اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لو ضالين على تهمة الشيوعية هواي اشرف ...!!

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

بشار قفطان

 

مقالات اخرى للكاتب

لو ضالين على تهمة الشيوعية هواي اشرف ...!!

الأمس في فترته الزمنية عندي أكثر من نصف قرن بالكمال والتمام . حسبت ذلك التاريخ منذ فهمت ما يجري حولنا في مدينتي الوديعة بأهلها , والجميلة ببساتينها الطافية على نهر الغراف الذي أعطاها روعة مناظرها , ويكاد الزائر يصورها مدينة أوربية عند مشاهدته بعض منعطفات النهر الذي يقطع المدينة وخصوصا عند الغروب . تلك البساتين التي منحتنا من أفضل ثمارها الذي اشتهرت به مدينة الحي ( الخوخ الحياوي , والتين , والمشمش , والتفاح ) والعديد من اسماء الفاكهة وكان يمارس البعض فيها نشاطه السياسي ,الاجتماعات والندوات الحزبية على مر العهود المظلمة . كنت طفلا لا أتجاوز التسع سنوات و شقيقي الذي يكبرني بالعمر استفاد من تكليفي أكثر من مرة بالذهاب إلى دار احد زملاءه الطلبة لجلب بعض الأوراق المكتوبة بقلم الكوبية والورق الخفيف المطبوعة بالكربون وبتحذير منه على ضرورة الذهاب بالركض والسرعة من طريق والعودة بنفس الطريقة من طريق آخر , وكان الأخ الراحل مشاركا في كل تظاهرة تخرج في المدينة , وعرفت فيما بعد أهمية الحذر من تلك الأوراق و صرت اعرفها نشرات سرية , وأسباب تلك التظاهرات , وعلمني كل ما احتاجه من جواب على أسئلتي المتكررة له والتي لم يملها . وكان متصدرا في الاحتجاج على سياسات النظام القائم حين ذاك . وللأمانة كان تصرف أخي بالرغم من إرادة المرحوم الوالد الذي يعنفه دوما , وأنا وحدي أتعاطف مع الأخ لطيبته معي ومع الآخرين . والتستر على نشاطه الوطني وعلى علاقاته مع رموز أبناء المدينة من المناضلين أمثال الشهيد علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس وعبد الرضا الحاج هويش والراحل تومان فرمان وأمد الله في عمر ألأحياء هادي حسون العمران وشعلان فرمان وعبد الرزاق عبد الرضا وغيرهم الكثيرين . ولا اخفي انتمائه إلى الحزب الشيوعي العراقي حيث عثرنا على هوية انتمائه التي أخفاها خلف صورة له معلقة في احدي الغرف لاعتزازه بهذا الانتماء ووصية لنا بها , عرفنا ذلك بعد رحيله مطلع عام 1966م بسبب الاعتقالات والتعذيب الذي تعرض له حتى في زمن ثورة الرابع عشر من تموز نتيجة الدعاوي الكيدية التي طالت الكثير من المواطنين الأبرياء , ووقف مدافعا عن الثورة ضد انقلاب 8 شياط . واستطاع الاختفاء عن الأنظار في زمن البعث عام 1963 م حتى يوم رحيله نهاية كانون الثاني عام 1966.

ابتلي البيت الذي نسكنه بكثرة المداهمات والتحري المفاجئ ظاهرا ولكن رب العائلة عنده علم مسبق في بعض الأحيان بتسريب خبر التحري بواسطة احد المختارين رحمهم الله ولا ضير من ذكر اسميهما اعتزازا بدورهم المتعاطف مع أبناء المدينة في تلك الظروف وهما المرحومين هادي المختار ( ابو صالح ) ورشيد معيدي ( ابو سامي ) , قبل أن يدخل طالبي التحري الدار يبرزون قرار القاضي لنا . يجرى التحري وتفتيش الأثاث ويحجز إفراد العائلة في مكان خالي من الموجودات بكل أدب واحترام وتمر الأمور بسلام . ونسألهم عمن تفتشون ..؟؟ قيل عندكم نشرات وكتب شيوعية هذه هي تهمتكم لاغير .. ولكن لم نعثر على ذلك ويغادرون المنزل .. قائلين في أمان الله .. وعندما يتأزم الوضع في المدينة وتجري اعتقالات وتحريات لنا حصتنا منها .

