مقالات وآراء
الانحياز الأيديولوجي المنافق في مهاجمة واشنطن والدفاع عن عملائها في الحكم العراقي// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 29 أيلول/سبتمبر 2025 14:07
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 141
علاء اللامي
الانحياز الأيديولوجي المنافق في مهاجمة واشنطن
والدفاع عن عملائها في الحكم العراقي
علاء اللامي
بالفيديو/الانحياز الأيديولوجي المنافق في مهاجمة أميركا والدفاع أو السكوت على الحكام التابعين الذين ينفذون سياساتها في العراق! حقائق ومعطيات سياسية واقتصادية مذهلة تدين حكم المحاصصة الطائفية التوافقي في العراق وتبعيته لدولة الاحتلال الأميركي يسردها الإعلامي العراقي محمد الحمد ولكن هذا الأخير لا يجرؤ على إدانة هذا النظام ولا يطالب بتفكيكه وإعادة كتابة دستوره بوصفه جذر البلاء وسبب المصائب كلها رغم ذلك: في مقابلة مطولة في عدة أجزاء ضمن برنامج "كتاب مسموع" أدلى الإعلامي محمد الحمد بالعديد من المعطيات والمعلومات الخطيرة ولكنه طوال المقابلة لم يشفع هذه المعلومات بأي نقد حقيقي لنظام المحاصصة الطائفية التوافقي التابع للولايات المتحدة الأميركية بل راح يبرر أحيانا للنظام أو يكرر بعض أساطيره وأكاذيبه من قبيل أن "واشنطن أطاحت بعادل عبد المهدي بعد تقاربه مع الصين ومحاولته تنفيذ اتفاقية الشراكة معها بواسطة انتفاضة تشرين السلمية"! لنلق نظرة على ما ذكره هذا الإعلامي أولا ثم نفكر بعدها في دلالات أن يمتنع إعلامي يفضح النظام الحاكم بهذا الشكل الدقيق عن وضع يده على الجرح ويتردد عن وصف العلاج الواضع والذي يعرفه الجميع؛ فلولا التبعية والخضوع الأعمى من المنظومة الحاكمة وخاصة ممن يقودون الحكم باسم الأغلبية الطائفية أي الساسة الشيعة لما كان لمثل هذه الفضائح والجرائم أن تحدث. من الحقائق والمعطيات التي ذكرها الحمد ما يلي:
* إن عائدات النفط العراقي تذهب مباشرة إلى البنك الفيدرالي الأميركي وهذا البنك هو الذي يرسل كمية محدد منها على شكل كتلة نقدية بالدولار في طائرة أميركية شهريا وحسب حاجة العراق وعلى الحكومة العراقية أن تبين للبنك أوجه صرف هذه الأموال العراقية. الإعلامي المحاور يسأل الضيف محمد الحمد: هل تعني إننا نأخذ المصرف الشهري من بابا أميركا؟ فيجيبه محمد الحمد: أي نعم، والأكثر من ذلك أن أموال العراق المكدسة في الولايات المتحدة يشتغل بها الأميركية وتعود فوائدها إليه وليس لنا مع إنها أموالنا. ومن الأمثلة التي يذكرها الحمد على تدخلات واشنطن في الشأن العراقي المالي الداخلي هو حين يريد العراق شراء أسلحة من روسيا مثلا فالأميركي يرفض صرف أي مبلغ للعراق لهذا الغرض. ومع ذلك فالعراق يلتزم بالعقوبات الأميركية!
*تتدخل الولايات المتحدة وتعرقل تنفيذ مشروع طريق التنمية وميناء الفاو الكبير وتحاول إخراج العراق من مشروع طريق الحرير الصيني بكل الوسائل، حتى لا يخرج العراق من الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط إلى الاقتصاد الحقيقي المنتج. *الولايات المتحدة هي التي حددت نسبة 88 بالمئة للنفط في الموازنات العراقية للحفاظ على الاقتصاد الريعي فيه.
