الرسالةُ الثانيةُ لِرِبْ - عَدّي حاكمِ مدينةِ بيبلوس إلى الفرعون المصري// عبد يونس لافي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 11:24

كتب بواسطة: عبد يونس لافي

الزيارات: 65

عبد يونس لافي

عرض صفحة الكاتب 

الرسالةُ الثانيةُ لِرِبْ - عَدّي (Rib - Addi)

حاكمِ مدينةِ بيبلوس إلى الفرعون المصري

عبد يونس لافي

احتجاجات الولاء

PROTESTATIONS OF LOYALTY

عِشْ مع الفراعنة في تلِّ العمارنة

هذه هي الرسالةُ الثانيةُ التي وجَّهها رِبْ - عَدّي (Rib-Addi)، حاكمُ بيبلوس او جُبَيْل* الى الفرعون المصري.

وكالعادة يبدأها بكلمات الولاء، وعبارات التبجيل، وأنَّه طار فرحًا بتلقّي رسالة الملك.

راح رِبْ - عَدّي يتوسَّلُ لتسريع طلب النجدة من الملك، بإرسالِ الرُّماةِ لحماية مدينة جُبَيْل التي على وشك السقوط.

يصفُ رِبْ - عَدّي حالةَ الخوفِ التي تسيطر على الجميع الى حد الشلل. يقول أنَّ الناسَ يتهامسون فيما بينهم بأن لا أملَ في الخروج من حالة الخوف التي يعيشونها، بسبب عدم استجابة الملك، وأنهم يخشَوْن سيطرةَ الاعداء، والتوسُّعَ اكثر.

يُخبِر حاكمُ جُبَيْل بأنه يحرس المدينة ليلَ نهارَ بكل ما أُوتيَ من قوة، ويُلِحُّ على الملك بإرسال الرُّماة لحماية جُبَيْل وإلّا فسيقضي الاعداءُ عليهم، ويستولون على المدينة بالكامل.

ثم يقول للملك ألّا يسمحَ لأُولئك المرجفين بنشر الشائعات حول انتشار الوباء في جُبَيْل، ويؤكد أن لا وجودَ للوباء، وإنما يخطِّطون لاقْتراف جريمة.

لذلك راح رِبْ - عَدّي يدعو جلالة الملك بإلحاحٍ ان يخرج لأعادة السيطرة على جميع الاراضي، ويؤكد أن الجميع سيقف في صف الملك.

يستمرُّ رِبْ - عَدّي بالْإلحاح على الملك لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة دون تأخير، ويحذِّر من أن قبيلة عبدي- عشيرتي (Abdi-Aŝirti)،

قد تعيث في أرض الملك الفساد إذا لم يتم التحرك.

ويشير إلى جرائمهم وقتلهم للوكيل پيويري (Piwiri)، كمثالٍ على تجرُّئِهم فى ارْتكاب مثل هذه الأفعال.

نص الرسالة

يقول رِبْ - عَدّي (Rib - Addi)

من بيبلوس (Byblos) او (جُبَيْل):

أخْبِرْ سيدي الملك:

سأسجدُ سبعَ مرّاتٍ،

وسبعَ مرّاتٍ أخرَيات،

عند قدمَي سيدي الملك.

حقًّا لقد سمعتُ رسالةَ جلالتِكم،

وفرح قلبي فرحًا شديدًا.

على سيدي أن يُعجّل إرسال

الرُّماةِ قدر الإمكان.

أُقسِمُ أننا في عداد الأموات،

ومدينة جُبَيْل في قبضةِ الاحتلال

إن لم تُرسل جلالتكم الرُّماة.

حتى هذه الأيام القليلة الماضية،

كنا مشلولين (من الخوف)؛

وحتى هذه الأيام القليلة الماضية،

ظلّوا يردّدون:

"لن يأتيَ أيٌّ من الرماة".

مع أنني أرسلتُ ذات مرة

رسالةً أطلب فيها النجدة،

فسار الرُّماةُ بالفعل

وأسَروا أباشُنو (Abašunu).

والآن يقول الناس:

"لم يُرسلْ إلينا رسالةً وسنُهزم"،

وبالفعل، يُدبّر الأعداء للاستيلاء

على مدينة جبيل،

مُخطِّطين على النحو التالي:

"إذا اسْتوليْنا على مدينة جُبَيْل،

سنُصبح أقوياء"

. أرجوكم، اعلموا أنه إذا استولَوْا

على جُبَيْل، فسيكونون أقوياء حقًا،

ولن يكون هناك من يستطيع

الزحف عليهم.

لذا، أنا أحرس مدينة جُبَيْل،

مدينةَ الملك، نهارًا وليلاً.

كلما حاولتُ استعادة البلاد المفتوحة،

فر الناس ليستولوا على الأرض

لأنفسهم، ولا يوجد أحدٌ متاحٌ

لحراسة جُبَيْل، مدينة جلالتكم.

يجب على سيدي أن يُعجّل بإرسال

الرُّماة، وإلّا سنكون في عداد الأموات.

إذا أرسل لي سيدي رسالة مكتوبة

فقط، فسيعلمون (أهل جُبَيْل) أنهم

في عداد المفقودين.

أولئك الذين يقولون للملك:

"هناك وباء في البلاد!"

يريدون ارتكاب جريمة.

يجب على جلالتكم ألّا تستمعوا

إلى كلام الآخرين، فلا وباءَ في

هذه البلاد؛ إنها سليمة كما كانت

دائمًا. وسيدي يعلم جيدًا أنني

لستُ مولعًا بكتابة المديح لسيدي.

لا أحد من المسؤولين هنا يرحب

بفكرة خروج الرماة الى الشوارع

في مسيرات عندما يبدو الوضع

(هنا) هادئًا لهم، لكنني

أريدهم أن يخرجوا وإلّا فسيكون

الأمرُ سيِّئًا للغاية بالنسبة لي.

هل لك يا جلالتك أن تخرج وتفحص

الأراضي وتستعيدها كلها من جديد؟

اعلم أنه في يوم خروجك، ستكون

جميع الأراضي في صف جلالتك.

من يستطيع الوقوف في وجه

جنود الملك؟

يجب ألا يتخلى جلالتك عنا عامًا

آخر لقبيلة عبدي- عشيرتي

(Abdi-Aŝirti).

أنت تعرفهم جيدًا،

كلهم يسعَوْن وراء أرض جلالتك.

من هم، على أي حال،

حتى يجرؤوا على ارتكاب جرائم

وقتل الوكيل پيويري (Piwiri)؟

•     بيبلوس هو الاسم الاغريقي، اما الاسم الحالي فهو جُبَيْل، وهي مدينة ساحلية  لبنانية تقع على البحر الابيض المتوسط وتبعد عن بيروت مسافة 23 ميلًا باتِّجاه الشمال.

• < السابق
• التالي >