اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (305)- محاولات جادة في تدوين الاساس: ج1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (305)

 

محاولات جادة في تدوين الاساس/ جزء 1

ظهرت في غضون الفترات الماضية محاولات عديدة ومختلفة لتحديد المفاهيم التراثية والسير على منوالها، وكما قلت سابقا ان اكثر هذه المحاولات كانت امبريقية المضامين(هامش1) سماتها الالتزام بالاصول المقامية التقليدية للاداء. لا يجوز اضافة او نقصان بعضا من القطع  والاوصال الداخلة في المقام العراقي. ولايجوز استحداث اساليب تعبيرية جمالية جديدة تخالف القدماء، ولا يجوز تجاوز هذا المستوى الثقافي والاتيان بالجديد... الخ وهكذا بقي هذا الوضع القلق والمتناقض الى الآن..!! فمنهم من يرى ان طريقة المؤدي الفلاني هي الاحسن وكذا الطرف الآخر. وفي نهاية الامر يبقى المؤدي اسير التقاليد الادائية القديمة واسير المستوى الفكري البائس. وبذلك يكون من الصعب على المؤدي ان يفصح عن شخصيته وهويته الادائية بشكل لا ارادة له فيها في الاعم الاغلب..! ويمكننا ان نتحسس هذا الوضع من خلال استماعنا الى معظم تسجيلات مؤدي المقامات العراقية خلال القرن العشرين باصوات المؤدين الذين تنازلوا عن ذواتهم وتأثروا بالفنانين الاسبق منهم من المشاهير. فمن الضروري اذن بل ينبغي ان يكون هناك اساس ادائي واضح للمقامات العراقية خال من التعابير تجنبا من تأثر المؤدين الجدد بتعابير سابقيهم من المشاهير، يسير عليه كل المؤدين الجدد في البداية ليعطي كل واحد منهم تعابيره الخاصة لهذا المسار اللحني الجامد..! لينطلقوا بعدها في بلورة اساليبهم الخاصة. ومن الطبيعي ان ايجاد هذا الاساس الادائي ليس بالامر السهل مطلقا. لأنه يحتاج ويعتمد على مؤدين يمتلكون ثقافة موسيقية. أي انه يعتمد على تهيئة جيل جديد يمتلك الثقافة في الموسيقى وعلومها لكي يستطيع ان يفهم ويدرك الاساس العلمي المكتوب للمسار اللحني للمقام العراقي.

 

ان الاساس الغنائي المقصود هو تنويط الخط العام لمسار لحن الغناء المقامي، ومن خلال هذا الاساس الذي وضع اعتمادا على معرفة بالمقام العراقي باصوله المتوارثة عبر القرون وتتابع الاجيال والاقرار الجماعي لهذه الاصول في مؤتمر او ندوة او مسلسل محاضرات او غير ذلك وصولا الى الاتفاق على هذه الاسس اللحنية للمقامات العراقية. ولنجرب معا في كتابة مسار لحني لتحريراحد المقامات العراقية المعروفة ليكن مقام البنجكاه مثلا. انظر شكل التدوين بالنوطة الموسيقية.

 

ان هذا المسار اللحني خال من التعبير (وهنا تكمن قوة العمل كله) لأن المؤدي الجديد عندما يقرأ بالنوتة هذا المسار اللحني ومن ثم يغنيه بلفظة امان امان فانه سيضع له تعبيرا وروحا جديدة من عندياته بطبيعة الحال. وهكذا نرى الامر يتكرر على عدد المتعلمين مهما وصل عددهم، حيثنحصل في النهاية على اثراء واغناء لاعداد كثيرة من الطرق الخاصة التي تعبر عن كيان كل مؤد، التي سيصقلهـا بعدئذ بالتجربة المستمرة، وبذلك نكون قد اتحنا لأول مرة فرصة تأريخية للتعبير عن الذات، ومن ثم نكون قد سحقنا التقليد الببغائي للمؤدين المشاهير الذي رافق غنائنا قرونا طويلة ارهق كاهلنا وضيع علينا فرصا عظيمة للابداع والابتكار..! نحن في امس الحاجة اليها لننطلق من جديد نحو مستقبل زاهر برؤية جديدة مستقبلية.

 

ان هذا الحديث والمثال اعلاه ينسحب طبيعيا على الجمل الادائية الاخرى او المقامات العراقية الاخرى التي نكتبها كاملة. وزيادة في الحديث ان المسارات اللحنية للمقامات العراقية هي مسارات تراثية معروفة أي انها تراث يملكه المجتمع كله وليست ملك فرد بعينه، لذا فنحن اذا كتبنا اساسا لحنيا مقاميا لأحد المؤدين المعروفين فاننا نكون قد رسخنا العملية التقليدية بكل تاكيد لأن هذا المسار يحمل تعابير وخصوصيات ذلك المؤدي..! اذ يصبح الامر بعد ذلك، ان وضعنا خصوصية هذا المسار اللحني المعروف في كيان كل مؤدٍ جديد ورسخنا العملية التقليدية وقضينا على الطرق الادائية الانفرادية التي نتأملها من هؤلاء المؤدين الجدد، ولكن يمكن لهذه العملية ان تتم اذا كان هناك بحث خاص عن أي مؤد، عند ذاك يمكن ان ندون المسارات اللحنية الخاصة به والتي اداها في مسيرته الفنية لدراستها وبحثها كواحد من المؤدين المساهمين في اغناء هذا التراث دون ان نعممها على الآخرين كمادة تعليمية ببغائية.

 

ولسبب ما، او لنُقل ان التأخر الثقافي والموسيقي لشؤون الاداء الغنائي هو من اهم الاسباب التي لم تجذب انظار المؤدين بشتى مستوياتهم والمهتمين بشؤون المقامات العراقية، تلك الارهاصات والقابليات الاسلوبية الانفرادية وتدعيمها لدى كل مؤد. بل جبل المجتمع المقامي على تقليد السابقين وجعله قانونا سائدا صارما. ومن المؤكد ان الاسلوب الخاص بكل مؤد ينطوي على مواطن قوة معينة. ومن مجموع مواطن القوة هذه لدى كل المؤدين الانفراديين الذين امتلكوا ذاتهم، نحصل على الغنى والثراء في تعدد اساليبنا وتطور مفاهيمنا وثقافتنا الغنائية والسير بها نحو التفاؤل الاكيد.

 

والى الحلقة الثانية من هذا الموضوع ان شاء الله.

 

هوامش

1 – الامبريقية: هي المعرفة المكتسبة عن طريق التوارث العفوي لا عن طريق الدراسة الاكاديمية.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام الراشدي

https://www.youtube.com/watch?v=WuFY7_F9-9o

 

نجم الشيخلي مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=ku58GoZipqk

 

يوسف حريش مقام اوج

https://www.youtube.com/watch?v=qnq1fQyUFjg

 

الحاج عباس كمبير مقام الطاهر

https://www.youtube.com/watch?v=Slib3ypYH0c

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.