اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كلمات عند الوداع -//- سعدية العبود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

كلمات عند الوداع

سعدية العبود

وانت تدنو من نهايتك استحلفك بالله ان تتريث لحظة هلا تأخرت كي تسمع منا كلمة وداع ,مالي اراك تستعجل الرحيل دون ان تلملم ما تريده وترغبه ,فهل مللت من كل شئ ؟.لا زال في العمر بقية ولكنك لا تريد ان تحمل بقاياك وكأنك تقل سأترك لكم ديناكم بكل ما فيها وأرحل. استعجلت الرحيل بدون وداع وبهدوئك المألوف حتى تيقن من كان قريب انك نائم .لقد كنت ترجو ان يتركوك فأنت بحاجة الى دقائق تغفو فيها ,ولكنها كانت رقدتك .اسبلت جفنيك وتركت كاس المرارة يجرعه من بقي بعدك .

- اين هو

-في المشفى الرئيس

- سنلحق به ......انهم يشيعونه

- دعونا نراه لنقل له كلمة وداع

- استعجلوا احملوه فالمساء قريب

-اين هم ؟....لقد توجهوا في ذلك الطريق

- اين انتم ؟.....لقد انتهى كل شئ فقد واريناه التراب

أهكذا وبهذه السرعة كنت تمر بهدوء متعجلا ,لم تعط فرصة لأصدقائك ومحبيك ان يصحبوك او يودعوك  وانت كنت معهم دوما ,هل تتذكر ذلك اليوم الذي كان فيه القصف شديد وكنتُ انوي الذهاب الى المصرف لاستلام مبلغ يعد لي ثروة في حينه ,وكانت الطرقات تخلو من السابلة الا من اصوات القذائف ,ولكنك هممت بالحاق بي فقد ابيت الا تتركني اذهب وحيدة وكأنك تريد ان تبعد شبح الموت عني ,دون ان تفكر بمخاطر الطريق .

اتذكر عندما كنت احتاج الى معاينة الطبيب لا تتركني اذهب لوحدي ,تخشى ان يخبرني الطبيب بما يغيظني ,ولكنك واجهت مصيرك لوحدك ,لماذا لم تدعنا معك ؟هل مللت رفقتنا ام كرهت ان تكن ثقيلا او عبئ على من رافقك ,لقد كانوا يتسابقون للبقاء معك كي يسددوا جزءا من دين حملتهم به .

لا أستطع ان اسرد يومياتي ,فيكفي ان اقل كنت صديقي في طفولتي وزميلي في دراستي ورفيقي في مقر عملي علاوة على كونك قريبي ونسيبي ,فأي منها تنسيني صورتك ؟

اتذكر عندما اوصدت كل الابواب وبقيت بابك وحدها مشرعة عندما كان رغيف الخبز مفقود ,هل تتذكر تلك الايام القفار ؟ان كنت لا تتذكر فأسأل من قصدك .

لقد حضر القاصي والداني من  اصدقاؤك ولكنك لم تستقبلهم   وبهذا تيقنوا من فقدك ,فكانوا يعزوا انفسهم ويبكو فقدك ونحن نبحث عنك بينهم .لقد خذلتنا عندما دعوتنا

ان نسكن جوارك وحملنا امتعتنا وقدمنا ,ولكنك رحلت الى حيث كنا .لقد تركت فينا جرح عميق لا يندمل  .

كل ما استطع قوله ودعا ونم قريرا فقد تألمت كثيرا وكنت تكابر كي لا تقلق من معك ,رحلت وفي قلبك حسرة ,وفي فمك كلمة مكبوتة لم تقلها .ليرحمك الله ولينعم عليك بواسع مغفرته .

ـــــــــ

سعدية العبود حزيران 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.