قبل قيام انتفاضة الحي الباسلة عام 1956 فصل من الثانوية الجعفرية في الحي مع عدد من الطلاب وأحيلوا الى التجنيد لغرض عرضهم على لجنة طبية وتكبير أعمارهم وسوقهم الى الخدمة العسكرية وهذا ما حصل لمعظمهم ة الأحوال المدنية وتكبير أعمارهم على فكرة التخلص من صداع ألرأس من استمرار التظاهرات والبلبلة التي تجري في المدينة وكأن القضية قضية هؤلاء الطلبة المعدودين, الوالد وقف موقفا متعاطفا مع الابن , بالضد من تسويقه الى الجندية باعتباره المعيل الوحيد للعائلة كوننا ما زلنا أطفال وقد نجح الوالد في ذلك عند عرضه على اللجنة الطبية المختصة ورحمه الله كان يثني على دور الطبيب العسكري عادل احمد حقي .

ظهرت النتيجة , الإعالة بسبب مرضه وكبر سنه و أخي اخذ يمارس العمل في دكان الوالد حتى انتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 .

استبشرنا بانتصار الثورة وحسبنا أنفسنا مساهمين ومشاركين فيها بسبب الاعتقالات والملاحقات التي لحقت شقيقنا وفصله من المدرسة وترويع العائلة المستمر , متصورين سيكافأ هو ورفاقه الذين عانوا ما عانوا . ولكن ذلك لم يحصل ’ وللتاريخ تم اعتبار الشهيدين على الشيخ حمود وعطا الدباس شهداء للشعب والوطن .

ولكن شقيقي وزمرته استمروا في التظاهرات ولكنها اختلفت عن تلك التي كانت تجري في العهد الملكي . حيث ان لهجة وهتافات المتظاهرين تأييد الثورة والحكومة الوطنية والتمجيد بزعمائها وانجازاتها .

بقيَّ بعض عناصر السلطة القديمة يحتفظون بمواقعهم إلا بعض الإجراءات , التنقلات التي شملت قسما منهم , وحتى المختارين بقيا يحتفظان بمنصبهما. لم تمض مدة عام على انتصار الثورة , في ظهيرة احد الأيام كنت في الدكان محل الوالد جاء الى المحل المرحوم هادي المختار سائلا عن الوالد ..!! قلت له : في البيت يقضي قيلولته ..

أجاب مستدركا ابني بشار أسرع إلى البيت واخبر الوالد أن تحريا سيجرى على داركم الساعة أربعة عصرا انتبهوا .. وهذا سر احتفظ به للوالد فقط .. !! أجبته : عن اي شي ننتبه ..؟؟ قال قامة سكينة مسدس أي سلاح ولكن المهم الكتب والنشرات السرية الشيوعية التي تخص أخوك عزيز جميعا ممنوعات .. افترقنا .. الرجل عاد من حيث أتى وداعيكم ذهب مسرعا إلى البيت الذي يقع في شارع قريب من المحل .. أبلغتهم بما قاله الحاج هادي المختار . ولا يوجد شيء عندنا من الأسلحة التي ذكرها ولكن أسلحتنا كانت الكتب الماركسية والتقدمية وغيرها وقد نقلناها إلى دار احد أبناء الجيران . وفي الموعد المقرر حضرت مفرزة التحري مع الأمر القضائي ... سألهم الوالد عن الأشياء التي يفتشون عنها قال له مسئول المفرزة ... عمي اكو إخبارية عليكم عدكم مواد مهربة وأسلحة جارحة تستخدم إثناء التظاهرات ... دخلوا الدار وفتشوا ولم يعثروا على ما أرادوه هنا صاح فيهم الوالد بصوت عالي سمعه معظم الجيران
( عمي كبل التهمة التي توجه لنا أفضل مما نسمعه اليوم في عهد الثورة .. )

لو ضالين على تهمة الشيوعية هواي اشرف ...!!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.