اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الاسلام في مملكة تايلاند// د. كوثر عبد الحسن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. كوثر عبد الحسن

 

الاسلام في مملكة تايلاند

أ. م. د. كوثر عبد الحسن

استاذه في جامعة المثنى

 

تميزت تايلند عموماً بتنوع الأديان والمعتقدان خلال مراحلها الزمنية المختلفة وان كانت تدين بأغلبيتها بالديانة البوذية وهي الديانة الرسمية في البلاد اذ انها ديانة الملوك وهو ما ساعد على استمراراها رغم دخول العديد من الأديان الى البلاد كالدين الإسلامي والمسيحية والسيخية وغيرها ويعود سبب تمسك الملوك بهذه الديانة تحديداً لأنها اعطتهم الصلاحية في ملكية مطلقة لحكم البلاد

هذا وتعد الديانة الإسلامية في المرتبة الثانية بعد الديانة البوذية وتختلف  الاحصائيات في تقدير نسبتهم في المجتمع التايلندي فهناك من يرى ان نسبتهم حوالي 5% من اجمالي العدد الكلي للسكان البالغ 66،720،135 حسب احصائيات عام 2011 وهناك من يقدر نسبتهم بحوالي 10% من الاجمالي الكلي للسكان بينما يذهب اخرون انهم يشكلون 12% من السكان، بينما يذهب اخرون الى ان النسبة تصل الى 14% من عدد السكان أي ما يقارب 8،723،203 ومعظمهم من المناطق الجنوبية( )، وقد اعتمد بعض الباحثين على عدد المساجد لتحديد العدد الكلي للمسلمين بسبب عدم توافر إحصائية دقيقة لنسبتهم من المجتمع وكان عدد المساجد 3113 وفي محيط كل مسجد حوالي 183 اسرة ويفترض هؤلاء ان كل الاسرة مكونة من 8 اشخاص فيصبح العدد الكلي 4،5 مليون مسلم وهو ما يعادل 7،3% من السكان.

 

   ظهر الإسلام في تايلند منذ القرن السابع الميلادي على ايدي التجار العرب والفرس المسلمين الذين اتخذوا من الأراضي التايلندية طريقاً لهم بين أرخبيل الملايو والهند الصينية ونتيجة الاحتكاك بين التجار والأهالي سبيلاً لاعتناق السكان الإسلام خاصة وانه خال من الأغراض السياسية وقد ظهر الإسلام في اول الامر في جنوب تايلند في منطقة فتاني وينتمي شعب هذه المنطقة الى قبيلة الملايو وبسبب سيطرة التجار المسلمين على تجارة بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي وارخبيل الملايو في القرن العاشر الميلادي ازدادت الدعوة الإسلامية واستجاب لها عدد غير قليل من أهالي البلاد.

 

 في القرن العاشر الميلادي قان المسلمون في فطامي بتقديم طلب الى السلطة الحاكمة يطلبون من خلاله الحصول على حقوقهم الإسلامية والحفاظ على تراثهم وتقاليدهم من الذوبان في المجتمع البوذي لكن الحكومة البوذية رفضت هذه المطالب وقامت بحملات قمع وتهجير ضد المسلمين وزعماءهم.

 

   شغل المسلمون مناصب رئيسية في البلاط السيامي كمترجمين رسميين وتم تعيينهم كنبلاء في وزارة الخارجية للملك بصرف النظر عن الصينيين، وقد تم دمج المسلمين غير الماليزيين في الوسط تدريجيًا في المجتمع والحكومة التايلندية ووجدوا مكانهم في تاريخ وسياسة المسلمين في تايلاند وزرعوا عاداتهم ومعتقداتهم الدينية جنبًا إلى جنب مع التايلانديين والجماعات العرقية الأخرى، ولم يكن هناك صراع عرقي أو ديني مع الحكومة حتى ظهور وتشكيل الدولة الأمة التايلاندية الحديثة ، وفي ذلك الوقت تم تصنيف المسلمين والمجموعات العرقية الأخرى على أنهم أقليات وتم إعلان البوذية على أنها الدين القومي.

 

    ان التاريخ المبكر لإخضاع المسلمين يهدف إلى تأمين مملكة فطاني كولاية تابعة  لتايلند لضمان قدرتها على العمل كمدخل للتجارة الخارجية لملوك تايلند وكان هناك نوعان من الحكم الذي تمارسه الحكومة التايلاندية على منطقة فطاني كان أحدهما حكمًا مباشرًا والآخر حكمًا غير مباشر تضمنت القاعدة المباشرة إرسال مسؤولين تايلانديين ليحكموا المملكة المسلمة وفرض التايلنديين على الجماعة الحاكمة المحلية والسكان وكانت النتيجة منذ البداية مقاومة واستياء حكام فطاني وشعبها ومع ذلك، فإن الحكم غير المباشر يميل إلى السماح بمزيد من الدور والمصالح للنخبة المسلمة المحلية ، وبالتالي يوفر شروطًا أطول للعلاقات السلمية بين الجانبين وعادة ما تقوم المملكة التايلاندية بتعيين عائلة حاكمة مسلمة محلية ولاءها للملك.