*وقد منعت واشنطن تنفيذ اتفاقية العراق مع شركة سيمنز الألمانية لحل مشكلة الكهرباء جذريا، وكان الهدف من ذلك تعطيل الصناعة العراقية واستمرار إغلاق 21 ألف مصنع أغلقت منذ الحصار على العراق ثم الاحتلال وهي؛ ثلاثة آلاف مصنع حكومي "قطاع عام" و18 ألف مصنع قطاع خاص.
*في الوقت الذي تجني فيه الكويت من قطاع الاتصالات وشركات الهاتف خاصة والتي يضم ستة ملايين مشترك مليارين وسبعمائة ألف دولار، وتجني الإمارات تجني قرابة عشرين مليار دولار، فإن إيرادات العراق الذي فيه 41 مليون مشترك لا يجني سوى ثلاثمائة مليون دولار فقط بسبب الفساد الممنهج. وفي الوقت الذي توجد في العراق ثلاث شركات هاتف كبرى كلها للقطاع الخاص الذي يسيطر عليه المتنفذون في الحكم توجد في السعودية شركتان أهليتان للهاتف وشركة حكومية للقطاع العام وغالبية المشتركين هم في الشركة الحكومية وتجني السعودية سبعة مليارات و300 ألف دولار من 44 مليون مشترك. "هذا الرقم عثرت عليها أنا بعد أن عجز السيد محمد الحمد عن تذكره في الحوار ع.ل". أما تخمينات الحمد لما يمكن أن يجنيه العراق من ميدان الاتصالات والهواتف هو في الحد الأدنى لا يقل عن عشرة مليارات دولار ويمكن أن يرتفع الرقم إلى أضعاف ذلك.
أسجل تحفظي أيضا على وجهة نظر المتحدث الإيجابية حول علاقة إيران بحكم الفساد والتبعية ببغداد والتي فسرها بإن إيران تساعد العراق في موضوع تصدير الغاز لأنها تريد عراقا قويا والطريف أنه أدلى بمعلومة أخرى مفادها أن إيران كانت تساعد أيضا نظام صدام حسين خلال فترة الحصار على العراق في تصدير النفط العراقي بشكل غير قانوني! ومبعث تحفظي بسيط ومنطقي جدا إذ أعتقد أن مَن يريد عراقا قويا لا يحمي نظام حكم فاسدا وطائفيا وخاضعا للهيمنة الأميركية بشكل شبه مطلق، ويفعل كل شيء ليديم استمرار وجود هذا الحكم الذي سمح بتحويل أراضي وسماء العراق إلى ممر للمعتدين الصهاينة والأميركيين على إيران ذاتها.
أعتقد أن هذه الازدواجية التي يعيشها بعض الإعلاميين والكتاب العراقيين سواء كانوا إسلاميين شيعة أو غير إسلاميين والتي تتمظهر في مهاجمة الولايات المتحدة فقط واعتبارها العدو الأوحد لعراق والسكوت على المنظومة الحاكمة الطائفية التي تنفذ المشروع الأميركي بإخلاص وتفاني تكشف عن نوع سيء من الانحياز الأيديولوجي والحزبوي على حساب مصالح العراق شعبا ووطنا فلولا حلفائها المحليين لما استطاعت الولايات المتحدة أن تنفذ سطرا واحدا من برنامجها وتدميرها المستمر للعراق وجعله بلدا ميتا سريريا ومنزوع السلاح والسيادة والاستقلال. إن مسؤولية هؤلاء الساسة والإعلاميين الساكتين عن جرائم وفساد وتبعية الحكام المحليين لا تقل فداحة عن مسؤولية الساكتين على الاحتلال الأميركي أو المطالبين باستمرار هيمنته على العراق كغالبية من يسمون أنفسهم بالمدنيين والليبراليين والقوميين ولكنهم يهاجمون الحكام الإسلاميين المحليين في منظومة المحاصصة الطائفية وكلا الطرفين -الإسلامي والمدني الليبرالي والقومي- مدان بوصمة التبعية والنفاق الأيديولوجي:
*رباط فيديو الحلقة المذكورة من البرنامج والحوار مع الكاتب والإعلامي محمد الحمد:
https://www.youtube.com/watch?v=XxKJEJ1Nz6A