كـتـاب ألموقع

الدخول (النوروز)// سعدية العبود

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سعدية العبود

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 21 آذار/مارس 2014 16:48

كتب بواسطة: سعدية العبود

الزيارات: 1839

اقرأ ايضا للكاتبة

الدخول (النوروز)

سعدية العبود

قال البحتري: لاتخل من عيش يكر سروره    خيراً ونوروز عليك معاد 

اجتمع الصبيه حول صينية كبيرة تتوسط الغرفة, توزعت عليها انواع مختلفة من, الحلويات والمعجنات (كليجة) والمكسرات, ووضع امام كلا منهم, رأس خس, وشمعة موقدة, واوعية فخارية. اختلفت احجامها وانواعها بأختلاف اعمارهم واجناسهم. فقد وضع امام البنات جرة صغيرة تحيطها قطعة قماش تتخذ شكل انبوبي ملئت ببذور الشعير الذي تم وضعه منذ مدة. ويكون فأل حسن في حالة انباته اي ان صاحبه سيكون له مستقبلا من حيث كثرة الابناء. اما الذكور, فيوضع امام كل منهم ابريق فخاري. وفي جانب اخر وضعت بيضة على سطح مرآة, لمعرفة الوقت الذي يدور فيه الفلك. ولو انهم لم يشاهدوا يوما حركة هذه البيضة, الا انها جزء من الاستعداد. فاليوم هو يوم الدخول, حيث دأبت العائلة على الاحتفال في مثل هذا اليوم من كل عام. وتستعد كل عائلة لشراء ملابس جديدة. ولاتختلف فرحة الثوب الجديد عن فرحة ثوب العيد. ويغتسلون قبل الاحتفالية ويتم تهيئة مؤنة من السمن والسكر والخضر والسمك  والمكسرات والحلويات, كي يستقبلوا عامهم وهم في يسر وعيش رغيد. كان الصغير ينظر الى الحلويات ويختلس النظر الى شقيقه الاكبر, ينتظر فرصة ليسرق قطعة حلوى. فقد انشغل طيلة الوقت بالتفكير بمذاقها. ومتى يبدأ الاحتفال. تصور ان لااحد يراقبه, امتدت يده بسرعة, التقط الحلوى ليسقطها في جوفه, لمحه شقيقه وحاول ان يضربه منعته امه ان لايفعل لان هذه الساعة يجب ان تمر بسرور, ويعد ذلك فأل حسن. كانت شقيقاته ووالدته منشغلات في تلاوة صلاتهم وتعويذتهم الخاصة بمراسيم هذا اليوم. حيث يختتم عملهم, بالتسبيح والدعاء, بعدد ايام السنة. متمنين ان يمر العام وهم في احسن حال. وعادت شقيقته بعد ان ارسلت الحلويات الى الجده, واحضرت منها خيط السنة تبركا, ليعلقوه في رقبتهم تيمنا بحفظهم هذا العام . كان الاب في المسجد ينتظر الاعلان على اي شئ دخلت الدنيا. وتعد الابراج الصينية الاثنا عشر هي المؤشرات. فالحوت او الحصان او الحية لكل واحدة ميزات, ويتعوذون بالله اذا كانت سيئة .

يعد هذا اليوم من الاعياد القومية حيث يحتفل فيه الاكراد على انه يوم انتصر كاوا الحداد على الطاغية, الذي كان يأكل شباب المدينة, ولما انتصر عليه كاوا اشعل النيران حيث كان سكان المدينة في بيوتهم  ليبلغ الناس بالنصر عليه. اما الفرس يعدون هذا اليوم جديد (نيروز) ويبدأ به توقيتهم الشرقي وينسبون ذلك الى ان الضحاك (الطاغيه) خرج بكتفيه حيتان وكانت تتغذى بأدمغة الشباب وقد رفع افريدون رايه من الجلود تسميها الفرس درفش كاوان. أخذ افريدون الضحاك وقيده في جبل دنباوند. وقد كان وزير الضحاك يذبح كبشا ورجلا ويخلط ادمغتهم ويطعم الحيتان ويطرد من تخلص الى الجبال ويعتقد, ان هؤلاء هم جنس الاكراد الذين  ثاروا ضد الطاغية. وقسم ينسب هذا اليوم الى نصر امبراطورية ميديا (612 قبل الميلاد) المتكونة من الاكراد والفرس والارمن على الامبراطوريه الاشورية .

ويعد يوم واحد وعشرين اذار ,اليوم الذي تتساوى فيه الظلمة والنور حسب ما ورد من بقايا الوثنية (مارس يعني المريخ) ويعتقد في هذا اليوم في المريخ يتساوى عالم الانوار بالظلمات. اما الصابئة فيعدونه هو اليوم السابع الذي استراح فيه الرب, بعد ان خلق السماوات والارض ويحتفلون به لمدة خمسة ايام, ويسمونه عيد الخليقة (البنجه) .اما المسلمون يعدونه اليوم الذي رست سفينة نوح على الجودي. وعلى كل حال هو يوم بدأ فيه التاريخ. وحقيقة الامر يعد هذا اليوم دخول الشمس في برج الجدي ليبدأ فصل الصيف بعد ان كانت جنوب الكرة الارضية .

هذه المعلومات عرفها بعد ان كبر وغدا اباًً, اليوم جمع الاطفال وجلب لهم ارقى انواع الحلويات وحاول ان يعيد المراسيم ولكن عبثا, فالاطفال منشغلون في لعب الكترونية ولم تعد الحلوى تسيل لعابهم لكثرة ما يتناولون منها. اما الثوب الجديد فلديهم كثروا فلا فرحة له ولاحاجة للخياطة, اختلى مع نفسه وهز رأسه لقد ضاع طعم كل شئ ,الا شئ واحد له طعمه الذي لاتغيره الايام .تناول الحلويات وذهب ليقبل يد والدته كي يشعر بحلاوتها عندما كانت تصنع له الحلويات .هي وحدها لايشك في اصل الاحتفال بها فاليوم عيد الام .ولاشئ لديه اغلى من فرحتها .

• < السابق
• التالي >