر استخدامه آليات وسبل غير مألوفة لما سبق من الأجيال البشرية. ولابد من المقارنة بين مفهوم نزعة البقاء بمفهومها الفطري وبين الجذوة الثورية التي تخلق الثورات لتحقيق التغيير الجذري في البني التحتية للمجتمع كقوى فاعلة ومتفاعلة في قيادة كتل بشرية لمختلف الأعمار والأجناس ومن مكونات اجتماعية واثنيه ودينية وقومية وسياسية وغيرها وتصهر في بودقة التغيير (التفاعل الجماعي) بغية الحصول إلى كم ونوع جديد من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية تتناسب ميزة العصر واستحقاقه الزمني لمسيرة طويلة وشاقة والتي لا تخضع لتوقف أو الركون. لان الحياة ليست إلا كسيل الماء المتدفق من الينابيع والعيون والتي لابد من تلاحمها لتكون جداول وانهرا تصب جميعها في المحيط. وان أية كتل أو مجتمعات بشرية تحمل في ثنايا خلاياها الحية بذرة الثورة أي أداة التغيير. وان الجذوة الجامحة لهذه البذرة لايمكن كبحها وصدها وإبطال تفاعلها. لأنها تمثل قوة الدفع للتغيير الضروري وكل حسب حاجته الإجمالية. أي ضمن وحدة التجمع وليس فرادا. وهذه العملية بحد ذاتها هي ظاهرة التمرد على الواقع غير الصالح والذي أصبح خارج مفهوم البقاء للأفضل لنزعة البقاء .

 

ولابد أن نأتي إلى ما نحن بصدده من الأنظمة القائمة بؤطرها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها. ولا ترغب أن تعي مفهوم ضرورة التغيير وأهمية نبذ القديم والبالي منه والإتيان بالجديد. أي تغيير الشرعية المستبدة والمتحكمة بأمرها. والتي تضطر إلى تقديم الكثير من الوعود الفارغة وتراوغ وتماطل في الدفاع عن وجودها وتلجأ إلى استخدام الأجهزة والوسائل البوليسية القمعية القديمة بغية احتكار السلطة وحماية نفسها ومصالحها الأنانية.

 

وإذا كان الشعب العراقي قد عانى من النظام السابق الظلم والقهر والحرمان ولعدة عقود فان صبره لم يقبل بان يمتد الظلم والاستبداد بالسلطة إلى سنين وسنين. وان تسلب إرادته وتنتهك حقوقه الأساسية في الحياة، وتعيق تقدمه للالتحاق بالركب الحضاري والمدني لباقي الشعوب، وهذا حق شرعي وطبيعي لهذا المجتمع ولجميع مكوناته الاجتماعية التاريخية وضمن قوانين ودستور معاصر يحقق فيه الديمقراطية والتعددية والحياة الحرة الكريمة.

 

فجاءت السلطة الحالية وبعد مضي ثمانية أشهر من الانتخابات الأخيرة والثالثة خلال ألثمان سنوات من بعد سقوط النظام السابق ومجيء الاحتلال الأجنبي. حكومات متعاقبة قضتها في المراوغة فيما بينها بغية الاستيلاء على سدت الحكم والمماطلة والتسويف وسياسة الضحك على الذقون بتحقيق كذا وكذا مما أدى إلى فقدان الأمن والفوضة الاقتصادية وزيادة الفقر وهجرة مئات الآلاف من العوائل خارج الوطن  وداخله وخاصة من الأقليات الاتنية والدينية الكلدو أشوريين سريان ، صابئة ، يزيدية وغيرهم. إلى جانب استفحال الفساد المالي والإداري والمحسوبية في توزيع المناصب الوظيفية الخاصة وذات النفع المادي للأقلية الحاكمة.

 

فكان غضب شباب العراق الذي انفجر صبيحة يوم الجمعة المصادف 25/2 وفي كل المحافظات بدءا في العاصمة بغداد وخرجت الجموع الفقيرة لتعبر عن الواقع المأساوي والحالة المزرية التي يعيشها كل فصائل وشرائح المجتمع، وظهور فئة نفعية صغيرة من كبار أصحاب المليارات من الدولارات على حساب ملائيين العاطلين والمشردين من العوائل والشباب. وكانت انطلاقتهم في ساحة التحرير وباقي مدن العراق تنم عن مدى وعيهم واحترامهم للقانون وهم لا يحملون سوى لافتات وقطع من الكارتونات مثبته بها مطالبهم المشروعة وإصلاح النظام الفاسد والقضاء على أوكار الإرهاب والجريمة المنظمة واستدباب الأمن وتوفير العمل من الجيش من الشباب العاطل وغالبيتهم من حملة الشهادات الدراسية المتقدمة. إلى جانب احترام حرية الرأي والكلمة الحرة والأقلام المخلصة للوطن وتحرير المرأة من القيود المجحفة ذات الصفة القبلية الرجعية وغيرها.

 

وسارعت جموعهم في مواكب مسالمة لا تحمل إلا ما صرخت به حناجرهم لتصل أصواتهم إلى كل المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وغيرهم، والتظاهر السلمي قمة الوعي  الحضاري الاجتماعي التي تميزت به جموع الشباب والشعب العراقي فكانت الهجمة الشرسة والتنكيل بالجموع المتظاهرة وسقوط العديد منهم بين شهيد وجريح وأخر إحصائيات في جميع أنحاء العراق سقوط بحدود (20) شهيدا وأكثر من (200) جريح من الناس العزل. علما إن الدستور العراقي نص على حق التظاهر السلمي وتقديم الشكاوي. اهكذا يجاز الشعب العراقي الواعي المطالب بالحقوق الأساسية للحياة وتضرب تجمعاته في ساحة التحرير وفي غالبية مدن المحافظات بالرصاص. إلى جانب الاعتقالات التي طالت الكثير من المتظاهرين ورجال الإعلام.

 

ألا يجب على الحكومة الحالية أن تراجع نفسها وتصرفاتها وتشرع بإصلاح الأمر وضرب بيد من الحديد على كل من أمر بضرب هذه الجموع المتظاهرة سلميا وإحالتهم إلى العدالة. والإسراع بتلبية المطاليب المشروعة

 

أيها السادة الم تصل إلى أذانهم ما صرخ به الكثير من الشيوخ والنساء المسنات بان ( وصل السيل الزبى ) فكيف تريدون أن يسكن هذا الشعب على ما هو عليه وانتم تعيشون في فلل وقصور بعيدين عن الحالة المأساوية الاقتصادية والأمنية له.

 

حذار حذار من التمادي في اضطهاد شعبكم فانظروا إلى ما حولكم والقريب منكم وما جرى لحكامهم رغم جسامة التضحيات التي قدمتها شعوبها وعلى يد أداة القمع البوليسية لهم ضنا منهم أنها تحميهم من السقوط....... ولكن !!!

 

                                                                              

 

                                                                             27/2/2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.