اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• البدلــــة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم عصام شابا فلفل

البدلــــة

 

بدلة .. هذه الكلمة ذات الاربعة احرف ، تلعب دوما في حياة الانسان لعبتها التي لا ترتكن الى مبدأ معين وفي أي زمان ومكان ، ودون مراعاة لظرف هذا او مكانة ذاك ، فالكل متمسك بارتدائها وفي كل لحظة من حياته منذ ولادته وحتى تنزل معه الى القبر ، وهذا ينطبق على الجميع سواء كان المرتدي فقيرا ام غنيا .. ملكا ام عبدا.. رجلا كان ام امرأة ..طفلا ام شيخا .. اما استعمال البدلة فله من الفوائد الشيء الكثير ومنافع لا تعد ولا تحصى ، اذ لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها مطلقا مهما كانت منزلته الاجتماعية وما دام فيه عرق ينبض ، فهي تستر عورته اولا ، وتقيه برد الشتاء الشديد وتحمي جسمه من حرارة الصيف اللافحة ، اضافة الى انها تظهره بالمظهر اللائق والجميل امام الملأ . اما صناعة البدلة فانها تمر بعدة مراحل من تفصيل القماش الى خياطته ومن ثم ارتدائه من قبل الفرد ، كما ان صناعتها يجب ان تتم بحسب قياسات مختلفة تتناسب مع كل الاحجام ( نقصد احجام الاشخاص ) ، فهناك من الافراد من هو بدين عريض وهناك من هو ضعيف نحيف ، كما ان هناك الطويل والقصير والمتوسط .. فلكل حجمه وقياساته اذن ..! كما ان نوع القماش المستخدم في صناعة البلدة يفرضه احيانا الوضع الاجتماعي للفرد ، واحيانا الوظيفي .. فمثلا لاعب كرة القدم اثناء ممارسة للعبة يجب ان تكون البدلة التي يرتديها خفيفة جدا كي لا تعيقه عن الحركة ، والغريب انه يلعب بتلك البدلة حتى لو كانت السماء تسقط من سحابها ثلوجا غزيرة ، علما بانها لا تستر من جسمه الا عورته احيانا .. يا للعجب .. اما بدلة السمكري والميكانيكي والافراد الذين يعملون في اعمال الحدادة عامة فيجب ان تكون بدلاتهم من النوع الذي يمنع تسرب الدهون والشحوم المسمومة الى اجسامهم ، وكذا الحال بالنسبة لعمال الخدمات الذي يقومون بتنظيف ازقتنا ورفع قذارتنا اليومية فانهم يرتدون بدلة خاصة بهم اضافة الى ارتدائهم بعض من الاكسسوارات مثل القفازات في اليدين والاحذية البلاستيكية الطويلة ( الجزمة ) في ارجلهم لغرض ان تقيهم شر الجراثيم والامراض التي قد تصيبهم وهم ينظفون قذارتنا من الازقة والشوارع ..!ولكن في المقابل نرى اشخاص اخرين يرتدون البدلات الانيقة ومن موديلات راقية بسبب وضعهم الاجتماعي الرفيع ، ولكن حتى في هذه الحالات يوجد تفاوت كبير في نوع البدلة التي يرتديها الفرد، فالاستاذ الجامعي يتانق ببدلة خاصة قد تكون احيانا من ثلاث قطع تبعا لنوع وظيفته ومقدار ما يتقاضاه من مرتب ، وقد يتوسطها  غالبا ربطة عنق جميلة ، اما المدير العام والوزير ، فهنا والله اعلم أي نوع من البدلات يرتدون .. ولكن لو لاحظنا بدلات السادة الكبار وخاصة في الدول الشرق اوسطية والعربية منها خصوصا ـ لأخذنا عجب العجاب ، فلو تفحصنا الامر جيدا لوجدنا بان كبار المسؤولين في الدول الديمقراطية والغربية منها خصوصا ، لوجدنا بان كبار ساستها يتميزون ببساطة الزي الذي يرتدونه ، في حين ان رؤساء وملوك بلداننا العربية والشرق اوسطية يرتدون ازياء قد تجعل منهم في كثير من الاحيان محل فرجة للغير ..!! وهنا لا بد لنا من التذكير ببدلة لا بد لكل منا ان يرتديها حين اضطجاعنا على  الفراش الا وهي بدلة النوم ، اذ يمنعنا فراشنا من الاضطجاع فوقه دون تلك البدلة ..!! اما حجم البدلة من كبر وصغر وطول وعرض واحيانا حتى لون القماش الذي تصنع منه ، فان الذي يفرضه على ذلك هو الواقع الاجتماعي للفرد .. فالواقع الاجتماعي والمنصب الوظيفي يقرر حجم البدلة التي يرتديها الفرد ، فالملك ورئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء ..