اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ما هي العلاقة بين غضب المواطنين واحتجاجهم والفتاوى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مصطفى محمد غريب

مقالات اخرى للكاتب

     ما هي العلاقة بين غضب المواطنين واحتجاجهم والفتاوى

11/02/2011

 

غريب أمر البعض من رجال الدين فأنهم يغالطون الحقيقة والوقائع ومن هذا المنطلق وبسبب المصالح المترابطة يقفون مع الأنظمة الاستبدادية وحكامها بدون الالتفات إلى المواطنين الأبرياء الذين تداس حقوقهم بجزمة القوات الأمنية لتحجرهم في سراديب الاعتقال وتعرضهم لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وبالرغم من هذه الحقائق يصر البعض منهم على ركوب موجة مساندة القهر والاضطهاد ولا ينبسون بحرف ضدهما لا بل يوغلون في إصدار الفتاوى أو الخطب والتصريحات التي " تزيد الطين بلّة " فمنذ اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات في بعض الدول العربية أنبرى البعض من رجال الدين للوقوف ضد هذا الحق الشرعي المرتبط بحياة المواطنين المعيشية والفكرية بدون مراعاة لهذا الحق وأقحموا الشريعة والدين في قضية عقدية في مقدمتها خلق حالة عدائية ضد الدين برفض هذه الفتاوى لوجود قناعة أنها تهدف إلى إخضاع المواطنين وعدم المطالبة بحقوقهم وهذا يعني إضاعتها وجعلهم بشر مسلوبي الإرادة والقرار وهو دعم للحكام المتسلطين الذين يمارسون سلطانهم بقوة الأجهزة الأمنية التي تربَت على أذية المواطنين وإخضاعهم بالقوة وجعل طاعتهم ملزمة بالتشريع وعدم الوقوف ضد الاضطهاد ومصادرة الحريات والتجاوز على لقمة عيشهم، وبدلاً من فصل السياسة عن الدين والوقوف مع المواطنين وهم الأكثرية والدفاع عن مطالبهم الشرعية نجدهم يفتون لصالح الحكام ويعتبرون الاحتجاجات مخالفة للدين وفتنة يكمن خلفها ضرب الأمة..... إن ظهور بعضاً من الفتاوى بعد انتفاضة الشعب التونسي والشعب المصري محاولة لإقحام الدين في قضية خاسرة حتماً وإلى تخويف المسلمين من مخطط تقسيم المنطقة بسبب الاحتجاجات والانتفاضات المطالبة بالحريات والحقوق المدنية وبالخبز الذي أصبح كقرص الشمس حاراً ملتهباً لا يمكن ملامسته فكيف أكله! وفي مقدمة التحذيرات تحذير مفتي السعودية الذي أفصح عما يجول بخاطره وخواطر ثلة من رجال الدين الذين يؤمنون بسطوة ولي الأمر حتى وان كان ظالماً منحرفاً لا طريق له سوى البطش بمعارضيه، السيد مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أكد في خطبته يوم الجمعة المصادف 4/2/2011 التي ألقاها في العاصمة السعودية خطأ الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحقوق المشروعة لكل إنسان خلق على هذه الأرض وأنتقد ما جرى ويجري في تونس ومصر ووجه جام غضبه ضد الإعلام الذي سماه " بالإعلام الجائر" الذي صور الأحداث ونقل أخبارها للعالم اجمع وعلى ما يبدو أن الشيخ مفتي السعودية كان يريد أن تطمس الأخبار والأحداث وتغطى بقماش اسود سميك كي لا يعرف العالم ما يجري ويبقى بمعزلٍ عنه وكأنه لا يحيى في عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية التي أصبحت في متناول جميع الشعوب، يريد الشيخ أن يبقى العالم " أعمى أطرش اخرس" ولا يتدخل في السياسة لكنه يمارسها من خلال استغلال الدين، وعندما وجد الإعلام يكشف الخبايا صرخ بأنه يصور " الأحداث على غير حقيقتها" كيف يصور الأحداث على غير الحقيقة وهي تعرض صورة بعد صورة وموقع خلف موقع، مئات القتلى ومئات الجرحى مئات الآلاف من المحتجين الرافضين لنهج الحكومات الخاطئ، فالأحداث أمام الجميع وهي ليست كارتونية رسمها رسام ليلهي بها المشاهدين، إن مهاجمة المظاهرات والاحتجاجات التي قامت في المدن التونسية وفي المدن المصرية وخاصة في العاصمتين دليل آخر على الرعب الذي أصاب البعض من رجال الدين الذين يرون فيها خطراً على توجهاتهم الهادفة لقيام دولة دينية وبالتالي خوفهم من فصل الدين عن الدولة والسياسة وإقامة دولة علمية ديمقراطية تضع في أولوياتها احترام العقائد الدينية وعدم التدخل في شؤونها، أما حجة أن هذه الاحتجاجات تفضي إلى " سفك الدماء ونشوء حالات سلب ونهب " فكان المفروض إدانة من قاموا بسفك الدماء وقتل الأبرياء الذين لا يملكون سوى أصواتهم وباعتراف السلطات في تونس إنه أمن القصر الرئاسي وفي مصر وهم البلطجية وجزء من الأمن المصري أتباع الحزب الحاكم وليس إلقاء الاتهامات جزافاً ضد المتظاهرين السلميين وباعتراف الجميع كما أن اتهام قوى غيبية تهدف تقسيم المنطقة إلى دول متخلفة" فليخبرنا الشيخ أليس الدول العربية مقسمة داخلياً وخارجياً وأية دولة عربية متطورة حسب التطور العام الذي نراه في الدول الصناعية والأوربية! ثم كيف يمكن أن نفهم والشيخ يحاول الانحياز بقوله " أن من أسباب الفتن والضلالة إثارة الفتن بين الشعوب والحكام في هذه المظاهرات والمسيرات " فماذا يفعل الملايين وهم يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية واحترام حريتهم لكن دون مجيب من قبل بعض الحكام الذين يعيشون في ترف وبحبوحة؟ بينما الملايين تعيش في الفقر والجوع وحجب الحريات بينما الفاسدين والفساد والسرقة تعيث في مفاصل الدولة ـــ ماذا يفعل المواطن المحكوم بالصمت وان تكلم مستنكراً البطالة والفقر والجوع ومن إجراءات الظلم يعتقل ويسجن ويعذب وتهان كرامته؟

