كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (303)- كيف نتعامل مع التراث
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 06 آذار/مارس 2020 19:18
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1986
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (303)
كيف نتعامل مع التراث
ان قضية التعامل مع المادة التراثية الغناسيقية كفن له اصول وقواعد ادائية تقليدية، واستلهامه في اطار الابداع الغناسيقي وفي المقامات العراقية خاصة. من القضايا التي اهتم بها المثقفون العراقيون وكذلك لاقت اهتمام آخر من لدن المثقفين العرب، والمتخصصين منهم بالتراث الغناسيقي على وجه الدقة، ناقدين او ممارسين لعملية الغناء أوالعزف، ولا غرابة في ذلك اذا وعينا وانتبهنا لما يحدث لحالات الاغتراب والاستلاب من خلال التيارات الفنية الوافدة من الخارج التي ما انفكت تحاول احداث فجوة كبيرة بين ماضينا وحاضرنا، متمثلة في التنافر الموجود بين التراث الذي بني في ماضينا وبين واقع الحياة الثقافية التي نعيشها اليوم. لذلك نرى كثيراً ما ينظر الى التراث بأعتباره وحدة متكاملة تنتمي الى عصر سابق وماضي قد انتهى..! يُستساغ من البعض وينفرُ منه البعض الاخر، وفي الحالتين تكون الرؤية للماضي او الحاضر أحدى صور الصمت والسكون..! في الوقت الذي يجب ان تكون القضية تتعلق بالمدى التاريخي والاجتماعي بكل ظاهرة من ظواهر السلوك التراثي.ان قضية تعاملنا مع التراث الغناسيقي ينبغي ان تحدث سريعاً فلا مجال لوقت نضيعه وهذه بعض الحالات.
1. يمكن ان نظهر قوة الحبكة والتماسك لدى المؤدين السابقين وانطلاقنا من الماضي بتعابيره، بمنظار فني يسعى لابراز مظاهر الاجادة عند القدماء، ولكن هذه المحاولة يجب ان تكون آنية والاستفادة منها كمرحلة تطورية لدى المؤدين الشباب الجدد، لان الاستمرار على منوالها ما هو الا شكل من اشكال التعويض عن حالة الشعور بالنقص والعجز عن مواجهة الحاضر مواجهة فاعلة والامثلة على ذلك كل المؤدين المقلدين الذين لم يستطيعوا التعبير عن ذاتهم الخاصة.
2. يمكن ان نؤدي مقاماً ما بكامل قواعده واصوله التقليدية ولا نمس عناصره، على ان يكون اداؤنا لهذا المقام بأسلوب تعبيري يلائم مشاعر واذواق العصر، ورغم ان هذه المحاولة لا اضافة فيها سوى التعبير الجمالي وملائمة الاذواق، ولكننا نكون قد أكدنا في هذه المحاولة على الناحية التاريخية لتراث المقام العراقي ومثال ذلك يوسف عمر.
3. يمكن لنا أيضاً اعداد احد المقامات العراقية الفرعية مثلاً والتي تمتاز بحرية الاداء، اعداداً ادائياً نستطيع من خلاله تقديم وتأخير بعض الاصول المتبعة كالعناصر المكونة للمقام العراقي او القطع او الاوصال الموجودة في المقام او اضافة حركات ادائية ربما جديدة وهكذا. مع التأكيد على الاسلوب التعبيري الجمالي الملائم لذوق المتلقي والامثلة على ذلك المؤدون الابداعيون.
4. يمكن لنا ان ننطلق من التعابير المقامية الاصيلة ونبني الحاناً غنائية هي في الحقيقة من صلب تراثنا الغنائي، بأعتباره رصيداً ثقافياً يضمن مراجع مشتركة بين المؤدي والمتلقي. لتصبح اغنيتنا الجديدة الملحنة تمتلك مقومات الشخصية التعبيرية العراقية، سواء الاغنية المقامية او الريفية او البدوية او..او..الخ. والامثلة على هذا معظم أغانينا التي ظهرت في العقود الاولى من القرن العشرين الملحنة ولا تزال، أي النتاجات العقلية.
والى احتمالات اخرى للعمل الفني وحلقة اخرى ان شاء الله.
اضغط على الرابط
جبار ستار مقام القطر
https://www.youtube.com/watch?v=IXeLdjJexIY
حمزة السعداوي مقام مخالف
https://www.youtube.com/watch?v=42iI1O-CEik
رشيد الجبوري مقام الخنابات
https://www.youtube.com/watch?v=0ws_sNQT270
نمير ناظم مقام الاوج
https://www.youtube.com/watch?v=5eZw4cnQjXg
المتواجون الان
931 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع