اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أطفال في مهب الريح (مرضى التلاسيميا) -//- سعدية العبود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أطفال في مهب الريح (مرضى التلاسيميا)

سعدية العبود

رن الهاتف النقال وكانت المتحدثة السيدة ثائرة شمعون  تدعوني للحضور إلى جمعية الإيثار لإغاثة مرضى التلاسيميا التي يترأس ادارتها الاخ الاستاذ جمال الطالقاني ... ولما كنت لا اعرف عن الجمعية شيء كان لابد من الاستيضاح عن مكانها فعلمت أن مكانها قريب من مقر عملي لذا بادرت على الفور بتلبية الدعوة .

دخلت إلى القاعة التي تعج بالحضور وكان اغلبهم من النساء والاطفال ..يدل منظرهم على البؤس والشقاء ويدعو إلى الألم والتعاطف حيث شاهدت هؤلاء الاطفال المساكين بوجوه شاحبة وذوي بنية ضامرة فارقت البسمة شفاههم منذ استقبالهم للحياة ...لا يحلمون بغد أفضل طالما لا يشملون بالرعاية الطبية  المناسبة.

كان المتحدث الأستاذ جمال الطالقاني الذي أطلق صرخة يستنجد بمن يغيثه من ذوي القرار ليقف بجانبه, كي يستطيع أن يعين هؤلاء المرضى الذين يرى بوجوههم ولديه اللذان فارقا الحياة بهذا المرض مما دعاه إلى تأسيس هذه الجمعية لإعانة المصابين بهذا المرض ... كي لا يفجع أب بولده كما فجع هو... كانت استغاثته لإطلاق توزيع دواء الاكسجد EXJADE المستورد منذ عشرة أشهر والمخزون في مخازن وزارة الصحة ينتظر قرارا بأطلاق سراحه,

المقترن بإكمال فحوصات المرضى كافة ,دون التفكير بمعانات الأمهات والأطفال , والتي استمرت لمدة أكثر من ثمانية أشهر . وضح  الأستاذ الطالقاني أن عدد المصابين في العراق 15 ألف مريض . وأن عدد الاطفال الذين ترعاهم ألجمعية 1600 مريضا.

قُدمت مساعدات نقدية من معالي الأستاذ حسين الشهرستاني بواسطة ممثلين عن الوزارة , إلى المرضى  استلم قسما منهم  ,وشاء سوء  الحظ أن لم يسمع آخرين استدعاءهم وفي الحال  انسحبت اللجنة بالمبالغ من حيث أتت مما سببت إحباط لدى المرضى الحاضرين زاد من خيبتهم وكان من المفترض توزيعها على البدلاء من الحاضرين ولكن الروتين الذي نعيشه دمر حتى تطلعاتنا الانسانية ,كونهم غير مشمولين بالمساعدة ألمالية لعدم وجود اسمائهم في الوجبة ... ولكن فطنة وتدارك السيد جمال الطالقاني للأمر حيث اوعز لموظفي الجمعية بفتح مخزن المنظمة وتوزيع ملابس على المتواجدين خفف عن تلك الصورة المؤلمة .

استفسرت من الأمهات عن الالية التي يتم الحصول من خلالها عن العلاج ,حيث وجدنا أن لا سبيل  إمامهم سوى المراكز الصحية .فالمرض صعب العلاج ومكلف ويحتاج تبديل دم كل ثلاث أسابيع جراء تكسر الكريات , وهذا ما يسبب ترسب الحديد في الدم لذا يستوجب استخدام العلاج لإزالة الحديد  المترسب احتمال الشفاء ضعيف جدا حيث إن الحالة ألمرضية قد توثر على حياة المريض من عمر سنة إلى ثلاثين وتؤدي  الحالة المرضية إلى تضخم في الكبد والطحال والقلب والعظام الغضروفية جراء قيامها بجد إضافي لإنتاج الدم .وهذه الأعراض تمكن الناظر من تشخيص المريض لأنها تسبب تغير في شكل الوجه والجسم . كما يسبب المرض ضعف الشهية وتأخر النمو .وهو مرض وراثي ينتقل من الأبوين المصابين او الحاملين للمرض .ويمكن تجنب الإصابة من خلال الفحص قبل الزواج .

السبب الرئيس لهذا المرض هو الوراثة .ومن اغلب المناطق التي ينتشر بها هي مناطق البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة ,لذلك سمي بمرض البحر الأبيض المتوسط (التلاسيميا )

ساهم الزملاء فرح دوسكي وجبار عوده بإلقاء قصائد في المناسبة التي  أبكت الحضور

سألت الطفل حيدر عبد علي (والده عامل كهرباء)عن الإعراض التي يشعر بها قال وبشكل عفوي (بطني تكوم توجعني  إذا ما اخذ الدوة ). الحالة الأخرى  الطفل منتظر عماد  تقول والدته عندما لا أعطيه العلاج يتعرض للاختناق.

والدة الطفل منتظر عماد  عبد الله لديها طفلان مصابان وهي شابة صغيرة مهجورة منذ أكثر من ثمانية أشهر بسبب ولادة الطفل الثاني مصاب أيضا. تخلى عنها زوجها متخليا عن أبوته ومسؤوليته  وتركها للعوز وهمومها بسبب طفليها .سألتني وماذا ستقدمين لنا؟ قلت لا شيء سوى الكتابة عنكم عسى أن تجد من يقرأها من ذوي الشأن والقرار.

كثيرة هي الحالات المرضية والأكثر منها عندما يكون المريض بدون رعاية طبية تخفف العبء عن العائلة وتجعله يعيش بشكل سوي بين اقرأنه .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.