اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الاقطاب العسكرية والخطوط الحمراء// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الاقطاب العسكرية والخطوط الحمراء

يوسف زرا

 

17\3\2014

 

      منذ ظهور الاتحاد السوفيتي على الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية المنتهية في عام 1945 حصرا كقوة عسكرية بالدرجة الاولى. فقد كانت الولايات المتحدة الامريكية في دور النمو العسكري والاقتصادي ايضا على الساحة الدولية كوريثة للدول الكبرى لاوربا الاستعمارية الكولنيالية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا واللتان انهكتهما الحرب العالمية المذكورة اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ونفسيا عكس امريكا لانها كانت جغرافيا بعيدة عن الحرب.

      بمعنى ان نجم الولايات المتحدة الامريكية وبعد نهاية الحرب الكونية المذكورة بدأ يتألق ويفرض وجوده العسكري في كثير من بقاع العالم وبشكل مبرمج اعلاميا وسياسيا وضد خطر ماسمي بزحف المد الشيوعي السوفياتي الى دول اوربا الغربية المنهارة كما جاء اعلاه. بعد ان تمكن الجيش الاحمر السوفياتي المساهمة الفعالة في تحرير غالبية دول اوربا الشرقية من فلول الجيوش النازية الى المانيا الهتلرية والفاشية الايطالية الموسلينية والتي سقطت حكوماتها تحت ضربات الجيوش المذكورة منذ الايام الاولى للحرب المذكورة في عام 1939 حتى عام 1945 وسقط الرايخ الالماني. وطرحت امريكا مشروع المارشال للدول الغربية المنكوبة للمساعدة في اعادة بناء هيكليتها الاقتصادية والعسكرية وباقي مؤسسات الدولة بغية صد الزحف السوفياتي نحوها.

      فبدأ التدخل الامريكي في كل من اسيا واحتلت مكانتها في فيتنام الجنوبية بعد انهيار القوة العسكرية الفرنسية فيها بعد سقوط قلعة ( فيان فو) على ايادي قوات الثوار والجيش الشعبي لفيتنام الشمالية. وكذلك بأسم قوات هيئة الامم المتحدة تدخلها في كوريا الجنوبية في حرب الخمسينيات من القرن الماضي وبكل ثقلها العسكري في الدولتين المذكورتين .

      ثم جاءت هزيمتها في فيتنام وخروجها عسكريا مهانة - وفي كوريا استمر الدعم العسكري المباشر واللوجستي لحلفائها في القسم الجنوبي حتى توقفت الحرب في عام 1955 واعلان كوريا دولتين وحتى هذا اليوم الشمالي بقيادة الحزب الشيوعي الكوري والجنوب تحت وصاية امريكا .

      فكان اول الاحتدام المباشر بين القطبين السوفيتي والامريكي عسكريا خارج جغرافية الدولتين تحديدا عام 1961 في ازمة الصواريخ السوفياتية في عهد زعيمها نيكيتا- س- خروشوف, وشعور امريكا بقرب خطر القطب العسكري المرهب والمرعب في اراضيها في حالة تم نصب تلك الصواريخ في دولة كوبا الصغيرة والتي لاتبعد عن سواحلها الا بضع كيلومترات فكان ذلك وللمرة الاولى الانذار الامريكي للاتحاد السوفيتي كخط احمر اذا لم تتوقف السفن السوفياتية في عرض المحيط الاطلسي وتعود الى قواعدها .

      ولم يتوان الاتحاد السوفياتي ان يعلن انذاره لامريكا كخط احمر اذا غزت كوبا والا الحرب لامحال, فتراجع الطرفان وتعهدا ان يلتزما بالشرطين التاريخيين وبدون اي تأخر وتخلصت البشرية من كارثة حرب كونية مدمرة وتنفست شعوبها الصعداء .

      الا ان امريكا لم تهدأ تفكر وتعمل من غيرها عن خلق الظروف المناسبة في فرض سيطرتها العسكرية على الساحة الدولية كقطب واحد, ومنها منابع الثروات الطبيعية في كل من الشرق الاوسط والدول العربية وشمال افريقيا وفي مقدمتها ليبيا وغيرها .

      وفعلا تحقق ذلك واختل ميزان القوى المؤثرة في الساحة الدولية بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي وحلفائها في دول اوربا الشرقية في عام 1991 . فغاب قطب التحدي, واختل التوازن لصالح امريكا كقطب واحد فقط .

