اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (987)- ذكريات مبكرة/ 28

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (987)

ذكريات مبكرة/ 28

***

تأسيس فرقة التراث واختيار اعضائها

      سيداتي سادتي الافاضل قراء موسوعتي الثقافية، اعود اليكم الى منعطف آخر في تجربتي الفنية الذي يخص فرقة التراث الموسيقي العراقي.

 

      فعندما عاد الموسيقار منير بشير الى ارض الوطن من غربته التي قضى معظمها في اوربا، بدعوة من الحكومة العراقية زمنذاك لقيادة الموسيقى في عراقنا العزيز. وكما مر بنا الحديث، فقد تسلّمَ منصب وظيفي بدرجة –مستشار فني– وخلال الفترة ما بين اول مجيئه للوطن وتاسيس دائرة الفنون الموسيقية رسميا، كان شغله الشاغل البحث عن المواهب التي تلائم اهدافه الفنية المستقبلية، ليكوِّن منها فرقة تراثية عراقية بامتياز، بحضوره الدائم لمعظم المناسبات الفنية التي تقام فيها الحفلات في المعاهد والمدارس والمسارح الطلابية بصورة عامة ومحاولة استكشافه للمواهب التي يبحث عنها. واول اكتشاف له عندما استمع مصادفة في سلمان باك (المدائن) الى فرقة شعبية من الايقاعات والزرنة والمطبك(طبلجية سلمان باك). وكانت هذه الفرقة كلها من عائلة معروفة في المدائن، والعائلة هي (عائلة آل هربود الدليمية، او عائلة الهرابدة كما اطلقنا عليهم فيما بعد)، ولكنه اقتصر في البداية على عنصرين منهم، هما المرحوم احمد هربود جاسم عازف آلة الطبل الايقاعية، واخيه المرحوم عبد الكريم هربود جاسم عازفا على أكثر من آلة، منها ألة النقارة الايقاعية فضلاً عن آلتيْ الزرنة والمطبك..! حيث يعد عبد الكريم هربود افضل عازفي هاتين الالتين في الاوساط الشعبية على الاطلاق..! ثم جاء الاستاذ منير بشير بإبن عمهما العازف الايقاعي على آلتيْ الطبل والخشبة المرحوم علي اسماعيل جاسم الذي جاء بإبنه حسين علي اسماعيل فيما بعد ثم بعض ابناء الهرابدة الآخرين، وما يزال حسين علي اسماعيل ضمن اعضاء فرقتي الموسيقية التي اتجول فيها في المهرجانات الدولية، ثم انظم الى الفرقة كل من عازف الطبلة الشهير المرحوم سامي عبد الاحد والمرحوم جبار سلمان كشيِّش والمرحوم صبحي صالح حسون. ليجعل من هذه المجموعة فرقة ايقاعية منبثقة من الفرقة الام (فرقة التراث الموسيقي العراقي) وسلّم قيادة هذه الفرقة الايقاعية لسامي عبد الاحد. وقد اثارت هذه الفرقة الايقاعية(فرقة الايقاعات العراقية) اهتمام كل الاوساط الفنية في بلدنا العزيز العراق وفي كل مهرجانات العالم الخارجي الفنية..! ثم اتى الموسيقار منير بشير بالمطربة الشهيرة مائدة نزهت لضمها الى الفرقة الام فرقة التراث.. وكذلك كنت انا والمرحوم صلاح عبد الغفور، ثم استمر الامر في البحث عن آخرين حتى جاء بعازف الجوزة المرحوم حسن النقيب وعازف السنطور سعد عبد اللطيف الطالب في معهد الدراسات النغمية العراقي، واستمر اهتمامه بالبحث والتقصي عن عازفين او مغنين آخرين. والى حد هذا العدد من الاعضاء الفنانين، يبدو ان المستشار الفني منير بشير اقتنع بتاسيسها رسميا. تحت العنوان الرئيسي(فرقة التراث الموسيقي العراقي).

 

          كان نشاط العمل الفني لنا بعد مجيئ منير بشير الى البلد مطلع السبعينات، وقبل تاسيس فرقة التراث الموسيقي العراقي رسميا، قد بدا النشاط الفني حيث كان المرحوم منير بشير يبعثنا مع اعضاء فنانين من دوائر فنية اخرى على نظام الاعارة الى بعض المهرجانات. وعند تاسيس هذه الفرقة رسميا عام 1975، انتظم عملنا الفني منهجيا. واصبح العالم قد فـُتحت ابوابه لنا على مصراعيها بفضل استاذنا منير بشير..! حيث اتسعت مداركنا وآفاقنا ورؤيتنا للفن من خلال كثافة السفر والاستفادة من هذه التجربة الدائمية في اهم المهرجانات واهم المسارح والاوبرات العالمية..!

 

          هكذا نلاحظ كثافة المنعطفات والاحداث الفنية وتطورها تتوالى في تجربتي الفنية وهي في مهدها بعد..! ثم تبلورت وتطورت كثيرا وسريعا خلال سنوات قليلة جدا، وهي فترة قياسية بمعاني كثيرة في الظهور والشهرة والنجاح الفني. ولكنها ايضا اعطت ثمارا مستقبلية توضحت بمرور الزمن، وبصراحة اقولها، فقد استمرت وتوالت المنعطفات الفنية الناجحة في مسيرتي المستمرة حتى يوم الناس هذا..! رغم تباعد بعضها زمنيا، لأن تاريخي الفني ظل في تصاعد حتى اليوم، رغم كل الظروف القاهرة التي مررنا بها، ولا زلنا نمر بها كعراقيين..! والحمد لله والشكر له على كل شيء، وانا اميل الى نجاحاتي المستمرة هذه مهما كانت قيمتها، الى تجربتي الغنية التي قضيتُ سنوات كثيرة منها مع الوالد الروحي الموسيقار الكبير منير بشير..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة/ اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي في مصيف سرجنار بالسليمانية في يوم امسيتنا في المركز الثقافي بالمحافظة نيسان  18/4/1978 . الواقفون من اليمين ، سامي عبد الاحد وجبار سلمان وصلاح عبد الغفور. الجالسون حسن النقيب وسعد عبد اللطيف وصبحي السامرائي واحمد هربود وحسين الاعظمي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.