 

من أخطر ما يواجه عملية السلام في المجتمع التايلاندي: مشكلة الصراع السياسي بين الأحزاب بجميع طوائفها وانتماءاتها، ولا يخفى أن إشكالية التعامل مع الصراعات لا تعالج بالعنف، وإنما بتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية بين كل الأطراف. والمتأمل حاليا في أوضاع مسلمي تايلاند، وبخاصة مسلمي جنوب تايلاند، يجد أن الحالة الأمنية في المنطقة غير مستقرة، ولذا رأى بعض وجهاء المسلمين معالجة الأمر بحكمة وروية، واتخذوا بعض الإجراءات السلمية مع الحكومة التايلاندية، في إطار الحوار ومع احترام سيادة وسلامة الأراضي التايلاندية.

 

الوضع الاقتصادي لمسلمي تايلاند

والوضع الاقتصادي لمسلمي تايلاند ولا سيما في المنطقة الجنوبية ضعيف مقارنةً ببقية مناطق البلاد، ويعود السبب في ذلك إلى الأوضاع السياسية المتقلبة في المنطقة، وكذا المشكلات الاقتصادية لدولة تايلاند؛ كل ذلك سبّب في تقلب أسعار المحصولات الزراعية التي تؤدي إلى عدم استقرار الوضع الاقتصادي في هذه المنطقة. وتعتبر الزراعة من أهم المقومات الاقتصادية للمسلمين؛ ويعود السبب في ذلك إلى خصوبة أراضيها، ومناخها الملائم، إضافة إلى توفر مصادر المياه المتمثلة في الأنهار والآبار وغزارة الأمطار؛ ولذا فإن نسبة 80% من المسلمين يزاولون الزراعة ويعملون في حقول صغيرة من المطاط الطبيعي وفي مزارع الأرز.

الحقوق والحريات.

 

يتمتع المسلمون في تايلاند بحرية دينية؛ بناء على المادة (5) من الدستور الصادر عام 2007م الذي ينص على المساواة في الحقوق بين أفراد الشعب التايلاندي بغض النظر عن الانتماء الديني؛ ولذا فإن الدستور لا يمنع المسلمين من تشكيل الأحزاب السياسية، إلا أنهم -وللأسف الشديد- فشلوا في تأسيس حزب سياسي خاص بهم، وانخرطوا في الأحزاب السياسية الوطنية؛ وأجادوا بالوصول إلى المناصب السياسية العليا.

 

وهناك قوانين خاصة ترعى الإسلام في مملكة تايلاند، والمسؤول الأول للقانون هو ملك مملكة تايلاند، وينوب عنه شيخ الإسلام الذي يدير المجلس الإسلامي في بانكوك. كما أن الحكومة التايلاندية منحت لهم الحق فعلياً في استعمال قانون الأحوال الشخصية طبقاً للشريعة الإسلامية ولعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية في ولايات جنوب تايلاند.

 

وكذلك فإن الحكومة التايلاندية الحالية أتاحت للمسلمين المشاركة في الحكم المحلي والوطني، وأعطت لهم الفرصة في ممارسة وظائف عامة كأعضاء مجلس القرى والبلدية، وحثتهم على ترشيح أنفسهم في الانتخابات العامة، والحصول على المناصب الحكومية، وشجعت على ممارسة الحكم المحلي، مثل: وكالة الدائرة، والمحافظة.

 

المؤسسات الإسلامية

يمكن تقسيم التنظيمات والمؤسسات الإسلامية في تايلاند إلى قسمين:

القسم الأول: المؤسسة ذات الطابع الرسمي الحكومي، بمعنى أنها تَلْقى الدعم من قِبل الحكومة التايلاندية، وأن لها موظفين وإداريّين يتقاضون رواتب شهرية أو مكافآت مقطوعة من الحكومة التايلاندية، وهي متمثلة في المجالس الإسلامية في جميع المحافظات التايلاندية.

القسم الثاني: المؤسسات الإسلامية الأهلية غير تابعة للحكومة التايلاندية، وهذا القسم على نوعين:

النوع الأول: المؤسسات الإسلامية التابعة لهيئات خارج تايلاند مثل: جمعية إحياء التراث (مكتب تايلاند) التابعة لدولة الكويت، وجمعية فطاني الخيرية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والندوة العالمية للشباب، ومؤسسة نداء الخير التي تدعمها مؤسسة الشيخ عيد من دولة قطر، والتنمية البشرية من المملكة العربية السعودية وغيرها من المؤسسات.

النوع الثاني: المؤسسات الأهلية المحلية، مثل: جمعية العلماء المسلمين، وجمعية الشبان، وجمعية الهلال الخيرية.

 

مساجد المسلمين

تشير الإحصائيات لعدد المساجد المسجلة رسمياً في تايلاند إلى وجود 3381 مسجدا في تايلاند، ومع ذلك فإن هناك بعض القرى بحاجة إلى المساجد حتى تؤدي رسالتها الدعوية.

وهناك جمعيات خيرية في جنوب تايلاند تقوم ببناء المساجد والإشراف، ومن تلك الجمعيات: جمعية فطاني الخيرية، ومؤسسة نداء الخير، وجمعية إحياء التراث، إدارة المساجد والمشاريع الخيرية التابع للمجلس العلمي (براؤول)، وتستقبل تبرعات المسلمين من أنحاء العالم الذين يريدون بناء المساجد في تايلاند.

 

المدارس الإسلامية

المدارس الإسلامية في جنوب تايلاند متوفرة بشكل يدعو إلى الاعتزاز، وهي مصرحة بل ومدعومة من قبل الحكومة التايلاندية، وخريجوها لهم دور كبير في المجتمع التايلاندي، ويتبؤون المناصب العليا سواء كانت المناصب دينية أو سياسية أو اجتماعية…

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.