اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• كيف يكون لنا خطاب سياسي وهذا حالنا؟

 تيري بطرس

 كيف يكون لنا خطاب سياسي وهذا حالنا؟

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

في تسعينيات من القرن الماضي نشرت مقالة تحت عنوان الخطاب السياسي الاشوري، وقد اعدت نشره في كراس يحتوي بعض المقالات تحت عنوان افاق مقالات في السياسية عام 1997 وقد اعدت نشر المقال في موقع عنكاوا كوم وموقع ايلاف (انظر الرابط ادناه) . بعد نشر المقال كثر الحديث عن الخطاب السياسي لشعبنا ووحدته وهو امر جيد اعزوه للشعور العالي بالمسؤولية ولارتقاء الوعي القومي والخروج من شرنقة الشعارات العامة والولوج الى مرحلة التحديد والبرمجة. في المقالة المنوه اعلاه حاولت تحديد بعض المواقف والخطوات الواجب اتخاذها ليكون لنا خطاب سياسي موحد.ان الدعوة لوحدة الخطاب السياسي ليس دعوة المترفين او دعوة لذر الرماد في العيون، بل هي دعوة تتلائم ومفاهيم العصر والتطورات الحاصلة على مفاهيم الحريات والديمقراطية، وبالتالي فضرورة الدعوة تعني ان نكون واعين لابعادها ومتطلباتها. ونحن نؤد القول انه من المؤكد لا يمكن ان يكون لشعبنا خطاب سياسي وقواه السياسية مشتتة ومنقسمة لا بل يمكن القول متعادية، ان الخطاب السياسي الموحد لا يولد في بيئة مليئة بالمؤامرات والدسائس والشك، بل يولد في بيئة يكون الوضوح عنوانها والاحترام وسيلتها  لان القوى السياسية الراغب في وحدة الخطاب السياسي تكون قد وصلت الى مرحلة من  النضج بحيث تدرك ضرور وحدة الخطاب ولذا ترعا العملية بكل حذر وجدية. ان الخطاب السياسي الموحد يعني ان يكون لشعبنا وبغالبية قواه السياسية ان لم يكن كلها، اهداف عامة مشتركة، مثل الحكم الذاتي كمثال وليس كتحديد وهو متوفر نوع ما اليوم، الا ان الخطاب السياسي الموحد ولكي يصل السامع من القوميات والشعوب الاخرى، يجب ان يكون واضحا ومعروفا ومحددا. وانه من الصعب بمكان ان يتولد خطاب سياسي من قوى سياسية متشرذمة، لان الواقع يقول ان السياسية تعني تحقيق مصالح وليس رفع شعارات عاطفية هلامية. بمعنى اخر ان وحدة الخطاب تتطلب وحدة الصف ووحة المسؤولية والمشاركة في القرار.

 

ان السامع لكي يدرك خطابنا السياسي الموحد، عليه ان يجد التناغم في الطرح، ليس في التفاصيل حتما بل في الممارسة والشعار المرفوع. العربي او الكوردي او الاجنبي الذي نتصل به، عليه ان يدرك ان الجميع متفقين على الهدف ولكنهم قد يختلفون في بعض الوسائل، حينذاك سيحترم قرار شعبنا، وقد يدعمه ويقر به. ولكن في ظل الواقع الحالي ارى ان لا احد ولا حتى نحن مؤمنين باننا حقا نعمل من اجل شئ واحدة وليس لاجل الهدف الواحد. خطابنا السياسي لكي يكون فعالا، عليه ان يكون مباشرا، لانه يخدم الحق الذي نؤمن به، فالخطاب السياسي ليس مجموعة من الكلمات نتفق على ترديدها، بل هو ممارسة يومية نقوم بها ونمارسها.

 

ان التعامل بالفوقية وبلغة المنتصر مع بني جلدتنا، عندما نجد اننا اكثر قوة من الاخر، يعني اننا نريد ان نقيم تحالف المنتصر والعبيد، وليس تحالف الخطاب الموحد، ان العبيد يمكن ان يرددوا ما يلقنهم اياهم الاسياد، ولكنهم يدركون انهم ليسوا الا عبيد، وسيبقون يعملون ليل نهار  للتخلص من صفة العبودية، لانه مسار انساني لا محيد عنه، وهنا ندرك ان من يمارس لغة المنتصر ويحاول ان يتكلم بها ويفرض شروطا على الاخرين، هو من يخلق للتشرذم والتفرقة والتناحر. ولذا راينا الدول المتقدمة بعد الحرب الكونية الثانية او الدول الغربية بعد تحلل الاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية، انها تعاملت مع الخصوم بطريقة حضارية وليس بطريقة الغالب والمغلوب، بطريقة الحوار وتبادل الخبرات والمعلومات وليس بطريقة فرض، فاذا كان حال الدول فكيف يجب ان تكون العلاقة داخل الامة الواحدة والشعب الواحد. 

 

الخطاب السياسي يتكون من معرفة التفاصيل العامة لما نخاطب به ابناء شعبنا وابناء الشعوب الاخرى، وبهذا فالهدف المراد الوصول اليه سيكون هدفا شعبيا ويمكن ان يستمر العمل عليه حتى وان غاب من دعا الى تحقيق هذا الهدف، بمعنى ان التواصل والاستمرارية في العمل من اجل تحقيق الاهداف لا يكون مرتبطا باشخاص معينين، بقدر ارتباطه بحالة شعبية مستندة على تحالف واسع يوحده المعرفة والمشاركة في القرار والحوار.

 

ان رفع شعارات الوحدة او الخطاب الموحد لن تجلب لنا اي تقدير ما لم نعمل من اجل ذلك، والادعاء بالعمل من اجل ذلك ستفضحه الايام وسيدفع شعبنا ثمنه وبالتالي انه من المفترض ان نكون قد كوننا خزينا من المواقف المطلوب اتخاذها مستندين الى تجاربنا وتجارب الشعوب المجاورة. ان اعادة وتكرار التجارب الفاشلة لن ينتج الا الفشل المتكرر وبالتالي زيادة الياس والهروب من العمل السياسي ان  لم يرافقه الهروب من العمل القومي ومن الوطن ايضا.

 

http://www.elaph.com/AsdaElaph/2004/11/19666.htm

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.