كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (151)- رؤية منير العصرية / جزء 17

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 28 كانون2/يناير 2019 18:21

كتب بواسطة: حسين الاعـظمي

الزيارات: 2331

حسين الاعـظمي

 يوميات حسين الاعـظمي (151)

 (يمكن لجميع الاخوة والاصدقاء مناقشة الموضوع والتعليق او التعقيب عليه)

رؤية منير العصرية / جزء 17

تكملة موضوع الحلقة السابقة

       في هذه الاثناء كنت منتدباً في دائرتنا من خدمة الاحتياط العسكرية، ودوامي في دائرتي المدنية– دائرة الفنون الموسيقية- بعيدا عن الخدمة الفعلية العسكرية ولاكثر من عام مضى..! والحرب الايرانية العراقية ما زال سعيرها مستمرا..! ولحسن حظي الذي رافقني في معظم مواقف حياتي والحمد لله على كل شيء. حيث كنت الاول على دورتي الرابعة، وكان زميلي الفنان محمد حسين كمر الاول على دورته الخامسة ايضا. وعليه شرعنا بتقديم اوراقنا الرسمية بهذا الخصوص الى وزارة التعليم العالي، على امل قبولنا كطالبيْن من جديد في كلية الفنون الجميلة. وكان لنا ما نريد..! حيث ظهر اسمينا ضمن انسيابية وزارة التعليم العالي بصورة طبيعية ورسمية، ليس فيها اي تدخل من اي طرف معرفي، وانما كان قبولنا طبيعي وعلى نظام الانسيابية كما قلت، بفائدة مباشرة من قرار مجلس قيادة الثورة..!

       من هنا بدأت المشكلة بالنسبة لموقف دائرتنا..! كيف نفارق منير بشير باجازة دراسية لاربع سنوات قادمة وهو الذي يعتمد في اعماله الفنية على كل موظفيه الرسميين الذين اختارهم بنفسه ولا يمكنه ان يفرط بأي منهم..! ويبدو اننا من اهم موظفيه الفنانين، بحيث امتنع علنا بمنعنا من الاجازة الدراسية، رغم انها داخل العراق وليس خارجه..! وكان لالحاحنا على كسب هذه الاجازة الدراسية، سببا لاعلانه الحرب العلنية المباشرة على مصالحنا في الدائرة، حتى وصل الامر الى ان عمل على إلغاء انتدابنا من خدمة الاحتياط العسكرية، في محاولة حقيقية للضغط علينا وثنينا عن انفكاكنا من الدائرة في الاجازة الدراسية، وعدم اعطائنا كتاب موافقة الدائرة على ذلك، وهو ما يمكنه ايقاف فرصتنا التاريخية الثقافية والعلمية هذه..! فما كان مني وانا اواجه مصير آخر لحياتي الثقافية والفنية والعلمية المستقبلية، خاصة في ظل ظروف سياسية ضبابية مربكة تماما لا يعرف مصير استمرارها، وهكذا اصبحتُ بين حالين، مثل الديالكتيك، الصاعد والنازل..! حيث لا وجود لحلٍ وسط في المسالة..! وعليه توجهت الى الله عزوجل ان يوفقني اولا، وانا اطلب من اهل الخير والمروءة والمواقف الحاسمة حسب ما امتلكه من معارف وعلاقات، واستطعت اخيرا ان احسم الموضوع في يوم واحد وانهيت كل الامور وحصلت من الاستاذ منير بشير على كتاب الموافقة من الدائرة رغم امتعاضه وعدم رضاه لِما قمت به، وفي هذا الكتاب تم شمل اخي وصديقي العزيز الفنان محمد حسين كمر، لاننا سوية في الدائرة، وسوية في ظهور اسمينا بانسيابية وزارة التعليم العالي. وهكذا تم انفكاكنا من الدائرة ومباشرتنا في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة لنواجه مشكلة جديدة اخرى من قبل رئيس القسم د. طارق حسون فريد الذي اعترض على قبولنا متذرعا بذلك بأن قبولنا خاطئ..!!! واخيرا ولا اريد الاطالة في الحديث، فالخيط الرفيع الموجود بين الحق والباطل، قطعته مرة اخرى، حيث زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا..! وباشرتُ واخي الفنان محمد كمر في القسم، متحملين اعباء ومعاناة امتعاض رئيس قسم الفنون الموسيقية طيلة السنوات الاربع التي قضيناها في الاجازة الدراسية في كلية الفنون الجميلة التي كانت اصعب السنوات التي عشناها في حياتنا ونحن تحت رحمة رئيس القسم د. طارق حسون فريد..!

       على كل حال، اعود الى استاذي منير بشير، فما ان وطدت وجودي طالبا في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة بعد شهر تقريبا من الدوام كطالب فيه، واطمئنت نفسي الى ذلك، حتى ذهبت الى دائرتي الاثيرة– دائرة الفنون الموسيقية– لمعاجة علاقتي مع والدي الروحي منير بشير التي شابها بعض الرضوض بسبب انفكاكي بالاجازة الدراسية..!

      دخلت عليه في مكتبه دون موعد اولا، ودون اذن من السكرتيرة (لودة) التي حاولت منعي من الدخول ثانيا، حتى فوجئ بوجودي امامه..! قائلا لي مباشرة.

-    اذهب لا اريدك بعد الان، فانا زعلان منك وممتعض من بعدك عن الدائرة.

تقدمت اليه مبتسما وضاحكا وانا اقول له.

-    اولا اعطني صلعة راسك كي اقبلها، فالأب لا يتبرأ من ابنه، ولا الابن يتبرأ من ابيه..! فانت والدي وحبيبي واستاذي ومعلمي، فانا ان كنت هنا في الدائرة او خارجها في خدمتك وخدمة الدائرة وفي اي وقت تشاؤه.

-    تستغل علاقاتك وواسطاتك لتنفك من الدائرة، هل انا لا اعطيك ذلك..!؟

-    بصراحة استاذ منير، انت لم تفعلها، ولن تفعلها انا اعرف ذلك..! فلابد من حماية مستقبلي بنفسي، راجيا منك يا استاذي الحبيب ان تتفهم موقفي ونحن في ظروف قاهرة نعيشها معا. فانا لست متحديا لارادتك، معاذ الله، انت اقرب الناس لي واحبهم الى قلبي. مرة اخرى ارجو ان تسمح لي بتقبيل صلعتك الكريمة، وقبلتها فعلا وابتسمنا وضحكنا معا وعاد كل شيء الى مجراه الطبيعي ومكثت معه بعض الوقت ثم غادرته ونحن على اتم الوئام والتصالح..!        

ولنا عودة اخرى في حلقة قادمة ان شاء الله نكمل فيها الحديث الذي جاء باثارة من تعليقاتكم وآرائكم السديدة .

ولذكر الحقيقة قيمة كبرى

اضغط على الرابط / عزف عود عمر منير بشير

https://www.youtube.com/watch?v=ikr_N20gDz4

• < السابق
• التالي >