اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أحقا ترامب – رئيس أمريكي – حمل وديع؟// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أحقا ترامب – رئيس أمريكي – حمل وديع؟

يوسف زرا

القوش/ العراق

 

إن ما أفرزته الحرب العالمية الثانية التي نشبت من عام 1939 إلى عام 1945 بين دول المحور المؤتلفة من – ألمانيا وايطاليا واليابان – وبين دول الحلفاء, كل من بريطانيا – فرنسا – الولايات المتحدة الأمريكية وثم الاتحاد السوفيتي منذ عام 1941 لغاية عام 1945 أيضا, بسبب نقض هتلر معاهدة عدم الاعتداء بينهما.

كان فعلا ما أفرزته نهاية الحرب المذكورة, بمثابة المفترق الأول بين الكتلتين الكبيرتين – الغربية الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية – والدول الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي.

وبسبب بعد جغرافية أمريكا اليابسة من ميدان الحرب الرئيسي والتي شملت قارة أوربا بجميع دولها الشرقية والغربية وبدون استثناء, وظلت تحتفظ بالهيكل الكامل لجميع مؤسساتها التاريخية – الاقتصادية والاجتماعية – الثقافية والصناعية والخدمية وغيرها. وكل ما خسرته طيلة الحرب المذكورة ال (5) سنوات لا يتجاوز من البشر – القوى العسكرية بكل صنوفها – بضعة مئات الآلاف مع بضعة آلاف أيضا من المعدات الحربية – البرية والجوية والبحرية – قياسا لما خسرته باقي الدول – من الحلفاء والمحور والمحايدة منها معا. والتي خرجت جميعها من الحرب المذكورة مثخنة بجروح عميقة, وبمثلها من الأسرى والمفقودين من كافة صنوف القوات المسلحة ومن الأهالي العزل.

وكان قادة وشعوب الدول المذكورة قد أصابها دوار كبير لا تعرف كيف ومن أين تبدأ بعملية إعادة بناء ما دمرته الحرب المذكورة من المؤسسات التاريخية الرئيسة والثانوية للبنى التحتية لمجتمعاتها, ودمار مئات المدن وآلاف القرى وزوالها من جغرافية الأرض, رغم مشروع مارشال الداعم لها ماديا بعد عام 1945. فكانت الفرصة التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية, لتستغل الزمن والواقع المأساوي لأوربا, لتفرض نفسها على الساحة الدولية عامة والأوربية خاصة, بأنها فهلا القوى العسكرية والاقتصادية الكبرى الوحيدة على ارض الواقع وبدون منافس. ويمكنها البدء بالتلاعب بمقدرات الشعوب صغيرها وكبيرها, لا بسبب قلة خسارتها في الحرب المذكورة, بل لامتلاكها والوحيد – السلاح النووي – واستعماله في أواخر الحرب المذكورة عام 1945 ضد اليابان في المدينتين – هيروشيما وناكازاكي – وحسمت الحرب لصالح دول الحلفاء.  

فعلا فقد انتعشت القيادة الأمريكية (النخبة السياسية والعسكرية) ممثلة للنظام الراسمالي الدولي, وطفح كبريائها وطغى غرورها, حين اعتقدت بأنها أصبحت صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في مفهوم السلم والحرب, وتنظر بمنظارها الرأسمالي فقط, إلى باقي شعوب الأرض – دون أن تراعي مصالح غيرها مهما كلف البشرية الأمر, وكان ذلك, ظهور اولى بصمات نهج الحرب الباردة بين الشرق السوفيتي والغرب الرأسمالي, وأسرعت لتشكيل الأحلاف العسكرية ذات الأهداف العدوانية تجاه أي نظام وفي المقدمة المنظومة الاشتراكية, وأولها حلف الناتو عام 1949 والذي ضم معظم دول الغرب – الحلفاء- سابقا. وثم حلف بغداد عام 1955 وأخيرا لإكمال حلقة تطويق المنظومة الاشتراكية, غربا وجنوبا وشرقا, حلف جنوب شرق آسيا العسكري العدواني ومن ضمنها الحليف الجديد – والعدو السابق – اليابان الخاسر الأكبر مع ألمانيا.

ولم يقتصر نشاطها العسكري المحموم والمكشوف عبر الأحلاف المذكورة ضد السوفييت جهدا, وضد كل من يتقاطع مع نظامها الرأسمالي, حتى ضمت دولة ألمانيا الغربية الجزء الذي يمثل ألمانيا الهتلرية الخاسرة, عضوا في حلف الناتو عام 1945.

وهكذا, انقسمت أوربا إلى كتلتين معاديتين ثانية مع برمجة أساسية عدوانية من النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية, بالشروع بالتصعيد الإعلامي المتشنج, والتسابق في إنتاج آليات الحرب, حتى وصل الأمر في الستينيات من القرن الماضي الى قاب قوسين او أدنى من التصادم المسلح بينهما في أزمة خليج الخنازير في كوبا سواء في جغرافية أوربا وأمريكا, وعلى نطاق العالم اجمع, حتى اعتلى رونالد ريغن منصب رئاسة أمريكا عام 1981, ولمدة ثمانية أعوام , وبدأ التلميح والتصريح بشن حرب فضائية على الاتحاد السوفيتي, مما حدا بالدولة الثانية بالرد ولو إعلاميا لخلق توازن القوى بأنها ستستعمل في الحرب القادمة المطر الذري , أي , مئات القنابل الذرية على أمريكا.

