اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (612)- دجلة طرب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعـظمي (612)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

 في تثبيت الافكار الفنية)

***

دجلة طرب

      لم يسبق لاي قناة تلفزيونية فضائية عراقية او عربية، ان اتاحت فرصا كبيرة للفن الغناسيقي والفنانين الغناسيقيين العراقيين والعرب على حد سواء، بمثل ما انجزته وحققته قناة دجلة التي تحمل اجمل الاسماء الى قلوبنا –دجلة- نهرنا الخالد. من خلال الفكر النيِّر لمؤسسها أو مديرها الدكتور جمال الكربولي، بعد ان انبثقت عنها قناة جديدة اخرى اطلق عليها اسما مماثلا قناة -دجلة طرب- التي افعمت الجماهير في العراق والبلاد العربية بمضمونها الفني والاعلامي والثقافي، فضلاً عن الفرص التي اتاحتها لكل الفنانين العرب وبكل عدالة، من العراق في اقصى مشرق الوطن العربي حتى المغرب في اقصى المغرب العربي.

 

      الاعلام الفني العربي كان وما يزال، تهيمن عليه السياسة والمصالح والعلاقات الخاصة، بل وتدخل متعهدي الحفلات ايضاً، مما يؤدي ذلك الى حجب الكثير من المواد الفنية التي تستحق العرض والظهور لفنانين جيدين، والمغالاة والمبالغة في عرض وظهور مواد فنية وفنانين آخرين، حتى لو كانوا يستحقون العرض والظهور الى الجماهير، لكنهم في الحقيقة ومن خلال هذه المغالاة والمبالغة بعرض نتاجاتهم يحجبون حقوق الاخرين من الفنانين. فلا وجود للعدالة الحقيقية لعرض المواد الفنية، وعلينا ان نتصور ونتأمل كم من المعاناة النفسية والمعنوية التي كان غالبية الفنانين يعيشون ابعادها التاريخية، وكم من الفنانين الجيدين انتهت تجربتهم دون ان يحققوا مآربهم وطموحاتهم وآمالهم في الظهور والشهرة وربما العيش الرغيد..! وفي هذا المجال، كنت قد ذكرت جانبا من هذا الموضوع في كتابي الموسوم بـ (حكايات ذاكرة صورية) في جزئه الاول الصادر عام 2015. وهذا مقطع مما قلته.

 

       (كنت أعي منذ أن بدأ إهتمامي العفوي بشؤون الغناء والموسيقى في بواكير حياتي، بأن الاعلام الفني أو الاعلام بصورة عامة، كان ضعيفاً في بلدي العراق، بحيث أن أكبر شخصية في العراق قد لا يعرفها أحد خارج حدود الوطن، في حين أن أي فنان أو شخصية ما عربية، نجدها مشهورة عندنا..! مهما كانت قيمتها، وعلى الأخص من الفنانين المبتذلين من مغني ومغنيات الليل والمجون والتخدير، بل في بعض الاحيان مفروضة علينا..! وذلك أشبه بالاستعمار الثقافي غير المنظور أو الملموس. وقد كنتُ أشعر بهذا الذل الاعلامي الذي يلاقيه مشاهيرنا في العراق، وأشعر كذلك أن خضوعاً جماهيرياً عفوياً جاهلاً في الاعجاب بالنتاجات غير العراقية في بلدي العراق موجود بقوة..! دون إعارة الاهتمام الذي يستحقه النتاج الفني أو غير الفني للشخصية العراقية بشتى المجالات، وكنتُ أشعر على هذا الاساس، أن الغالبية من الجماهير في العراق بل وحتى في بعض الدول العربية، هم أسرى هذه الجماليات وهذا الزخ الاعلامي المركز على نتاج معين من النتاجات العربية دون غيره، حتى وصل الامر الى العمل المقصود في حجب النتاجات العراقية أو ربما محاربتها محاربة تنافسية غير شريفة لاسباب اكثرها سياسية..! وهي أيضا محاربة موجودة حتى لبعض النتاجات الفنية لفناني بعض الدول العربية ومحاربتها كذلك. وتعامل منتسبوا الفن الغناسيقي على وجه الخصوص، المهيمنون على مقاليد الاعلام الفني والتسويق في البلاد العربية، فيما بينهم مثلما يتنافس ويتآمر السياسيون فيما بينهم أيضاً، التي يصل الامر فيها حتى الاجرام من أجل الهيمنة والسيطرة والوصول الى السلطة بصورة إحترافية مهما كلف الامر وبأي وسيلة كانت..! وعليه فقد كنتُ أمتعض كثيراً حينما أرى وأشعر بهذه الظواهر الثقافية المهيمنة على إرادة ذوق وجماليات المواطن العربي وبصورة تكاد تكون قسرية..! الأمر الذي أدى الى ولادة شعور قوي جداً في داخلي لتحدي هذه الظواهر، ولم أستطع التفكير باحتمال تـَقَبــُّـلـِها أبداً، وظل هذا الشعور في التنامي زمنا طويلا.

 

         على كل حال، قد أكون مخطئاً أو مصيباً في توجهي أو تفكيري الذوقي والجمالي وأنا في مرحلة المراهقة التي كانت من نتائجها تشجيعي، بل تعصبي لأي نتاج عراقي مهما كانت قيمته الفنية، وأعتقد أنها في الحقيقة كانت ردود أفعال للواقع الذي كنت أحسه، وليس هو تعصب بمعنى التعصب الجاهل للأمور. بل كنت فيما أعتقد في ثورة عارمة وتحدي لهذه التوجهات الجمالية المهيمنة والمزيفة، ورافضاً جداً أن أكون أحد أسراها وخاضعاً لها..!

 

           على الاجمال، كان تذوقي وتفكيري وتجربتي حسب حداثة عمري في الستينات على هذا المنوال. الأمر الذي يمكنني فيه أن أعترف الآن بأن هذه الفترة من مراهقتي وتطلعاتي الجمالية والفكرية والتذوقية لم تزل بعض آثارها موجودة فيَّ حتى هذا اليوم..! فالوضع ما زال نفسه وان يكن بصور مغايرة)(هامش1).

      من هنا تكون قناة –دجلة طرب- منذ ظهورها للجماهير قبل سنة او اكثر بقليل، فتحاً فنياً حقيقياً جديداً في ضمان حقوق الفنان العراقي والعربي في الاعلان عن كوامنه الفنية، والاعلان عن امكانياته وابداعاته الفنية بكل عدالة دون المساس بتجارب اي فنان آخر، اليوم عادت الكثير من الحقوق الفنية الى اصحابها، واليوم بسطت العدالة آفاقها على الجميع، والف تحية وتحية لمؤسس هذه القناة، والف تحية وتحية لادارتها المباشرة وكل كادرها الفني الذي يعمل ليل نهار من اجل امتاع الجماهير في كل ارجاء وطننا العربي الكبير، وبوركت الادارة والافكار التي ابدعت وفكرت بانشاء هذه القناة المتاحة لكل الجماهير في وطننا العربي، بل في كل ارجاء المعمورة. كذلك جزيل الشكر والتقدير للاستاذ الدكتور جمال الكربولي المدير الفعلي للقناة.

 

هوامش

1 – هامش1: الاعظمي، حسين اسماعيل، حكايات ذاكرة صورية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2015، ص57 و58.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر من قناة دجلة طرب

https://www.youtube.com/watch?v=Q3BX6WROAuI

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.