اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عاصفة الشعب المصري تطيح بحسني ونظامه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مصطفى محمد غريب

مقالات اخرى للكاتب

    عاصفة الشعب المصري تطيح بحسني ونظامه

13/02/2011

 

لم تكن منطقتنا العربية مثلما قيل أن شعوبها أصبحت مطيعة لحكامها بل قيل أكثر من ذلك بأنها رضخت إلى الأبد لنير القمع وتخلت حتى عن تصميمها ويقظتها التي كانت سبباً في استقلال وحرية بلدانها من الاستعمار أبان القرن العشرين وبينما كان الحكام نائمين بالعسل يصور لهم عقلهم المتخلف بأنهم انتصروا فجنوا مستهترين من مال الشعب المليارات والعقارات والشركات وحولوها إلى أرصدة تنتظرهم وعائلاتهم وحاشيتهم في الخارج ولن تقوم قائمة للشعوب وانتهى عهد الحركة الوطنية والديمقراطية والعرس الإسرائيلي مستمر على دماء الفلسطينيين وأراضيهم فقد كان الغليان يتواصل والرفض يتمحور ليكون قنبلة معدة للانفجار وهذا ما حدث في ثورة الشعب التونسي ثم تلاها الشعب المصري العريق الذي كان دائماً في المقدمة ليس من أجل مصر فحسب بل جميع الدول العربية، لقد أثبتت الأحداث وما يجري من تطور نستطيع أن نقول عنه أن ذلك الركود الظاهري ما هو إلا مقدمة للعاصفة التي أكدتها قوانين التطور وها هو شعب مصر وقبله شعب تونس يتحرران من الدكتاتورية الغاشمة التي حكمت سنين طويلة البلاد بالنار والحديد وحجبت الحريات وجعلت حياة المواطنين جحيماً بينما هم يعيشون جناتهم من قوت الشعب الذي صبر وكتم لكنه كان داخلياً يتحين فرصة الوثوب بعد استكمال الظروف الموضوعية والذاتية وأخيراً قال كلمته، وهذه هي الشعوب الكلمة العليا والقول الحق والحقوق التي لن تضيع وان غُيبت بعضاً من الوقت ، لقد عادت حركة التاريخ تعيد مرة أخرى القيمة النضالية الفعلية للجماهير التي تعي حقوقها فتخر ج لا تبالي بالتضحيات مهما كانت لتسقط الأصنام الحرامية الذين عششوا في أوكارهم تحرسهم كلابهم المسعورة التي طالما ارتكبت أفظع الجرائم بحق المواطنين، إن الظاهرة التي كانت تتفاعل وتتراكم لتستفيد من تجارب التاريخ، ظاهرة تفيد كل الذين يحصون تحركات الوقائع وتباشير تغيراتها الموضوعية ولا يمكن التغاضي عن هذه الظاهرة التي يُكْتَشف من خلالها ظواهر أخرى تبدأ بالظهور لتكون حالة جديدة تاركة خلفها مخلفات الدكتاتوريات التي لم تستفد من التجارب ولا ظاهرة الإقصاء وبمختلف الطرق وكلما تعقدت الظروف وحاولت أن تحيط نفسها بسواتر وقائية وتحركات استباقية تجد أمامها حالة جديدة وظاهرة جديدة بآليات حديثة لكن في جوهرها التغيير مهما كان الثمن، وإلا كيف تفسر ظاهرة خروج مئات الآلاف من أبناء الشعب ثم تتزايد الأعداد من خلال النصر تلو النصر وكلما أحرز نصر استقطبت الثورة أناس جدد وحسمت أمورهم لتغيير أعتى نظام جعل من مصر تابعاً ذليلاً أمام العنجهية الإسرائيلية واحتلالها للأراضي العربية والفلسطينية ضاربة عرض الحائط قرارات الأمم المتحدة مستهزئة بالقمم العربية وقرارات الجامعة العربية .

إن الشعوب لا تسكت على ضيم أو قهر مدى الدهر وكلما كان الصبر طويلاً كلما كانت الهبٌات والاحتجاجات والثورات أقوى شكيمة وبأس لكن الطغاة يبقون طغاة متصورين أنهم باقون إلى الأبد، وعندما نتذكر نحن العراقيون أصحاب الأمجاد الثورية والهبات والانتفاضات وثورة 14 تموز، نعم نتذكر الماضي القريب نحس بطعم المرارة لأننا لم نسقط تلك الدكتاتورية التي تسلطت على رقاب شعبنا ( 35 ) عاماً وأُسقطت بفعل العامل الخارجي فكانت من نتائجه احتلال العراق ثم قيام حكومات المحاصصة بأسماء مختلفة وها هو شعبنا ينوء من السياسة المتناقضة والتابعة ومن الصراعات الطائفية المغلفة بكساء حزبي وما خروج المظاهرات والاحتجاجات في العديد من محافظات البلاد إلا دليل على سقم سياسة المحاصصات والمكاسب الحزبية والذاتية، سقم معالجات الوضع الأمني وتحقيق الاستقرار والطمأنينة للمواطنين واستمرار التدهور المعيشي وتفشي البطالة والفقر وعدم معالجة ظواهر الفساد الذي يعم العديد من مفاصل الدولة ودوائرها.

إن الشعب المصري الذي أظهر عزيمته ووحدته وكفاحه ضد حسني مبارك ونظامه لن يتوقف عن المسير وسوف يبقى مصراً على نيل حقوقه الكاملة بإقامة الدولة الديمقراطية المدنية التي تقوم على المواطنة والحقوق المتساوية للجميع، وهكذا أثبتت الحقائق أن من يريد أن يلتف حوله الشعب عليه أن يكون مخلصاً شريفاً نظيف اليدين، وطنياً محباً لشعبه يعمل من اجله ويدافع عن حقوقه بما فيها الحقوق والحريات المدنية ومن يتصور أن السلطة والأجهزة الأمنية والكرسي يحميانه من المصير الحتمي فهو يعيش عالم الغباء وسوف تتكرر النتيجة ولو بأشكال جديدة وهذه هي حتمية التاريخ وتجارب الشعوب والثورات اكبر شاهد على ما نقوله، لم لا يتعظ الحكام من مصائر الطغاة الذين يتصورون أن طغمة صغيرة تهيمن على ثروات البلاد تستطيع أن تحميهم من غضب الجماهير؟ هل أن الإجابة عليه صعبة ومعقدة أم أن شهوة المال والسلطة المطلقة تعميهم عن مصالح شعوبهم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.