ولكن هل حقا إن تلك القيادات الأمريكية, انطلاقا من – الرئيس- ريغن – عبورا الى كارتر وثم بوش الأب ومن بعده كلينتون وبوش الابن في الثمانينات من القرن الماضي, وما تخلل الفترة المذكورة من الحروب الاقليمية بقيادة أمريكا – في كل من كوريا – وفيتنام – والتآمر على كل من شيلي واندونيسيا, في عهد سوهارتو والتدخل المباشر في يوغسلافيا وتفتيتها الى دويلات حتى آخرهم (باراك اوباما) الذي تولى الحكم من 2009 لغاية نهاية 2016, لم تشعر قيادات هذه الدولة بان مصير البشرية لا يمكن أن يبقى رهينة بيد شلة من المتطرفين السياسيين والعسكريين المتعطشين لسفك الدماء, ودمار الحضارة البشرية قاطبة, فقد أضاف – اوباما – الى من سبقوه في سياسة التهديد والوعيد والتدخل المباشر في كثير من بقاع الأرض لدول صغيرة وفي مقدمتها العربية في منطقة الشرق الأوسط, ومنذ ما يقارب الخمس سنوات, بإنشاء عدة منظمات دينية إرهابية, مع تدريبها وتمويلها بشتى أنواع آليات الحرب الطويلة والأهلية هنا وهناك, وفي مقدمتها سوريا واستفحال خطر هذه المنظمات وامتداده الى دول الجوار, العراق 2014, واليمن وليبيا بعد سقوط ألقذافي عام 2010, لا بل إن خطر هذه المنظمات الإرهابية الإسلامية وصل الى عقر دار غالبية دول أوربا الغربية والوسطى وحتى أمريكا بالذات. ومعلوم لدى الجميع الأحداث الدموية التي حصلت في كل من فرنسا, بريطانيا, بلجيكا, المانيا, امريكا خلال عام 2016 حصرا, وتحسست اوربا بضعفها ولابد من انزوائها. واهتمت إستراتيجية القيادة السياسية والعسكرية التقليدية بوصول هيلاري كلينتون الى البيت الأبيض ورئاسة امريكا, بغية متابعة نفس النهج العدواني للقيادات السابقة حتى وصل الأمر قبل عام وأكثر بان تخرج روسيا الاتحادية من سباتها الطويل الذي دام أكثر من عقدين, بعد ترتيب الأمن الداخلي لما بعد عام 1991, كقوة دولية عظمى لمجابهة غطرسة سياسة قادة الغرب عامة وأمريكا خاصة. بظهورها المباشر في سوريا وبدعمها الا محدود لحكامها ومحاربتها الإرهاب الممتد على جغرافيتها وبشكل مخيف وبدعم من امريكا عبر حلفائها, دول الخليج العربي, المكشوف والممولة لجميع المنظمات الإرهابية في كل من سوريا, الجزائر, تونس, وأخيرا العراق واليمن وليبيا وباكستان وأفغانستان. فان انتخاب دونالد ترامب المفاجئ لقيادة امريكا وذلك في 15/10/2016 والغير متوقع والذي كانت تصريحاته المكشوفة ضد سياسة من سبقوه بدون تحفظ ولا تردد, الذي أعلن مرارا أثناء فترة المنافسة مع هيلاري كلينتون , بأنه ضد الإرهاب الدولي ويجب القضاء على منظماته أينما كان وانه بعد انتخابه وفوزه بالرئاسة سيتعامل مع جميع الدول على أساس التعاون والحوار المباشر. ويهتم باشان الاقتصاد الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية.

وهل فعلا, ترامب, يمثل صحوة الضمير الإنساني وقلب الموازين من التحارب بين الشعوب الى التعاون معا ولمصلحة الجميع؟

وخيرا لابد ان نقول :

بان لقادة الغرب عامة وأمريكا خاصة, الدور الرئيسي والمباشر وبدون تحفظ باستثمار التطرف الديني أولا, والقومي ثانية, في دول العالم الثالث والإسلامي تحديدا وعلى نطاق آسيا وأفريقيا, وبدا من عام 1979 بظهور منظمة القاعدة الإرهابية في أفغانستان وإسقاطها النظام الموالي للسوفيت فيها, وثم استفحال خطرها في المنطقة العربية وامتداد ما استنسخ بعناوين جديدة لمنظمات إسلامية متطرفة أيضا, داعش الأكثر شيوعا وإرهابا , جبهة النصرة, أنصار الحق, أحرار الشام, وغيرها, وامتداد خطرها الى غالبية دول الشرق الأوسط والأدنى وغيرها.

ولم تشعر امريكا بالخطر المباشر عليها من المنظمات المذكورة الا في الأيام الأخيرة , ورغم ذلك, فإنها مشخصة والى اليوم بأنها الراعي الأول للإرهاب الدولي لمنظمات إسلامية, سنية متطرفة وممولة لها بدون تحفظ.

وهل سيتمكن التيار السياسي والعسكري الأمريكي لما قبل ترامب من إفشاله وخذلانه؟ لأنه جاء متقاطعا كليا مع النهج السابق وبدون إنذار مسبق منه. او تبقى الشعوب تراقب الميدان السياسي على نطاق العالم بعد تولي المرشح الفائز, ترامب, بعد استلامه السلطة رسميا في أواسط الشهر القادم.

ام ان سلم تطور الحياة وفق المادية التاريخية أوصل النظام الرأسمالي وعولمته الى أعلى مراحله؟ ... وكفا

يوسف زرا

 

15/10/2016 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.