لا بد ان تكون بدلاتهم من النوع الفضفاض قليلا ومصنوعة من القماش الذي يظهرهم كبارا في علم السياسة ، ويجب ان تكلف صناعتها كذا مليون من الدنانير .. لأنها بدلة دبلوماسية تمثل الوطن .. والذي يرتديها حتى وان كان جاهلا بعلم المنطق والسياسة فانه سوف ينطلق لسانه بحكمة العقلاء ويتعلم من خلالها ايضا على الاتكيت الخاص بالملوك والرؤساء وكبار الشخصيات ..!!وفي المقابل نرى بان هناك اشخاصا يرتدون بدلات لا تناسبهم من حيث المظهر او الحجم او حتى اللون .. لذا تراهم بين فترة واخرى يغيرون بدلتهم او يصبغونها بلون يجعلهم قريبين جدا من مستوى ارتداء تلك البدلة ، فالذي كان يرتدي البدلة الخضراء مثلا  صبغها باللون الوردي ، والذي كان يرتدي طوال عمره البلدة الحمراء نراه اليوم يرتدي بدلة بنفسجية وغيرها ، علما بانهم يعرفون جيدا بان تلك لبدلات لا تناسبهم ابدا ، بل انهم يصبحون احيانا عرضة للسخرية والانتقاد من قبل الناس ..والانكى من ذلك فانهم ينكرون ارتدائهم لبدلاتهم القديمة ، بل يعتبرون انفسهم هم من صمموا بدلتهم الجديدة التي يرتدونها وينكرون فضل الاخرين عليهم في ذلك ، وقد فاتنا ان ذكر بان هناك بدلات خاصة بالتنكر وبجميع نواحي التنكر واخفاء الحقائق ، فهناك من تراه مدثرا بجلد الغنم فتعتقد حين تراه من بعيد بانه خروف مسكين ، ولكن حين تصل اليه ستجده ذئبا كاسرا وخاصة اذا كشر عن انيابه القذرة واتجه نحوك كي يفترسك، وحينها ستنزعج حتما وخاصة حين تعلم بانك قد اطعمت هذا الذئب من مائدتك اياما وليالي. ومن الطريف بالامر وقد لا نغالي اذا قلنا بان بعضنا يرتدي زي الوداعة والاخلاق الحميدة والبراءة وعفة النفس والكرم ، وهو يظهر كل تلك الصفات امام الملأ ، فحين يجلس مثلا في مجلس ما ، نراه يتمثل بتلك الصفات الحميدة ويغدق بالعطاء احيانا ،وحين تنظر الى عينيه تحس بانهما منبعي شرر ، وما ان تحق الحقيقة حتى يظهر على حقيقته ويكشف عن نفسه ويلقي بزيه الانيق الذي كان يرتديه قبل فترة فنعلم بانه ليس الا مخادع كذوب ، فهو يرتدي زيه المثالي يوما ومن ثم يخلعه ويلقي به في اليوم التالي وهكذا ، ونسينا ان نذكر بان هناك ( بدلات ) خاصة برجال الدين يستبدلونها كلما ارادوا وحسب متطلبات الطقس ، وخاصة الطقس السياسي .. تلك كانت نماذج من البدلات التي نرتديها يوميا هذا اضافة الى بدلات اخرى كبدلات الراقصات وبدلات الاستجداء التي يتفنن في صنعها الشحاتين والمتسولين ، وهناك ايضا بدلات تستخدم لمرة واحدة وهي بدلة المحكوم بالاعداد والغريب انها باللون الاحمر وان اللون الاحمر يعني ويرمز الى الحرية علما بان مرتدي تلك البدلة سوف يفارق الحياة بعد قليل ، فاية حرية هذه واي رمز ترمز اليه تلك البدلة.. ترى .. أي نوع من البدلات تختاره انت قارئنا الكريم... واي لون قد تفضله لذلك...؟ تحياتي 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.