ــــ لماذا لا يقوم البعض من هؤلاء بإدانة الفقر والمطالبة بتحسين حياة الفقراء المعيشية ورفض الاعتقال والتعذيب والسجن بسبب مخالفة في الرأي والنظرة السياسية ويمنحون الحق للحاكم بما يقوم به حتى لو كان مخالفاً للشريعة والدين؟

نحن نختلف في النظرة والتحليل مع رأي الشيخ مفتي السعودية القائل " إن أسباب الفتن والغواية والضلالة إثارة الفتن بين الشعوب والحكام في هذه المظاهرات والمسيرات...الخ" ونعتبر أن عدم وجود العدالة وتغييب حقوق المواطنين الذي يزيد من تراكم السخط والغضب لينفجر بعد أن تصل الأمور إلى حد الانفجار والخروج إلى الشوارع ليتحول بعد ذلك إلى انتفاضات وثورات يتحمل مسؤوليتها الحكام الذين لا يفكرون بمصلحة الشعب، إلا أن البعض من رجال الدين مزجوا ما بين الدين والسياسة فوقعوا في مطبات التبعية ولم يراعوا أن الدولة المدنية تختلف عن المؤسسة الدنية في توجهاتها وعملها، فهذه الدولة يجب أن تراعي حقوق مواطنيها الدنيوية ولا تتدخل بمعتقداتهم الدينية كما أن المؤسسة الدينية عليها مراعاة مواطنيها الدينية ولا تصبح مؤسسة من مؤسسات الدولة العليا أو تابعة لها وبهذا يستطيع المجتمع ممارسة حياته بشكل ديمقراطي يكفل الحريات المدنية وحقوق الإنسان.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.