      فبدأت مرحلة احتلال المواقع ذات النفوذ السوفياتي بانتهاء عصر ماسمي (الحرب الباردة) ولم يكن بوسع اي منها شن حرب فعلية (ساخنة) على الاخر لما يملكان من اسلحة الدمار الشامل لبعضهما ولجزء كبير من القارة الاوربية من الاسلحة النووية والصواريخ البالستية حاملة القنابل الذرية وبعيدة المدى. وكانت الهدنة الجبرية واللاارادية بين الطرفين ولصالح البشرية ولكن الكل ظل متربصا بالاخر للنيل منه ومحاولة انهائه نفسيا اولا واقتصاديا واجتماعيا ثانيا.

      مرت ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفياتي وبدأت روسيا بلم اوصالها وتطبيب جروحها الداخلية مع احتفاظها بمستوى خزينها الاستراتيجي المقتدر عسكريا للدفاع عن الذات حتى انتعشت اقتصاديا ورأت انها قادرة على العودة الى الساحة الدولية والوقوف بوجه القطب الامريكي المنفلت وتمكنت امريكا خلال عقد من الزمان اسقاط عدة انظمة وفعلا فاسدة ومستبدة ولكن تعلم انها هي التي صنعت حكامها ومنها اسقاط نظام صدام في 9\4\2003 واحتلال العراق عسكريا وثم نظام معمر القذافي في ليبيا ونظام علي عبدلله صالح في اليمن وكل ذلك لم يحض امريكا من بسط نفوذها العسكري بل احجبت القوى المعارضة في سوريا(النظام العروبي الوحيد) الباقي في المنطقة العربية ومجاور لاسرائيل والمساند لكل حركة قومية اودينية مناهضة لاسرائيل في كل من فلسطين - غزا- وحزب الله في لبنان .

      فتحركت روسيا فعلا وانذرت امريكا وحلفاؤها الاوربيين بأن سقوط النظام في سوريا يعتبر الخط الاحمر بينهما, وان اوربا خذلت امريكا بأمتناعها مشاركتها بالتدخل المباشر في سوريا كما فعلت في العراق وليبيا. في الايام الاخيرة ومن دون سابق انذار وبعد تنحية رئيس جمهورية اوكرانية من منصبه وتولي الاطراف السياسية اليمنية المتطرفة المدعومة من الغرب

(الاتحاد الاوربي) وامريكا مباشرة.

      فجاء الانذار الروسي الثاني لامريكا وحلفائها بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم عسكريا ذات الغالبية الروسية وبطلب من حكامها مباشرة, بان اي تدخل عسكري في اي جزء من اوكرانيا يعتبر خط احمر بين الطرفين وفعلا تحركت روسيا عسكريا وجويا وبحريا استعراضا للقوى وانذارا للطرف الثاني .

      وكان فشل امريكا وحلفائها من محاصرة روسيا في حالة نجاحها في السيطرة الغير مباشرة بواسطة قوى متطرفة يمينية على عموم اوكرانيا وان (القرم) اصلا كان هبة خروشوف                          

للدولة الاوكرانية التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي وهكذا يلعب الخط الاحمر الفاصل الذي يحد من جبروت كل قطب يسعى فقط لتحقيق مصالحه على حساب الشعوب المغلوبة على امرها  وحتى الكبيرة عندما تكون في غفلة من التاريخ .

      وماحل بالشعب العراقي من نظام حكم المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية وفقدان الامن واستعمال الفساد المالي والاداري وتهميش الدستور من الجهاز التنفيذي والبرلماني وسيطرة القوى الارهابية على الكثير من مواقع العراق ومحافظاتها واستعمال خطر الحرب الاهلية ,وكذلك في ليبيا واليمن وسوريا بالذات منذ مايقارب اكثر من ثلاث سنوات فكانت الساحة الدولية يصول بها ويجول القطب الواحد امريكا وغرب اوربا فقط.

 

      فلابد ان تتوازن الساحة الدولية وان لايبقى مصير الشعوب الضعيفة تحت رحمة القوي المتغطرس كما هو الحال القائم, ولا حول ولا قوة لشعوبها وطليعتها النخبة التقدمية المعصية .        

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.